مسافر… زاده الخيال

  ” وحده الخيال لا يكذب، فهو يجعل الحياة الإنسانية منفتحة على الجزء المحجوب الذي تنزلق روحه المجهولة خارج المراقبة”

ربما يدفعنا الكاتب الفرنسي فرانسوا مورياك من خلال هذه المقولة إلى الاقتناع بأن الإنسان هو الطير المسافر!!  إذ لا يوجد على سطح هذا الكوكب إنسان غير مسكون بالسفر… من تعوزه حيلة الانتقال في المكان… ينتقل بخياله ، ومن يتوهم اكتمال سيطرته على المكان يتطلع إلى السفر في الزمن عبر الماضي والمستقبل..

نسافر لكي نعيش حيوات كثيرة في حياتنا الواحدة… المأزوم في عيشه كالمستريح أيضا…. يعتقد أن الحياة الحقيقية في مكان آخر…

نسافر كذلك كي نحيا كثيرا  لأنه يوفر الهروب من حياة نعيشها كورطة… فالجميع يسافر وينتقل… والأهداف ليست هي على الدوام… فهناك من يسافر قصد الراحة والاستجمام كما يقال… وهناك من ينتقل سعيا وراء الغرابة والاختلاف الجغرافي والاجتماعي والثقافي.. ينتقل من أجل اكتشاف المكان كما هو… وليس كما تتوهمه… مع ما يرافق هذا الاكتشاف من دهشة واستغراب بين واقع الحال وبين ما تقدمه بعض الفضائيات عن هذا الواقع…

هذه المفارقة هي ألاصل في نشر يوميات مسافر إلى المغرب الشرقي من وجدة إلى جرادة بوعرفة بني مظهر فكيك وووو…

جغرافيات بقدر ما عمقت وعيي بأن هوية هذا الوطن أصلها التنوع والاختلاف بقدر ما أكدت لي بأ ن المدخل الوحيد لاحترام هذه الهوية هو تحقيق العدالة المجالية… غيرها هو تسويق لشعارات الوهم..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد