لماذا يكذب الناس في شهر ابريل؟

//محمد بوداري//
يتميز الأول من ابريل بكذبته الشهيرة التي أصبحت تقليدا سنويا ينتظرها البعض بفارغ الصبر..وتقوم اغلب شعوب العالم بتمرير بعض الاخبار الكاذبة واقتراف بعض الافعال ارتباطا بهذا اليوم ولا تزال تمارسها حتى الان، وإذا كان البعض يعتبرها (مزحة بريئة) مسلية، الغاية منها الضحك والفرح واللعب بأعصاب الأصدقاء، فإن البعض الآخر، خاصة بعض الاسلاميين كعادتهم في التعامل مع كل ما ليس ب”إسلامي”، وافدة وبدعة وجب الابتعاد عنها، لان كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار..
‏ويعود تاريخ هذه المناسبة، التي اصبحت تعرفها وتحتفل بها كل الشعوب، إلى فترة حكم ملك فرنسا شارل التاسع الذي جلس على العرش عام 1560، وكان في العاشرة من عمره، والذي دام ملكه أربعة عشر عاما حيث قبل ان يموت عام 1574م..
وقد كثرت في عهده الاضطرابات والحروب والفوضى في البلاد، لان شارل التاسع كان كذابا، ويعود تاريخ الكذب إلى العام  1567 بعد تطبيق المرسوم الملكي الذي صدر سنة 1564 ، وكان معظم الناس غير متفقين على تقويم واحد للسنين والشهور والأيام..
وكان الغربيون، في أول ابريل من كل عام، يحتفلون بعيد رأس السنة ويتبادلون الهدايا والتهاني. فما كان من شارل التاسع إلا أن أصدر مرسوما ملكيا يقضي بنقل رأس السنة إلى الأول من يناير، وكان الذين أيدوا التغيير يرسلون في أول ابريل إلى معارفهم هدايا كاذبة، فيضعون لهم في علب جميلة قطعا من الحلوى ممزوجة بالملح والخل أو يرسلون إليهم رسائل من أشخاص وهميين..وكان الهدف من هذه الهدايا هو إغاظة المتمسكين بالتقويم القديم ومن هنا ولدت كذبة ابريل وانتشرت في العالم..
وقد أطلق الفرنسيون على هذا اليوم اسم “سمكة ابريل”، إذ أن الشمس في أول ابريل تخرج من برج الحوت، او “برج السمك” كما يسميه الغربيون،  فأطلقوا بذلك على كذبة ابريل “سمكة ابريل”. ‏
وإذا كانت فرنسا وباقي شعوب العالم تجعل من فاتح إبريل يوما يباح فيه الكذب او التنكيت، كما هو الشأن لدى شعب اسكتلندا الذي يطلق عليه “نكتة إبريل”، فإن الشعبين الأسباني والألماني لا يمزحان خلال هذا اليوم، والسبب أن هذا اليوم مقدس في أسبانيا دينيا ‏أما في ألمانيا فهو يوافق يوم ميلاد الزعيم (البروسي) الألماني المعروف  “أ وتو فون بسمارك “.
ويحتفل الإنجليز باليوم الأول من شهر ابريل، الذي يطلقون عليه اسم “يوم جميع المغفلين والحمقى” All Fools Day ، لأن ما يقترفونه من أكاذيب خلاله يجعل العديد من الناس يصدقهم فيصبح ضحية لذلك فيسخرون منه..أما نحن في المغرب فإن كذبة ابريل قد تبدأ بخبر بسيط مرورا بقتل فرد من العائلة او صديق حميم لتنتهي بإسقاط الحكومة او حتى الأرواح.. الله يستر ونجينا ونجيكوم .. !

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد