في ذكرى الربيع الأمازيغي ..تاودا نيمازيغن إلتزام ونضال مستمر

Tawada3-2013-02-03-Rabat2حسن سفري //

يخلد الأمازيغ في شمال إفريقيا والديسباورا وأمازيغ الشتات عموما ذكرى تافسوت نيمازيغن، والتي لها تجدر في الذاكرة النضالية للحركة الامازيغية، بدءا من منع  أحد رموز الفكر والتحرر الأمازيغي بالجزائر مولود معمري من إلقاء محاضرة في الثقافة الأمازيغية في أبريل 1980 ومنها إنفجرت شرارة الربيع الامازيغي الأول ، إلى التصفية الجسدية للمطرب والمناضل معتوب الونيس 1998، إلى إغتيال أيقونة الشباب الأمازيغي بتزي وزو التلميذ ماسينيسا كرماح، الذي إغتالته القوى المخزنية الجزائرية 2001 ، ليمتد الشعور القومي الديمقراطي الأمازيغي بالإنطلاق والإمتداد إلى المغرب والديسابورا، وهي مرحلة تطور  في الوعي العصري الميداني  الأمازيغي وعمقها الشعور التاريخي بالتهميش و إزدادات عمقا بالسياسات الإقصائية لأنظمة الحكم  بدول شمال أفريقيا التي  استمرت  ووسعت الهوة بتهميش اللغة والثقافة الأمازيغية  وطمس وتزوير التاريخ الأمازيغ والتذويب الحضاري للأمازيغية في مجالات  جغرافية أخرى ومرجعيات فكرية  وأساطير تاريخية غير ذي أسس ومرتكزات وينقاضها العلم والتاريخ ،كل ذلك كان من أجل خدمة المشاريع السياسية والإديولوجية  ولإحكام الهيمنة والسيطرة على الثروة والسلطة  للأنظمة الحاكمة، والتي تتفاوت درجة تعاطيها مع القضية الأمازيغية منها من عملت على تجديد بعض مواقفها وتغيير بعض سياساتها وتحقيق بعض المكاسب والمطالب ،وإن على مضض رغم عدم وجود رغبة وإرادة سياسية حقيقية وغياب جديتها  السياسية في تطوير والمصالحة مع الأمازيغية وجبر حقيقي للضرر الفردي والجماعي للإنسان الأمازيغي  .

تطور العنف المادي عبر الإستغلال الإقتصادي والمعنوي وعبر الإحتقار ، وتنامي وإزدياد حدة السياسات الإقصائية وسياسات الإستبعاد والتهميش والتخويف، كثر وإستمر الإعتقال والإغتيال  السياسي في صفوف مناضلي الحركة الأمازيغية،  كما لو أننا نعيد الماضي والتاريخ المشؤوم بسيناريوهات في سياقات مختلفة ، رغم تطور المجتمعات والشعوب وخوضها لصراعات و مخاضات لربح معارك الديمقراطية وحقوق الانسان وتحقيق المساواة والعدالة، إرتقت أجيال حقوق الإنسان وحقوق الشعوب، تطور الأليات  الضامنة لحقوق البشر وأبرمت إتفاقيات لجبر الضرر وعدم التكرار، بدأت الشعوب في بناء تاريخ جديد بعنوان المصالحة وتصحيح المسارات وتحقيق القطيعة ، ولكن هي تلك الدول المؤمنة بالفكر الحر والديمقراطية المؤمنة  بأحقية الشعوب في الكرامة والانصاف. وبقينا نحن في قاع التطور والدمقرطة .

إلى حدود بداية الألفية الثالتة يعيش الأمازيغ في دوامة من السياسات المكرسة في باطنها للتهميش والإقصاء وظاهرها مجرد رتوشات شكلية لاطالة زمن الإستغلال، وهدفها هدر الزمن السياسي الثمين الذي يخلف ضحايا وإطالة عمر الشرعية والتحكم ،و هنا نجد أن الإحساس بالغبن والخديعة وغياب أي إحساس بالمواطنة الحقة لدى الأمازيغ  في أوطانهم راجع ذلك لأن الأمازيغ لا يجدون ذاتهم لأنهم مغيبيبن عن صنع وإتخاد القرار والسلطة لايشاركون فيها بل تطبق عليهم ويخضعون لها ،وثروتهم لا يستفيذون منها رغم أنهم منتيجيها  وهنا يكمن المشكل الحقيقي الذي لايريد الحاكمين  وصنع القرار فهمه ،وهذا مفهوم من الناحية النفسية بالنسبة لهم ومبهم بالنسبة لنا كطوابير وحطب لهم.

كي لا نطيل في الحديث رغم أنه طويل في هذا الإتجاه ، لابد من التأكيد على مؤشرين أساسيين في الفعل الإحتجاجي الأمازيغي الذي تقوده الحركة الأمازيغية كحركة مجتمعية منبتقة من رحم الشعب المغربي ومتجدرة في تاريخه الحقيقي وداكرته الحية ،هو أن النضال الأمازيغي له مرتكزات صلبة ومداخل حقيقية ومنطلقات ديمقراطية ومرجعيات حقوقية كونية مستلهمة من الفكر الحضاري الأمازيغي الإنساني ومن القيم الأمازيغية النبيلة ،والتي تعتبر شاهدا حضاريا إنسانيا خالدا في الذاكرة الإنسانية ، وأن تاودا  إمتداد عصري  للمقاومة الامازيغية عبر مختلف العصور والمراحل  مقاومة الإنسان النبيل من أجل أرضه وثقافتة وثروته ودفاعة عنها ،تاودا بشبابها وأطرها ستكون المحصن التاريخي للحضارة الأمازيغية بمكوناتها المتعددة، تاودا إلتزام بعدم التراجع، إلتزام بعدم التنازل ،هي عهد وعقد شبابي من أجل الدفاع عن الهوية الامازيغية الخالدة منذ زمن والتي ستخلد إلى  أن تعود الأمازيغية إلى مكانتها التي أبعدت منها  .

تاودا هي نضال مستمر للدفاع عن الإنسان الأمازيغي المقهور ،المهمش ،المهدور هي مشروع تحرر من القيود و الأوهام، هي دينامية عمل ميدانية مستقلة للدفاع عن جملة مطالب وهموم يحملها الإنسان الأمازيغي (التحديد الغابوي،الاعتقال السياسي،أمازيغية الصحراء ،الحقوق اللغوية والثقافية  الحق في الثروة والسلطة..)  في عواطفه وخواطره، ولم تسعفه الظروف وسياسات التخويف من التعبير عنها  هي  أمل وطموح من أجل غد ديمقراطي تبزغ فيه شمس الحرية ،وهي بوابة مشرقة في مستقبل أفضل يعيش فيه الجميع في حرية وعدالة ومساواة  تاودا مشروع بناء وليس هدم .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد