في ذكرى رحيل حسن صوابني ..الانسان الذي لا يصنع الأعداء، ويواجه المصاعب بابتسامته الدائمة

أزول بريس - الحسن باكريم

غيب الموت بشكل مبكر أحد الوجوه البارزة في النضال السياسي والجمعوي بإنزكان وبأكادير  وبالمغرب عموما ، سي حسن صوابني، الرفيق والصديق، الذي تحل ذكرى رحيله نهاية يوليوز الجاري، 29 يوليوز، حين اختطفه الموت بسبب المرض اللعين، بشكل مفاجئ وغير منتظر، فسي حسن صوابني، بشهادة من يعرفه ومن لا يعرفة، وحتى بشهادة من كانوا يختلفون معه فكريا وسياسيا، وكان منهم من هدده بالقتل،  كل هؤلاء يشهدون له بالانسان الذي لا يصنع الأعداء، وبالإنسان الذي يواجه من يصنفه عدوا بأخلاقه الراقية .. كما قاله عنه المناضل مصطفى المتوكل، وسي حسن صوابني كما عرفته عن قرب وعاشرته حميميا في أفراحه وأحزانه وقلقه..كان دائما يواجه كل الصعاب، وما أكثر الصعاب التي عاشها وهو يتفاعل مع قضايا بلده وقضايا رفاقه الصغيرة والكبيرة،  كان دائما يواجه كل ذلك بإبتسامته الدائمة..رحمك الله صديقي العزيز، وإلى اللقاء هناك.

أعيد نشر مقالي في يومية “آخر ساعة”، في ذكرى رحيل “أعز الناس إلى قلوب الناس” كما سماه أحد رفاقه،  صديقي ورفيقي حسن الصوابني رحمه الله مع شهادة الاخ مصطفى المتوكل والصديق الحسين بويعقوبي:

المقال في يومية  “آخر ساعة” سنة 2017 مباشرة بعد وفاة سي حسن السبت 29 يوليوز 2017.
في موكب جنائزي مهيب ودع العشرات من الفاعلين الجمعويين والسياسيين يمثلون الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وجمعيات المجتمع المدني، في مقدمتهم وجوه من المسؤولين السابقين والمعتقلين السياسيين، طارق القبج ، عز الدين بونيت، عمر حلي، ادكروم حسن وغيرهم، الكل كان في وداع المناضل اليساري والفاعل الجمعوي حسن الصوابني الذي وفاه الاجل صبيحة يوم السبت 29 يوليوز 2017 بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج.
ويعد الراحل حسن الصوابني، من موالد 1948 ، احد مؤسسي اليسار الجديد بمراكش وسوس، واعتقل وسجن، بسبب مواقفه وانتمائه لمنظمة 23 مارس السرية، بداية السبعينات بمعتقل بولمهارز بمراكش، وساهم بعدها في تأسيس منظمة العمل الديمقراطي الشعبي وبعدها الحزب الاشتراكي الديمقراطي والتحق بعد حله بالاتحاد الاشتراكي وانضم الى مجموعة البديل الديمقراطي، وتعرض خلال نضاله السياسي الى العديد من المضايقات ومنها تهديده من طرف جماعة اسلامية بالقتل بعد اتهامه بنشر الالحاد في صفوف التلاميذ.
ويعد حسن الصوابني كذلك أحد مؤسسي الحركة الجمعوية بمدينة انزكان وأكادير، من جمعية الشعلة الثقافية سنة 1979 الى جمعية الأمل للمتبرعين بالدم، التي شغل رئيسا لها الى أن وفاه الأجل، وهومن وضع اللبنات الاساسية لإنشاء أول دار الشباب بإنزكان وتأسيس مجلس التواصل بها، وكدا تأسيس اتحاد المسرح وظل رئيسا له لمدة.
الراحل حسن الصوابني أستاذ اللغة العربية بإعدادية المنصور الذهبي بإنزكان تخرج على يديه عدد هام من الاطر والمناضلين، ظل طوال فترة عمله، قبل تقاعده سنة 2008 ، متشبثا بالعمل داخل القسم رغم العديد من المناصب التي عرضت عليها ومفضلا علاقته بالتلاميذ من كراسي هذه المناصب، ويشكل هو وشريكة حياته السعدية الباهي، المناضلة في الاتحاد العمل النسائي والبرلمانية السابقة ضمن فريق الاتحاد الاشتراكي، ثنائيا بمدينة أكادير في النضال السياسي وفي التطوع في المجتمع المدني وشكل بيتهما مقرا مفتوحا لاجتماعات محلية وجهوية ووطنية، لعدد من المنظمات السياسية والجمعوية والنقابية والحقوقية لعقود من الزمان.
شهادة مصطفى المتوكل ( صديق الراحل وقيادي في الاتحاد الاشتراكي )
الاخ صوابني حسن عرفته عن طريق صديقه العزيز اخي محمد المتوكل، الذي كان يثني على سي حسن خيرا وانه رجل مبادئ ومواقف ومبادرات ووفاء، وذلك ما عرفته عنه فعليا في كل المحطات النضالية والتعبوية والتقدمية، لا يصنع الاعداء بل يفرض على من كان يعتبره عدوا الاحترام بأخلاقه ورقيه وانسانيته وابتسامته الدائمة، انه رجل ملحاح لا يكل ولا يتعب من اجل تحقيق اهداف سطرها خدمة للصالح العام، له بصمات مهمة في السياسة والتضحية ايام سنوات الجمر والرصاص، وله تواجد فعال في الحقل الثقافي والمسرحي، وهو رجل مع الجماعة العاملة، انسانيته وسعيه لخدمة المرضى وغيرهم جعلته يقدم خدمات يشهد لها الجميع بالسمو في اطار التعبئة والتوعية لحث الناس على التبرع بالدم. سي صوابني تجده حاضرا ومساهما ومشتغلا في كل الانشطة التي يجد مبادئه فيها، مع اليسار مع القضية العمالية والشعب مع المثقفين مع الجمعويين الملتزمين مع الفنانين الجادين، الاخ حسن صوابني وهو ممن يلهم ويزيدك حماسا …الاخ حسن بقدر ما هو قوي هو عاطفي لا أنسى له تأثره لوفاة والدي عمر الساحلي كما بكى لوفاة أخي سي محمد.
شهادة الدكتور الحسين بويعقوبي ( استاذ جامعي – تلميذ الراحل الصوابني)
مسار الاستاذ حسن الصوابني حافل بالنضال على واجهات مختلفة تربويا وسياسيا وثقافيا وجمعويا وبعد أن أفنى حياته في خدمة الآخرين أولا كرجل تعليم ومربي الأجيال وثانيا كجمعوي بصم بتطوعه تاريخ مدينتنا انزكان،. لازلت أتذكر كلمته ونحن نلتقي صدفة في احدى مكتبات أكادير حيث قال “أحس بالسعادة حين ألتقي أحد تلامذتي داخل مكتبة”.
رحمه الله وجعل كل حرف علمتنا اياه وكل عمل ثقافي أطرته وكل موقف سياسي تبنيته وكل قطرة دم جمعتها للمحتاجين في ميزان حسناتك، نم قرير العين فأعمالك الخيرية ستجعل اسمك منقوشا في ذاكرتنا وستبقى ابتسامتك حية ترافق كل من عاشرك.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد