كورونا، من أرض العلم إلى أرض الخرافة

الطيب أمكرود، بوجدور//

عندما ظهر فيروس كورونا في الصين، سارع رعاة الجهل ودعاة الجهل ومروجو الخرافة إلى ادعاء أن السماء أرسلت كورونا إلى الصين انتقاما مما يروجون أنها تمارسه ضد مسلمي الإيغور. ولأن العلم علم والخرافة خرافة، انتقل الوباء دون انتظار تأشيرة شيوخ الفتنة والضلال بسرعة إلى بلدان يعتبرها الشيوخ نائلة رضا السماء، إذ ذاك انتقل الشيوخ والمريدون ومريدو المريدين للادعاء أن كورونا ابتلاء، وبسرعة ظهر الفيروس في كل البلدان، وسارعت الحكومات إلى تبني تدابير استعجالية لمحاصرته.

في المغرب، وبعد أسابيع من التنكيت والتقليل من شأن فيروس،  أتى على الأخضر واليابس في بلدان عريقة كإيطاليا، من قبل بعض المغاربة، سارعت أجهزة الدولة، سعيا إلى محاصرة الفيروس ووقف انتشاره، إلى سن تدريجي لعدد من التدابير الوقائية، فأغلقت المدارس والمساجد ودعي إلى حالة طوارئ صحية، وتجند جميع المغاربة الأحرار لإنجاح الورش كل من موقعه، فمنهم من ضخ في الحساب المخصص لمحاربة الوباء الملايير من ماله الخاص، ومنهم، حسب قدرته واستطاعته، من أسهم في توعية الناس، مع تجند الجميع لإنجاح كل المحطات وآخرها حالة الطوارئ الصحية.

ولأن عددا ممن نظنهم مغاربة يغترفون من معين غير معين العقل، انصرف بعض التكفيريين والجهلة إلى تبخيس كل جهود الدولة بل وتكفيرها والمجتمع، بينما انصرف المغاربة العقلاء الأحرار إلى أسرتهم بعد قضاء يوم كامل من عمر حالة الطوارئ الصحية ببيوتهم، وبين أبنائهم، حريصين على حفظ أنفسهم وذويهم وأحبتهم ومواطنيهم من كل مكروه، لتقرر فئة أخرى تفضل العمل في جنح الظلام وتغترف من معين الجهل تجييش البسطاء من الناس وإنزالهم إلى الشوارع في عدد من مدن الوطن.

إن فيروس كورونا تجندت للبحث عن علاجه كل بلدان العالم المتقدم، وتبذل الجهد والمال في سبيل ذلك، بينما انصرفت  آراء عدد منا، ممن يعتبر شيوخ الفتنة علماء ومصدرا للحقيقة، ويثق بهم، انصرفت إلى تدمير كل جهود الوطن، وطن يضحي كل يوم بالملايير من أجل حماية مواطنيه، لينسل من الجماعة ملتحون يظنون أنهم ملاك للحقيقة أنزلوا العشرات إلى الشوارع، غير آبهين بما يعرضونهم له من مخاطر، ضاربين قرارات الدولة وجهودها عرض الحائط، كيف لا وهم الحقيقة كلها حسب ظنهم وكما لقنهم شيوخهم هناك حيث تترعرع الخرافة والجهل والضلال، وهي مناسبة للمسؤولين لإعادة حساباتهم وإعادة النظر في سياساتهم التي مازالت تغض الطرف عن جماعات الفكر النكوصي المتطرف.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading