مسؤول العلاقات الخارجية لجماعة العدل و الإحسان: سكت دهرا و نطق كفرا.

أزول بريس – الحسن زهور //

تصريح السيد محمد حمداوي مسؤول العلاقات الخارجية لجماعة العدل و الاحسان في حواره الاخير مع قناة الحوار( و الذي أورده احد المواقع الخارجيةالمعادية deplomatiko) يعكس البوصلة الخارحية للجماعة.
القراءة السياسية لتصريح هذا المسؤول عن العلاقات الخارجية للجماعة تفضح الكثير من المواقف، و سنقتصر على موقفين سلبيين من عدة مواقف سياسية مررهما المسؤول في تصريحه المذكور:
اولا: ورد في تصريحه أن ما قام به [ ” النظام المغربي عبر إدخاله الكيان الصهيوني إلى المنطقة” يكون “قد ساهم في توتر المنطقة ومع دول الجوار”وبدلا من “الحوار مع الأطراف قام النظام المغربي بالتطبيع الذي سيوتر المنطقة المغاربية وأفريقيا”].
من خلال التصريح يتضح أن المسؤول عن العلاقات الخارجية لجماعة العدل و الاحسان نزل في قناة الحوار بمظلة جزائرية، و من الغرابة/ الدوخة او العمى الايديولوجي و التطرف السياسي ان يسكت عن سبب التوثر القائم في المنطقة منذ سنة 1975، ليربط هذا التوثر بين المغرب و الجزائر باعادة المغرب لعلاقاته مع اسرائيل( و هو نفس الطرح الجزائري)، و الاغرب من ذلك أنه يحمل مسؤولية هذا التوثر لبلده المغرب، مبرئا بذلك مسؤولية الجزائر في احداثه منذ 1975.
و المضحك ان هذا المسؤول يدعو الى الحوار بين الأطراف و يدعو المغرب الى تقديم تنازلات للجزائر و للبوليزاريو ( و التنازلات التي يريدها هذا المسؤول تتضح من خلال توظيفه مصطلح الصحراء الغربية و ليس المغربية في تصريحه), و كأن هذا المسؤول يعيش في قارة أخرى و ليس له علم بماراطون الحوارات التي دخل فيها المغرب مع هذه الأطراف برعاية اممية، لكن بدون نتيجة إيجابية تنهي هذا الصراع المفتعل.
و ما يتضح في هذا الجانب ان هذا المسؤول يعيد تكرار تجربة الستينات و السبعينات الذين يستقوون ببعض الأنظمة الايديولوجية الخارجية على بلدهم.
ثانيا: ورد في تصريحه أن إعادة العلاقات مع اسرائيل هو” هو قرار المؤسسة الملكية في المغرب”، لا داعي لتذكير هذا المسؤول ان الشرعية الدينية في المغرب شرعية تاريخية فلا داعي لبناء ايديولوجية الجماعة على الاوهام التي لا يمكن ان تتحقق في ظل شرعية دينية متجذرة في البلد، لكن ما الهدف السياسي و الايديولوجي الذي يريد المسؤول عن الجماعة الإشارة اليه؟ إنه يريد من خلال هذه الإشارة إلى تبرئة حزب العدالة و التنمية من مسؤولية التوقيع على إعادة العلاقات مع اسرائيل في وقت لم يستطع فيه التيار المعارض في الحزب فرض صوته النشاز و المتعارض مع المصلحة الوطنية. و بما ان هذا التيار المعارض في الحزب للمصلحة الوطنية للبلد لم يفلح في مسعاه، هنا تدخلت جماعة العدل و الاحسان لمناصرة هذا التيار، و هذا ما يفسر سكوت هذا المسؤول كل هذه الفترة الى الآن ” سكت دهرا فنطق كفرا”. و هذا ما يظهر بوضوح تناغم التيار الاسلامي السياسي بالمغرب بمختلف توجهاته في مواقفه و اتجاهاته لمن لا يزال يعتقد ان هذا التيار مختلف التوجهات و تحكمه صراعات في الاهداف، لكن الحقيقة هي أن الايديولوجية واحدة و الهدف واحد لكن الاختلاف فقط في التكتيكات.
نقول لكل من يعارض مصلحة وطنه و يعتمد على اديولوجيات قومية او اسلامية اهلكت بلدانها التي نشأت فيها، ان المغرب قوي بشعبه و ملتف حول نظامه الشرعي و التاريخي. فرغم المشاكل و الصعوبات و الاختلالات التي يواجهها البلد سنناضل من اجل تحسين اوضاعه حقوقيا و ثقافيا و اقتصاديا و سياسيا، و لن نتخل عن وطننا و عن قضاياه لأننا أبناءه و لسنا مساخيطه لا نستقوي بايديولوجيات قومية او دينية عفا عنها الزمن ، و كلنا امل في غد افضل.
و في هذا الشأن يقول المثل الامازيغي ” اژرو ن تمازيرت أس يبنا يان”، اي ” يبني الانسان مسكنه بحجارة بلده و ليس بغيرها”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد