كريم أشنكلي : مُطَالِبُونَ بالاجتهاد في الْإِعْدَادِ الْجَيِّدِ  لِبَرْنَامَجِ  التَّنْمِيَةِ  الْجِهَوِيَّةِ

كلمة أشنكلي في افتتاح الدورة الاستثنائية لمجلس جهة سوس ماسة

في البداية، أشكر السيدات والسادة أعضاء المجلس الموقر على تلبية دعوة حضور أشغال هذه الدورة الاستثنائية التي تنعقد في هذه الظرفية الاستعجالية وَالْحَيِّزِ الزمني القصير، بعد أن تَعَذَّرَ انعقاد الدورة العادية لشهر أكتوبر وفق المقتضيات القانونية الجاري بها العمل.

وبهذه المناسبة، نُرَحِّبُ بالسيد عامل إقليم تزنيت الذي يحضر معنا أشغال هذه الدورة الاستثنائية نيابة عن السيد والي جهة سوس ماسة- عامل عمالة اكادير ادوتنان، والذي نعتبره سندا لنا بفضل مجهوداته المتواصلة، وَسَعِيِّهِ الدَّؤُوبِ لِتَعْزِيزِ دور الجهة كفاعل رئيسي في التنمية المستدامة، وَجَعْلِهَا أَكْثَرَ تَنَافُسِيَّةً وَاِنْفِتَاحًا، علاوة عن سَهَرِهِ على تحقيق آمال وتطلعات ساكنتها تماشيا مع التَّوْجِيهَاتِ السَّامِيَةِ لِصَاحِبِ الْجَلَاَلَةِ الْمَلِكِ مُحَمَّدٍ السَّادِسَ نَصَرَهُ اللهُ وأيده.

كما أتَقَدَّمَ أصالة عن نفسي، ونيابة عن السادة أعضاء المجلس بجزيل الشكر وَعَظِيم التَّقْديرِ للساكنة على ثِقَتِهَا من خلال التصويت لِفَائِدَتِنَا قصد تَقَلُّدِ هَذِهِ الْمَسْؤُولِيَّةِ الْجَسِيمَةِ، وبهذه المناسبة أيضا أُوَجِّهُ لكم تشكراتي الحارة على ثقتكم في مَنْحِي شَرَفَ رئاسة هذا المجلس الموقر، آملين أن نَبْدُلَ قُصَارَى جُهْدِنَا، وَنَعْمَلَ سَوِيًّا عَلَى تَرْجَمَةِ اِنْتِظَارَاتِ الساكنة فِي كَافَّةِ الْمَجَالَاتِ.

لا يخفى عليكم أن بلادنا اختارت سياسة اللامركزية كَنَمَطٍ تَدْبِيرِيِّ تُرَابِيٍّ لَهُ جُدُورُهُ التَّارِيخِيَّةَ، وَمُبَرِّرَاتُهُ الاستراتيجيةِ وَالْمَوْضُوعِيَّةِ وَالْغَايَة مِنْ ذَلِكَ تَحْقِيق التنمية المحلية المنشودة في إطار الديموقراطية المحلية بِمَفْهُومِهَا الْوَاسِعِ.

كما تدركون جيدا أن بلادنا قطعت أشواطا كبيرة في هذا المسار والتي تُوِّجَتْ بِتَنْزِيلِ وَرْشِ الْجِهَوِيَّةِ الْمُتَقَدِّمَةِ الَّتِي نَصَّ عَلَيْهَا دُسْتُورُ الْمَمْلَكَةِ، وَأَنَّ الْوَلَاَيَةَ الْاِنْتِدَابِيَّةَ الْحَالِيَّةَ لَتُعْتَبَرُ مَرْحَلَةً مِفْصَلِيَّةً في هذا التوجه على اعتبار أنها تأتي بعد مرحلة التأسيس لهذا الورش.

وفي هذا السياق نجد أنفسنا أيتها السيدات والسادة أننا أمام عمل كبير لِبَلْوَرَةِ رُؤْيَةٍ استراتيجيةٍ وَعَمَلِيَّةٍ تُوَفِّقُ بين إمكانياتنا الذاتية، وتلك التي يمكن تَعْبِئَتُهَا لدى الغير من جهة، وطموحات الساكنة من جهة أخرى في إطار من التنسيق والتشاور مع باقي الفاعلين.

وَلَعَلَّ نَجَاحَ عَمَلِنَا الْيَوْمَ رَهينٌ بِالتَّمَاسُكِ وَالْاِنْسِجَامِ بين كل مكونات المجلس، وَبِتَنْسِيقٍ للجهود وَتَغْلِيبٍ لِمَنْطِقِ الْعَقْلِ وَلِلْمَصْلَحَةِ العامة، لِكَسْبِ رِهَانِ الْمَرْحَلَةِ، والتدبير الْجَيِّدِ لِلرِّهَانَاتِ الْمُسْتَقْبَلِيَّةِ في إطار مقاربة تشاركية، ورؤية شمولية، لِتَدْلِيلِ الصِّعَابِ وتجاوز الإكراهات، من أجل تفعيل الرُّؤْيَةِ الاستراتيجية التي سنعمل سَوِيًّا على تنزيلها وَفِقَ مقاربة تشاركية مع كل الفاعلين.

وزيادة على ذلك، أود أن أُذَكِّرَكُمْ أننا في مرحلة هامة من ولايتنا الانتدابية، عَلَى  اِعْتِبَارِ  أَنَّنَا  مُطَالِبُونَ بالاجتهاد في الْإِعْدَادِ الْجَيِّدِ  لِبَرْنَامَجِ  التَّنْمِيَةِ  الْجِهَوِيَّةِ، وكذا الوثائق ذات الصِّلَّةِ باختصاصات المجلس كالمخطط الجهوي للتكوين المستمر والتصميم الجهوي للنقل، ولا تفوتني هذه الفرصة لكي أخبركم أننا مَحْظُوظُونَ، لكوننا نتوفر حاليا على التصميم الجهوي لإعداد التراب، الذي يوجد قيد التأشير وقد يُوَفِّرُ لَنَا هَذَا وَقْتًا مُهِمًّا، شاكرين بذلك المجلس السابق على هذا الإنجاز الْقَيِّمِ.

إن هذه الدورة الاستثنائية لها طَابَعٌ  خاص نظرا لمَا سَنَتَدَاوَلُ بشأنه اليوم يكتسي أهمية قصوى، حيث يتعلق الأمر بالدراسة والتصويت على النظام الداخلي للمجلس باعتباره وَثِيقَةً قَانُونِيَّة وَمَرْجِعِيَّةً مُكَمِّلَةً للقانون التنظيمي للجهات، التي ستؤطر عمل المجلس، بِمَا تَتَضَمَّنَهُ مِنْ مُقْتَضَيَاتٍ تَهُمُّ  تَسْيِيرَ  اِجْتِمَاعَاتِ  الْمَجْلِسِ، وتكوين اللجان، وكذا تَأْلِيفَ الْفُرُقِ، والآليات التشاركية للحوار والتشاور، كما سيتم انتخاب رؤساء اللجان الدائمة ونوابهم، وتقديم الفرق، إضافة إلى تَعْيِينِ المجلسِ عُضْوٍ من المعارضة في لجنة الإشراف والمراقبة للوكالة الجهوية لتنفيذ المشاريع، وهذا كله بعد اعتمادكم لهذا النظام الداخلي وَبِذَلك سنكون قد اِسْتَكْمَلْنَا الهياكل التدبيرية للمجلس.

حتى لا أطيل عليكم، أود مرة أخرى أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى مؤسسة الوالي، مؤكدين له أننا سنعمل سويا للتنسيق مع السادة العمال والمصالح الخارجية، وَالْاِنْفِتَاحِ على الصحافة ورجال الإعلام،والمجتمع المدني، والفاعلين الاقتصاديين، وكافة القوى الحية في كل القضايا التي من شأنها أن تنعكس إيجابا على المواطنين والمواطنات،متمنيا لأشغال اجتماعنا النجاح والتوفيق حتى نكون في مستوى مسؤولياتنا، خِدْمَةً للساكنة تَحْتَ الْقِيَادَةِ الرَّشيدَةِ لِصَاحِبِ الْجَلَاَلَةِ الْملِك مُحَمَّدٍ السَّادِسِ نَصَرَهُ اللهُ وَأَيَّدَهُ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد