محمد شنيب يكتب:  “ولّت حليمة لعادتها لقديمة”

أزول بريس – العنوان، مع المؤاخذة، بالعامية الليبية وما يعنيه هو إعادة الشيء إلى الخلف أو إلى ما كان عليه بل الإصرار عليه بما يحمله أو سيحمله من أخطاء.

وسبب اختياري له هو ما يقوم به بعض الليبيين وبتوجيهات وإيحاءات ممثلة الأمين العام للأوطان المتحدة”United Nations” بالوكالة في ليبيا السيدة ستيفاني ويليمز.

فبعد عدة لقاءات وحوارات ابتدأت ب “بوزنيقة” في المملكة المغربية مرورا بالغردقة المصرية الدولة المؤيدة لحرب على العاصمة طرابلس  بل حتى المشاركة في هذه الحرب على طرابلس التي استمرت ما يقارب السنة التي خلفت الخراب والمقابر الجماعية والضحايا وما تجره الحروب المجنونة. ومرورا أيضآ باجتماعات “جنيڤ” .

قامت هذه السيدة بإختيار 75 شخص مشبوهين بعلاقاتهم مع نظام الهمجي الديكتاتور القذافي وعميل الإمارات العربية الوهابية السعودية ومصر والأردن وبدون أذنا شك في ولائه لفرنسا وروسيا وبعض من جماعات الإسلام السياسي كالإخوان المسلمين والسلفيين .ودعت هذا الكشكول الغريب والعجيب لإيجاد حل للأزمة الليبية في مدينة تونس لاجتماع يبدأ يوم 9 نونبر 2020 متناسية الآتي:

-رفض الشعب الليبي لهذه الشلة وعدم تمثيلها لمطالب الليبيين وظهور بعض المظاهرات في أنحاء مختلفة من ليبيا تعارض إختيار هذه الشلة التي إختارتها السيدة ويليامز

-عدم الإعتراف بالمكون الأمازيغي في ليبيا بل تجاهله نهائيآ كأنه لم يوجد أبدآ، حيث أنه لم يتم إستشارتهم في هذا الشأن كأنهم ليس لهم أي وجود كان.

-عدم وجود دستور في البلاد، هذا بالرغم من أن هيئة الدستور المنتخبة لم تنجح إلا في مشروع دستور هزيل ومتخلف ومصرآ على أن “مصدر التشريع هو الإسلام” بل أيضآ  مشروع  لم يعترف بمكونات المجتمع الليبي إلا  العربية وتنكر بالذات للأمازيغ سكان ليبيا الأصليين والطوارق والتبو. علاوة على أن إنقلاب حفتر في فبراير 2014 كان قد ألغى الدستور المعمول  به مؤقتآ. وفي ذات الوقت لم تقم حكومة الوفاق في طرابلس بالتأكيد على الدستور المؤقت  والعمل به مرحليآ.

-لم يتم التعرض للوجود العسكري(الاستعماري) للروس متمثلا في مرتزقة “ڤاغنر” الذين جلبهم العقيد حفتر بالاتفاق مع روسيا ولا عصابات الجنجاويد السودانية، لمساعدته في تحقيق حلمه للسيطرة عَل ليبيا كلها.

وبالرغم من احتجاج والليبيين على هذه الشلة ورفضهم للحوار بهذه الطريقة ،خرجت هذه السيدة لتقول “إن المهم هو مخرجات هذا الاجتماع وليس من يشارك فيه”، أو ليس المخرجات هي نتاج لما سيدلوا به المشتركين؟ أم ماذا؟

لم يتم التعرض لما يقوم به حفتر من إعدادات وتسليح في مناطق الجفرة بالذات لمعاودة السيطرة على طرابلس.

-في اجتماع “بوزنيقة” تم الاتفاق على توزيع المناصب والوظائف وعلى أساس جهوي قبلي بدائي جدا ولم يقبلوا فكرة الرجل المناسب في المكان المناسب حسب خبرته وإمكاناته لخدمة البلاد بغض النظر على انتمائه الجهوي والقبلي المتخلف.

-في اجتماع 5+5 (لا في غردقة مصر ولا في جنيڤ سويسرا) لم يتم التعرض  كيف سيتم إخراج مرتزقة “الڤاغنر” الروس ومرتزقة الجنجاويد ولا كيف ستكون قيادة الجيش الليبي ولمن تكون تبعيتها هل ستكون لميليشيات حفتر أم لميليشيات طرابلس. وأكثر من هذا لم يتم التعرض إلى كيف سيتم حل كل هذه الميليشيات وضمها إن أمكن تحت قيادة جيش موحد.

ما الذي يتوقع من هذه الشلة أن تقوم به للوصول إلى حل الأزمة المتفاقمة في ليبيا؟

كل ما يمكنهم الوصول إليه هو حلول تلفيقية كاذبة وستكون مرضية لهم كشلة تقودها أطماعها السياسية والشخصية، لأنهم لم يتمكنوا من مواجهة الواقع المؤلم الذي تعيشه وعاشته ليبيا، فهم مازالوا سجينوا العروبة الكاذبة والإسلام السياسي المنافق والمصالح الشخصية.

ماذا يتوقع من الذين كانوا ومازالوا يسمون أنفسهم “خضر القذافي”، ودعاة عسكرة ليبيا “من أتباع حفتر وعقيلة صالح” الذين يسمون ميليشياتهم الغازية على طرابلس ب “القوات المسلحة العربية الليبية” ومن ورائهم التحالف العربي بقيادة الوهابية السعودية والإمارات ومصر والأردن ومن خلفهم ترسانة السلاح الروسي والفرنسي، ومادا يتوقع من أتباع  الإسلام السياسي وإرتباطاتهم بالقوى الأجنبية من تركيا وقطر. هل سنرجع إلا توقعات كل هذه الدول عندما بدأت انتفاضة فبراير عام 2017 التي كانت تنوي تغير مسار الانتفاضة التي كانت تنادي بتحقيق وطن ودولة مبنية على أسس الديمقراطية والحداثة العلمانية ومحاولاتهم إفشالها وتغيير مسارها إلى ديكتاتورية مبنية على الأحادية؟

يا ليبيا عليك السلام.

محمد شنيب – ميلانو نوڤمبر 2020 .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد