مصافحة البرق ليس عنوانا لقصيدة

أزول بريس – يوسف الغريب //

بالرغم من شاعريته.. وجمالية بلاغته فهو بعيد أن يكون عنوان قصيدة أو اسم رواية.. فحسب ما جاء في بلاغ لسفارة أمريكا بالمغرب أول أمس يتعلق الأمر باسم مناورة عسكرية مغربية أمريكية قبالة ساحل أكادير في اتجاه المياه الإقليمية الصحراوية حد ملامسة جزر الخالدات..

و للعنوان أكثر من دلالة حسب المراقبين أولها وضع الحد النهائي لكل الأوهام المترسخة لدى من زال ينتظر وإلى الآن تراجع إدارة بايدن عن القرار التاريخي المنتصر لقضيتنا الوطنية.. بدليل مشاركة سفينة ايزنهاورن في هذه المناورة وما تحمل من رمزية خاصة لدى إدارة الدفاع الأمريكية ومكانة هذا الرمز الوطني لديهم..اضافة إلى المبدأ الذي أسسه هذا الرئيس آواسط خمسينيات القرن الماضي تحت قاعدة حماية الأصدقاء ضد أي عدوان يهدد أمنه واستقراره..

فسفينة ايزنهاور ليست فقط آلية حربية.. بل رسالة غير مشفرة إلى من يهمّهم الأمر.. خاصة وأن المناورة تمّت بشكل ثنائي خارج برنامج ما يسمى بمناورة الأسد الافريقي المبرمجة تقريباً..

ومشاركة المغرب في مصافحة البرق كان بفرقاطة طارق ابن زياد الإسم الذي تحفظه كرّاسة التاريخ الإسباني جيّداً.. هذه الجارة التي استيقظت أغلبية جرائدها صباح اليوم على خبر المناورة وتخليق الطائرات الحربية على علو قريب بجزر الخالدات.. ومن يتابع عبر النيت تقارير إخبارية لمحللين هناك سيعرف أن اسبانيا تفاجأت بهذه المناورة وحجم الأسلحة المستعملة ونوعيتها حد الصدمة.. منوّهة بدبلوماسبة الصمت الذي أصبح المغرب يتقن أساليبها ببراعة…مما يجعل من المغرب اليوم قوة اقليمية بعمق أفريقي جنوباً ومتوسط اروبي شمالاً.. إلى جانب الخبرة والفعالية لدى القوات المغربية التى أدارت عمليتي البحر والجو من خلال طائرات F5 و F16 تضيف تلك الجرائد الإسبانية.. مؤكدة على أنها مناورة تاريخية وبرسائل واضحة لما ستكون عليه المنطقة في القادم من السنوات

هكذا قرأ الجوار الشمالي ما وقع البارحة…ليقفوا عند حجم السرعة التي انطلق منها المغرب من سرعة البراق إلى مصافحة البرق وبشراكة مع الكبار كرسالة إلى الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط….

أمّا الجنوب فقد استطاع جيشنا الباسل إتمام الجدار الأمني قرب المحبس في الحدود مع الجارة الشرقية وذهبت بذلك كل مناوراتهم العسكرية مع رياح المنطقة.. ليجدوا أنفسهم يصافحون أوهامهم.. وراء ذلك الجدار.. وأعينهم الحاقدة تراقبنا ونحن نصافح البرق..

نعم ليس عنواناً شاعرياً.. هو عنوان مغرب جديد قويّ وكبير.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد