في زمن الحديث عن ترسيم السنة الأمازيغية حزب الاستقلال يشهر ورقة التعريب

ازول بريس

رغم توقيعهما على “ميثاق الاغلبية ” ضمن الائتلاف الحكومي، حزب الاستقلال يعود الى سياسته التقليدية المتبعة في اي ائتلاف حكومي لا يتحكم فيه سياسيا، فيوجه ضربة سياسية رمزية بقفاز التعريب الى حزب الاحرار ، لتحدث خلالها رجة عند بعض مناضلي الحركة الامازيغية ( لأن مذكرة التعريب الوزارية ذكرت مصالحها بالفقرة من الدستور التي تتعلق باعتبار اللغة العربية لغة رسمية للبلد دون ان تتم منطوق هذه الفقرة الدستورية التي تقول بأن الامازيغية بدورها لغة رسمية لهذا البلد، اي ان المذكرة الوزارية صيغت بسياسة ” ويل للمصلين” وتوقفت عند “للمصلين”، كما كتب احد المناضلين في حائطه الفايسبوكي). وما يريده حزب الاستقلال في هذا التوقيت بالذات هو أحداث هذه الرجة لتمس شرارتها الاحرار، لكنها عادت بتأثيرها السلبي على حزب الاستقلال بدلا من الاحرار.
فلو كانت مذكرة الوزير السيد بركة بريئة ( براءة الذئب من دم يوسف) فلماذا ترسل وزارة رئيس حزب الاستقلال إلى مصالح وزارته مذكرة التعريب هذه في هذا الوقت بالضبط والذي تنتظر فيه الحركة الامازيغية من الحكومة التي يتراءسها الأحرار اعلان فاتح السنة الأمازيغية عطلة رسمية؟
هذه هي سياسة أوشن/ الذئب في الحكايات الامازيغية، لكن تعود دوما عليه بأثر سلبي،
او سياسة الثعلب في حكاية ” أد گيس ؤر تگونم” .
ماذا يريد حزب الاستقلال من ارسال هذه المذكرة الوزارية الى مصالح وزارة التجهيز التي يسيرها؟
أولا: لكمة سياسية مطاطية موجهة لحزب الاحرار الذي قامت دعايته الانتخابية في وجه من أوجهها على دعم الأمازيغية، ودعوته الى جعل فاتح السنة الأمازيغية عطلة رسمية.
ثانيا: إشعال الفتيل بين المناضلين الامازيغ، اي بين من يعارضون حزب الاحرار في الانتخابات الأخيرة وبين من أيده خلال هذه الانتخابات، لكن هذا المسعى فشل لأن أغلب ردود الفعل من الجانبين تنتقد قرار وزير التجهيز وتذكره بماضي حزب الاستقلال المعادي للأمازيغية ( موقفه السلبي من ترسيم الأمازيغية في دستور 2011).
ثالثا: رسالة سياسية وانتخابية إلى جمعيات التعريب والى الجمعيات و الجماعات الإسلامية بالمغرب التي يتقاسم معها الحزب ايديولوجية التعريب تقول ” بأننا ما زلنا على الدرب”..
هادي هي السياسة.. والسياسة كما قلنا مصالح وحلبة صراع …
لكن اقبح اوجه السياسة وأخسها بصفة عامة هي تلك التي لا تهمها المصلحة الوطنية بقدر ما تهمها المصالح الايديولوجية والفئوية والشخصية… ولنا مثال على ذلك من بعض دعاة وجمعيات التعريب والاسلمة ومن بعض الأحزاب التي تتقاسم معها هذه الايديولوجية، في موقفهم السلبي من علاقات المغرب الخارجية المرتكزة على المصلحة الوطنية وعلى رأسها قضيتنا الوطنية الاولى وهي الصحراء المغربية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد