في خطوة تاريخية غير مسبوقة ملك المغرب يدعو الجزائر لتجاوز الخلافات القديمة

أزول بريس - الحسن باكريم

في خطوة تاريخية  غير مسبوقة  ملك المغرب يدعو الجزائر  في خطاب عيد العرش، إلى التخلي عن الخلافات القديمة وفتح الحدود والجلوس للحوار .

وهكذا قال العاهل المغربي في خطابه  مساء يوم السبت 31 يوليوز 2021 : “قناعتي أن الحدود المفتوحة هي الوضع الطبيعي بين بدلين جارين لأن إغلاق الحدود يتنافى مع حق طبيعي ومبدأ قانوني أصيل تكفله المواثيق الدولية”.

وزاد في شأن العلاقات مع الجارة الجزائر قائلا: “لقد عبرت على ذلك صراحة منذ 2008 وأكدت عليه عدة مرات في مختلف المناسبات خاصة وأنه لا فخامة الرئيس الحالي للجزائر ولا أنا مسؤولون عن إغلاق الحدود، ولكننا مسؤولون سياسيا وأخلاقيا على استمرار أمام الله والتاريخ ومواطنينا”.

وأضاف جلالة الملك : “ليس هناك أي منطق معقول يمكن أن يفسر الوضع الحالي لاسيما أن الأسباب التي كانت وراء إغلاق الحدود أصبحت متجوازة ولم يعد لها اليوم أي مبرر مقبول.. لا نريد أن نعاتب أحدا ولا نعطي الدروس لأحد.. إننا إخوة فرق بيننا جسم دخيل لا مكان له بيننا”.

وختم محمد السادس في موضوع العلاقة مع الجزائر مؤكدا: “من يقول إن فتح الحدود لن يجلب إلا المشاكل والشر للبلدين فهذا غير موجود ولن يصدقه أحدا خاصة في عهد التواصل الرقمي.”

من خلال الخطاب الملكي السامي يمكن استخلاص الكثير من الرسائل الراهنة ورسائل للمستقبل، للعلاقات التي من المفروض أن تكون بين بلدين يجمع بينهما أكثر مما يفرق بينهما، ومنها :

المغرب ليس كما تريد الجزائر ، وكما يريد بعض الحاكمون في قصر المورادية، يريدون مغربا عدوا يبحث للاطاحة بجيرانه ومحاصرتهم سياسيا واقتصاديا.

المغرب والجزائر جارين شقيقين وتوأمين ،  “شعب في دولتين” كما قال عنهما المفكر، حسن أوريد.

مسؤولية إغلاق الحدود قديمة فرضتها شروط سياق تاريخي انتهى زمنها، والأجيال الحالية من الحاكمين ومن غيرهم في البلدين ليسوا معنيين بهذه الشروط وبمشاكلها .

المغرب والجزائر ، لهما تاريخ مشترك في النضال من أجل الاستقلال  والبناء التنموي، وهناك عدد هام من الجزائريين عاشوا ويعيشون في المغرب وأخرون يزورون المغرب وهؤلاء كلهم يعرفون المغرب حق المعرفة، كما أن المغاربة يعرفون الجزائر حق المعرفة، فلما غلق الحدود ونشر الأكاذيب ؟

لا يمكن لجسم غريب ، وكيان وهمي، لا يتوفر على ادنى شروط البناء والوجود، ان يخلق شرخا مستداما بين دولتين وبين شعبين يجمعهما الكثير، خاصة ان المغرب قدم للعالم حلا منصفا لمن يريد ان يتمتع باستقلال ذاتي وفق شروط تعزز العلاقات  بين البلدين دون تشتيت المنطقة المغاربيةالى دويلات .

المغرب كان دائما مستعدا للجلوس مع  الجزائر، من أجل حوار  بناء،  يفتح آفاقا واعدة وجديدة بين البلدين ، من أجل مصالحهما المشتركة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد