محمود محيي الدين : المرأة الضحية الأكبر للفقر وفشل التنمية..

وتداعيات الحرب الروسية الاوكرانيه ستستمر على العالم بعد انتهائها..

قال الدكتور محمود محيي الدين، المفكر الاقتصادي، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل اجندة 2030 إن المرأة هي الضحية الأكبر للفقر وفشل التنمية ، وأن إصابات المرأة بسبب التغيرات المناخية تكون 14 امرأة مقابل رجل واحد، لأن اهتمامها بأبنائها يجعلها تهمل نفسها.

وأضاف في لقاء تلفزيوني مع الإعلامية درية شرف الدين أن نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل ليست 50% مثل نسبتها في عدد السكان، وأنها حتى لو عملت لا تأخذ أجرها كاملًا، حتى ذلك يحدث في الدول التي تتحدث عن المساواة، وكل هذا بسبب فكرة التمييز، وأيضا في بعض التخصصات تجد المرأة ليست مُشجعة او مقبلة عليها مثل الهندسة والطب ومجال البنوك وهي المجالات ذات العائد الأكبر، وحتى لو عملت بتلك المجالات لا تجدها في المناصب التنفيذية إلا أنه أصبح هناك قوانين حاليًا توجب وجود المرأة على رأس المناصب القيادية.

وتابع، أن البعض ظل لفترة يتحدث عن أن المرأة نصف المجتمع وكأن هذا اكتشاف ولكن لا أحد يراعي أنها نصف الموارد والقدرات، وأن المجتمع الذي شل هذا النصف متعمدًا يدفع الثمن بأن خسر قدرة إنتاجية وقدرة للتطوير وقدرة لزياة الدخل بشكل أعلى، مؤكدًا أن تنمية الريف أصعب من تنمية الحضر، وأن مساندة المرأة أصعب من مساندة الرجل، حتى التوطين الصناعي نجد الرجال أكثر بكثير من النساء، وذلك بسبب عدم وجود مناطق صناعية قريبة من الرجال والإناث، لافتًا إلى أنه لابد من وجود منطقة للتركز الصناعي بالقرب من كل 250 ألف نسمة.

وأوضح، أنه تم الاستثمار في تعليم المرأة ولكن تم تجاهلها في العمل وهو الأهم، مؤكدًا أن أنصاف الحلول لا تؤدي حتى إلى أنصاف النتائج، وأنه يجب أن تكون الحلول كاملة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، منوهًا إلى أن مسألة التركيبة السكانية بفضل التقدم الطبي والرعاية الصحية، يتسبب في زيادة أعمار المواطنين شبابيًا، كل هذا تسبب في انتقال من الريف إلى الحضر، وأن أهل الحضر لا يكونون بجوار بعضهم ولا يجالسون حتى مريضهم، و هذا على عكس اهل الريف، لذلك لابد من إنشاء منظومة مؤسسية مساندة للعالم الجديد.
ولفت إلى أن المؤسسات الدولية عندما تقرض الدول المحتاجة تتوقف على قدرة الدول على التفاوض ووقت طلب القرض، وهو ما يتعلق بمسألة الشروط إذا كانت مجحفة أم لا، وكل مٌقرض من حقه وضع شروطه لحماية أمواله، مؤكدًا أن البنك الدولي ليس مكان التمويل فقط وأصبحت هناك بدائل مثل الصناديق الإقليمية والسوق المالية الدولية، مؤكدًا ان التفاوض مع الجهة المُقرضة هو ما يحكم الشروط التي تضعها المؤسسات المقرضة.
ولفت إلى أن البنك الدولي لا يعطي تبرعات أو منح لأحد، وأن بعض المؤسسات الدولية تعطي التمويل يحتوي على بعض المنح مثل تأخير وقت دفع الأقساط أو تقليل تكلفة الاقتراض، مؤكدًا أنه لا يفضل اللجوء للاقتراض إلا للضرورة ان الأساس للدولة هو ان تعتمد على مدخراتها وإن لم تكن كافية فتكون بالاستثمارات الأجنبية.

وأكد أن التعلم مدى الحياة وهي المعرفة لذلك يجب إعطاء المواطنين تقنيات المعرفة ليتعرفوا بأنفسهم على المعارف، مشيرًا إلى أن الأزمة يمكن ان تكون نعمة في حال الاستفادة الدروس المستفادة منها، ويمكن أن تكون نقمة في حال عدم التعلم منها بتكرار نفس الأخطاء بالمقامرة في الأسواق المالية، حتى في أزمات توظيف الأموال في مصر، حدثت من قبل إلا ان الناس لم تتعلم منها وهو ما تسبب في تكرارها، معقبًا: “النصاب دايمًا محتاج لطماع وبيئة مناسبة لنصبه، عشان يقدر ينفذ خطته بشكل سريع”.

ونوه إلى أنه تحدث عن محمد صلاح في كتابه كمثال للعصامية، ومن الناحية الاقتصادية فهو يمثل ارتباط بين المحلية والإقليمية والعالمية، لأن المنافسة في أيًا منها نفس قواعد المنافسة، فهي فكرة إنشاء توطين التنمية المستدامة التي يجب أن تتم بناء على المعايير الدولية، وهي فكر محمد صلاح الذي يتحرك من المحلية المصرية إلى اللعب الإفريقي والدولي وهو يعمل بنفس القواعد العالمية ولو فشل في استخدامها لن يصل إلى ما وصل إليه.

وتحدث عن الحرب الأوكرانية الروسية، مؤكدًا أنه يتمنى إنتهائها لوقف الخسائر سواء بدينة أو غذائية او غيرها، لافتًا إلى تلك الحرب تسببت في أزمة غذاء ووقود وأزمة أسمدة، وفي الوقت الحالي أصبح العالم شديد الترابط فأثرت الحرب علينا بشكل كبير بعد أن جاءت بعد معدلات التضخم الكبير الذي شهدته المنطقة، مؤكدًا أنه حتى لو توقفت الحرب الآن لن تعود الأمور كما كان، والبعض يصبح فائز من الحرب والبعض الآخر سيخرج خاسر، وأن تداعيات الحرب ستستمر على العالم بشكل كبير.

وشدد على ضرورة الاستفادة من المجالات الاقتصادية منها إعادة تدوير سلوك سلاسل الإمداد العالمي، بتنويع مصادر الغذاء والطاقة وغيرها، متابعًا: “لازم نعرف إيه اللي بينتج مصريًا واقدر ازوده عشان اعتمد عليه او اشاركه مع الدول التي تحتاجها مثل القمح الذي يمكن الاكتفاء منه ذاتيًا، احنا بنشوف تحسن كبير في الأوضاع الزراعية وإضافة مئات الألاف من الأفدنة للأراضي الزراعية ولكن لا يمكن الاكتفاء من القمح بنسبة 100% بسبب نمط الاستهلاك القائم والتركيبة الاستهلاكية في ظل تواضع الدخل لأن صاحب الدخل الكبير تكون مصادر غذائه متنوعه، أما محدودي الدخل يعتمد على النشويات والخبز بشكل أكبر وهو ما يصعب عملية الاكتفاء من القمح”.
وحول موضوع الوقود، أكد أنه لابد من النظر في مصادر الوقود الجديدة التي تتفوق فيها مصر مثل الغاز الطبيعي، لكن لابد من تدعيم الطاقة الشمسية وطاقة الرياح من خلال تدعيمها للربط مع الدول المجاورة والدول الأوروبية التي أعلنت أنها لن تستطيع الاكتفاء ذاتيًا من الهيدروجين الأخضر، وبالتالي ستعتمد على الدول المجاورة، وهذه أزمة يمكن أن نحولها كنعمة لنا.
وأشار إلى أنه لابد النظر أيضًا في مصادر تمويل النمو والتنمية التي يجب أن تعتمد على الاستثمار المحلي والخارجي وليس الاقتراض، ويكون من خلال الاستثمار المباشر أو استثمار البورصة.
وأشار محيي الدين، إلى أن الكلمة يمكن ان تبني درًا ويمكن أن تهدمه ويمكن أن تزج بأرواح الناس وحرياتهم في مالا يرضون، وكذلك يمكن أن تفتح أبواب للتطور والتحسن، وفي أوقات الأزمة يمكن أن تفقد الناس أنفسهم وأرواحهم.
واختتم حديثه بأنه يتمنى لمصر التقدم لأنه ليس فكرة ولكنه قيمة وهدف ويعتمد على مدى إدراك
وفهم التاريخ وتطوراته والتعرف على الأوضاع الحالية وتحديد أهداف المستقبل، وأن القيمة الواجبة هي قيمة التقدم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد