قاعة سينما صحراء، أكادير..عودة الروح

أزول بريس – محمد بكريم //

سجلت سنة 2020 في أواخر أنفاسها خبرا متميزا يقطع مع ما عرفته تلك السنة من أزمات وبؤس وحزن وهو خبر جاء من عاصمة سوس أكادير  حيث أعلنت رسميا جماعة المدينة الشروع في تهيئة قاعة سينما صحراء في سياق مشروع متكامل يتوخى إدماجها في نهضة حي تالبورجت التاريخي. خبر سار على عدة مستويات.

سار على مستوى الممارسة المدنية وتفعيل الحقوق الدستورية إذ جاء تحريك ملف سينما صحراء على اثر تعبئة ثقافية مواطنة أثمرت عريضة عرفت إقبالا كبيرا من طرف شريحة واسعة من ساكنة أكادير وتفاعل معها المجلس البلدي بكثير من التفهم والتقبل. المجلس الذي مر الآن إلى مرحلة انجاز ما وعد به والتزم من اجله في تمرين ديمقراطي يشرف المدينة ويوسع من دائرة الأمل والتفاؤل.

خبر سار أيضا لمحبي السينما حيث سيشكل عودة الروح إلى قاعة سينما صحراء إحياء لذاكرة سجلت محطات مضيئة في تاريخ الثقافة السينمائية بالمدينة. كما ستشكل بالنسبة للجيل الجديد فضاءا مركزيا لتنويع طرق تلقي مختلف فنون الفرجة من سينما و مسرح و موسيقى … التي احتكرت ترويجها, بغير قليل من التشويه, وسائل الاتصال الالكترونية. مناسبة للتذكير مثلا بأن الوطن الأصلي للفلم السينمائي هو القاعة السينمائية

انه إذن مكسب كبير على مستوى الانجاز تبقى مسؤولية إنجاحه كإضافة نوعية للممارسة الثقافية بالمدينة والجهة على عاتق مختلف المتدخلين المؤسساتيين والفاعلين المدنيين . والتجربة الوطنية والدولية في هذا المجال تدفعنا للتذكير بأن الشرط الحاسم في النجاح هو حماية المشروع من مقاربة بيروقراطية إدارية تحوله الى ملحقة تئن تحت ضغط المساطر والإجراءات الإدارية. ولهذا يجب استحضار البعد السينمائي الثقافي في جميع مراحل تطورا عادة الهيكلة انطلاقا من التهيئة التقنية التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار تداخل الهندسي مع الفني مما يتطلب توسيع دائرة المشورة خاصة فيما يتعلق بالصورة والصوت وديكور القاعة الداخلي,,,وصولا إلى طرق التسيير والبرمجة  والعلاقة  مع المواطنين مع ما يعني ذلك من قطع مع ممارسات شعبوية كمجانية العروض أو إخضاعها إلى أجندة  غير ثقافية

نحن إذن أمام مبادرة ايجابية حقا نتمنى أن لا تبقى يتيمة ومعزولة. انها  تحمل مؤشرات دالة وتعبر عن وعي حقيقي بطبيعة الإشكال. لقد أصبح من التكرار الممل الحديث عن موت القاعات السينمائية بالمغرب.. ويبدو لي أن بوادر الحل قد تأتي من الأسفل أي من مبادرات المواطنين وهيئاتهم المنتخبة. وتجربة أكادير ستكون سابقة تاريخية ونموذج يقتدى به في التفاعل الايجابي بين مبادرة مدنية وتجاوب الفاعل السياسي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد