محمد ايت حساين/تنغير//
تشهد مستشفيات جهة درعة تافيلالت، على غرار مستشفى الدراق بزاكورة وسيدي حساين بورزازات و المستشفى الاقليمي بتنغير ومولاي علي الشريف بالرشيدية ومستشفى ميدلت، ، وضعا أقل ما يقال عنه أنه كارثي يستدعي دق ناقوس الخطر، أملا في تدخل المسؤولين للحد من تجاوزات كلفت المرضى صحتهم وحياتهم.
مستشفيات جهة درعة تافيلالت قنابل موقوتة تهدد حياة المواطن، ففي جولة استطلاعية قادتنا إلى هذه المستشفيات كانت الكارثة أين وقفنا على اللاكفاءة والمحسوبية التي تصنع يوميات المرضى أمام انعدام الرقابة والضحية مريض يئن وأم تفقد فلذة كبدها بعدما غاب الضمير الإنساني والمهني في أنفس أطباء وصفوا يوما بحامين الروح.
مستشفى سيدي حساين بورزازات يعاني حالة متأخرة من الإهمال، كل شيء هناك لا يدل على أنه مستشفى يهتم بالصحة المفقودة في داخله، ولا تشعر بأنك في مستشفى إلا عندما تقف أمام المدخل الرئيسي، حيث “اللافتة” العريضة التي توضح أنه مستشفى تابع لوزارة الصحة.
سوء الاستقبال والمحسوبية تصنع الحدث
مظاهر سوء التسيير والاستقبال أصبحا العملة المتعامل بها مع المريض، خاصة وأن مستشفى سيدي حساين بورزازات يعتبر مرجعا إستشفائيا لكل اقاليم جهة درعة تافيلالت ، فالتهميش والإقصاء السمة البارزة التي تميز البعض من الاطر الطبية والممرضين الذي تخلى عن مسؤوليته تجاه المريض الذي وجد نفسه وسط حلقة مفرغة عنوانها اللامبالاة، فمعظم الأقسام بالمستشفى حسب الجولة التي قمنا بها، تعرف اكتظاظا غير مبرر في ظل النقص الفادح لجل الأدوات الأساسية ، على غرار نقص الأدوية الذي أضحى هاجس المريض ومطلب الطبيب الذي يدفع المريض لاقتناء أدويته ودفع مستحقات وصفته التي أصبحت بعيدة المنال عن هذا المواطن البسيط الطامع في العلاج المجاني.
مصلحة الاستعجالات.. فوضى واحتقان
تشهد مصلحة الاستعجالات بجل مستشفيات جهة درعة تافيلالت، حالة فوضى واحتقان بصفة دائمة وغير متناهية نتيجة سوء استقبال المرضى الذين يتوافدون إليها ليلا ونهارا، إضافة إلى انعدام التكفل الجيد بهذه الفئة التي تزيد معاناتها والامها أكثر عندما ترى مثل هذه التصرفات اللإنسانية.
حيث وقفت الجريدة في زياراتها المتكررة للبعض المستشفيات، على هذه التصرفات اللانسانية لبعض الاطر الطبية والممرضين بمصلحة الاستعجالات، حيث سجلنا نقصا فادحا في عدد الأطباء، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين يتوافدون بكثرة على هذه المصلحة معبرين عن امتعاضهم الشديد للإهمال واللامبالاة اللذان يعمان المكان زيادة عن سوء الاستقبال والطريقة السيئة في معاملة أهل المرضى.
وتساءل بعض الأشخاص ممن وجدناهم بقاعة الاستقبال رفقة مرضاهم ينتظرون دورهم للفحص، عن سبب غياب الأطباء وتماطل الممرضين و الممرضات في التدخل في الحالات الإستعجالية إلا بعد طول انتظار، ما جعل البعض منهم يفقد صوابه ويدخل في مشادات كلامية مع الاطباء والممرضين،
وتبقى التساؤلات مطروحة حول وضعية قطاع الصحة في جهة درعة تافيلالت وما يشهده من تدهور مستمر، فإلى متى تستمر معاناة المرضى في المستشفيات العمومية التي لا توفر لهم العناية الكافية بالرغم من أن الحصول على تكفل جيد والاستفادة من العلاج هو حق جميع المواطنين حسب دستور المملكة المغربية.
بعض الاطباء لا يعرفون الى ” البيع والشراء ” في صحة المرضى والقطاع الخاص يستوحد على حصة الاسد
يعمد عدد من الأطباء إلى “البزنسة” بصحة المرضى من خلال ضرب مواعيد لهم في العيادات الخاصة، ويبقى البعض في حاجة ماسة لإجراء عمليات جراحية بمبالغ مالية باهظة للعملية الواحدة دون وجود أي مراقبة، وكان من المفترض أن تجرى من الطبيب مجانا باحد المستشفيات العمومية، استنادا إلى توضيحات عائلات بعض المرضى.
هذا ويعد القطاع الخاص المستفيد الأكبر من تدهور حال المستشفيات العمومية بالجهة حيث يبذل القائمون عليه قصارى جهدهم من أجل خدمة المريض وتقديم علاجات وخدمات يرتاح لها المريض وبالتالي كسب ثقته مقابل الحصول على ما في جيبه من أموال ، وهنا رجعت إلى ذهني صورة المرضى في مستشفياتنا العمومية وهم يزحفون ليصلوا إلى قاعة العلاج ولا أحد يرأف لحالهم.
الحوامل يعانون من سوء المعاملة والإهانة من طرف المولدات
لا يزال مسلسل معاناة المرأة الحامل في مستشفيات الجهة يصنع الحدث وسط سوء المعاملة والتعرض للإهانة قبل وأثناء الولادة، حيث تتعرض فيها الحامل إلى أقصى درجات الإهانة من قبل بعض المولدات.
وفي هذا الاطار، أكدت إحدى المريضات لـ ” الجريدة ” أنها أثناء الولادة لم يسمح لها بالدخول إلى مستشفى سيدي حساين بسبب عدم وجود مكان شاغر، إلا أن زوجها ثار غضبا في وجه الاطباء وبعدها اتصل بأحد أقاربه ليتبين أن هذا الأخير على صلة بأحد أطباء المستشفى الأمر الذي أدى إلى دخول المريضة إلى مستشفى ووضع حملها.
مصدر مسؤول بمستشفى سيدي حساين بورزازات يؤكد
واستنادا إلى مصدر مسؤول بمستشفى سيدي حساين بورزازات، فضل عدم الكشف عن هويته اكد في تصريح لـ” الجريدة”، عن وجود مشاكل عديدة بالمستشفى المذكور، إلا أن أحد الأسباب الرئيسية في انتشار الفوضى بالمستشفى يعود إلى الاكتظاظ بالدرجة الأولى، وكثرة الوفود عليه، الذي يستقبل يوميا المئات من المرضى، مما يمنح الأولوية في بعض الأحيان إلى المرضى التابعين إداريا لاقليم ورزازات، وتهميش الأخرين، وأصبحت الحاجة الماسة إلى بناء مستشفيات اخرى وتجهيز مستشفيات اقليمية التي تتواجد بكل من زاكورة وتنغير والراشيدية وميدلت بالتجهيزات الضرورية من اجل تقديم العلاجات للمرضى دون التنقل مسافات طويلة ، ضرورة ملحة أكثر من وقت سابق.
إن كان الوضع العام لمنظومة المستشفيات بجهة درعة تافيلالت سوداويا وكارثيا حتى صار سماع كلمة مستشفى بالنسبة للمرضى مرادفا للموت بدلا من الأمل والشفاء. هي الحقيقة رغم مرارتها يقف عندها الكثيرون ممن زاروا المستشفيات قصد العلاج، فمن مصلحة الاستقبال مرورا بطوابير الانتظار المقلقة إلى مقابلة الطبيب يمر المريض بصدمات تنسيه ألم المرض وتجعله يتمنى الموت على أن يعاني الإهمال وسوء المعاملة.فإن هذه الرداءة لا يمكن تعميمها على بعض المراكز الصحية المنتشرة على تراب الجهة ، فهناك مراكز صحية تقوم بدورها على أكمل وجه،
هذا التحقيق جاء بعد توصلنا بالعديد من الشكيات حول القطاع بالجهة ،والتي تتحدث عن عجز المتعاقبون على قطاع الصحة بالاقاليم الخمسة ” زاكورة، ورزازات ، تنغير، الرشيدية، ميدلت، من اخراجه من الوضع الكارثي الذي تعرفه غالبية المستشفيات،مؤكدين ان قطاع الصحة بالجهة يشهد ومنذ عقود من الزمن تدهورا ملحوظا على مستوى عديد المرافق الصحية والمؤسسات الاستشفائية من خلال التجاوزات الخطيرة التي باتت تسجل هنا وهناك، حيث يعاني العشرات من المواطنين الذين يقصدون هذه المستشفيات، من الأوضاع الكارثية فيما يتعلق بالنظافة، سوء المعاملة، قلة الأدوية وكذا الطاقم الطبي المتخصص، ناهيك عن الأخطاء الطبية المرتكبة التي تقضي على مستقبل الآلاف من المرضى، كما أشار العديد من المواطنين الذين كانوا متواجدين على مستوى المصلحة إلى أن ثقتهم بالطاقم الطبي لم تعد كالسابق، كون العديد من فئة المتربصين لا يملكون للخبرة اللازمة في التشخيص الطبي، اضافة الى نقص المعدات والتجهيزات للتكفل الجيد بالمرضى، ونقص الأطباء الأخصائيين في بعض التخصصات ،التخصصات نتيجة نفور الأطباء المختصين من العمل بمستشفيات الجهة نظرا لظروف العمل السيئة، كما عبروا عن سخطهم وتذمرهم الشديدين من إعطاء الاولوية لأصحاب المعارف “والمقام الرفيع” وهو الامر الذي يؤثر على الوضع النفسي والجسدي على المريض ، مما يدفع بالعديد منهم الدخول في رحلة بحث عن العيادات الخاصة لعل يجدون فيها أماكن تصلح لتداوي عللهم فيها، و يلقون خدمات في المستوى التي تفتقدها المستشفيات العمومية.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.