فيلم “حلاوة روح”..أو احذروا أنفسكم من هيفاء وهبي

أسال فيلم “حلاوة روح” الذي تؤدي دور بطولته المغنية اللبنانية هيفاء وهبي، الكثير من المداد منذ أن خرج إلى العرض في العاشر من الشهر الحالي ببيروت.

(يتوه المشاهد للشريط الجديد “حلاوة روح” (إنتاج 2014) للمخرج المصري سامح عبد العزيز، بين البحث عن “الموضوع ” كما يحيل عليه عنوان الشريط، الذي تؤدي فيه دور البطولة المغنية اللبنانية هيفاء وهبي، وبين كم هائل من مشاهد العنف والدم غلفها المخرج بمسحة “زائدة ” من الإثارة الجسدية للبطلة. لا جديد في مضمون قصة الشريط، الذي أسال كثيرا من المداد، منذ أن خرج الى العرض في العاشر من الشهر الحالي ببيروت، حكاية قاربتها السينما المصرية مرارا، امرأة جميلة تعيش في إحدى حارات مصر مع حماتها، بعد سفر زوجها سعيا وراء الرزق، وتبدأ جولة الأطماع في الزوجة “المكسورة الجناح”، والصراعات والدسائس، لتصل الحبكة السينمائية ذروتها مع مشهد الاغتصاب. يبدأ المخرج الشريط، الذي يعرض حاليا بالقاعات اللبنانية، بحلم جميل للطفل “سيد” عن “روح”، الذي أدت دورها وهبي، الحلم الذي يدخله عالم الرجال “المتوحش” بغرائزه، وينهيه بمشهد دموي يتم فيه اغتصاب هذه ال “روح”، ومعها كل الأحلام البريئة ل “سيد”.

واستعان المخرج في هذا الشريط، الثاني لهيفاء وهبي بعد “دكان شحاتة لخالد يوسف (2009)، بتقنية “المرآة” لإبراز هذا الجمال “المدفون” وسط الحارة وتحت حماية “قاسية نوعا ما” للحماة، حيث أبانت “روح” عن عشق للذات، في محاولة للتنفيس عن رفض “طالما بقي مكتوما” لهذا الواقع المفروض عليها فرضا… تكتشف البطلة جسدها، في مشاهد أقرب الى “استعراض الجسد”…وأبعد ما تكون عن “رومانسية”، كان بامكانها أن تضفي جمالية على الشريط. وتصطدم البطلة، ب “السلطة المتوحشة” للحارة، التي فرضت “حصارا” شديدا على “روح”، التي ستكون محط الطمع الخارجي…لأول مرة بعد “الغياب المأساوي” للحماة، والمتمثل، بالخصوص، في شخصيتين أساسيتين سيغيران مسار الحكاية كليا…” عرفة وعطوة”.

“عرفة وعطوة” وشلتهم، “رموز” الفساد في الحارة يلجآن الى كل الحيل للإيقاع ب “روح”، الرافضة للانصياع (…)، والباحثة عن ملاذ…لا مفر، الحارة أمامها وهي “مجردة” من كل سلاح، إلا سلاح الجمال الذي سيتحول الى “نقمة”.

يلجأ سامح عبد العزيز في الفيلم الذي أنتجه محمد السبكي، الى ثنائية “الشر والخير” التقليدية، التي تضفي نوعا من “الواقعية” على العمل…، الشر بكل بشاعته “عرفة وعطوة”، وكذا بعض من إرهاصات “الخير” المتمثلة في شخصيات “زكريا” (أدى دوره الممثل المصري صلاح عبد الله) الموسيقي الأعمى الهائم مع ذكريات الماضي “الجميل”، الذي دفنه منذ أمد بعيد، و الطفل “سيد” (أدى دوره الطفل كريم الأبنودي)…بداية وعي “سيجهض” في المهد. ويلعب مخرج “حلاوة روح”، الذي منع عرضه في مصر بقرار من مجلس الوزراء، على الصراع المميت بين القبح “عطوة وعرفة” وبصيص من “النقاء” الذي تتصف به شخصيات “زكريا وسيد”.

يقف الثنائي الخير، ولكن “العاجز” في وجه “الشر الجبار” ليكون مصير سيد “فلقة” تعجزه عن الحراك والمبادرة، ومصير “زكريا” الأعمى والعاجز أيضا، “إهانته” و “روح” تغتصب بوحشية.

تغتصب “روح” ومعها أحلام الموسيقي، الذي تمنى انتشال “روح” من هذا الواقع وتوظيفها في مطعم ل “الراقصة صباح” (أدت دورها الممثلة نجوى فؤاد)، والطفل، الذي أجهضت فكرته في محاربة “المفسدين” باتفاق جماعي مع أطفال الحارة، ب “فلقة جماعية” من قبل “بلطجية” عطوة.

وكان للموسيقى التصويرية ولحركة كاميرا المخرج دور كبير في إبراز مشهد الاغتصاب، بتنقلها السريع بين “روح” والأطفال الزاحفين على الأرض، وزكريا المنهار…”روح” تغتصب ، لا لشيء إلا لأنها قررت ألا تستسلم…و”تتمنع” وتقول “لا”. وفي صورة معبرة تغادر “روح” الحارة….ليس في اتجاه المجهول ، ولكن الى عالم آخر ربما ليس “رحيما” إنه فضاء آخر رسم المخرج ملامحه من خلال السرد …”مطعم صباح”، التي نصحتها مرة ب “فرض” جمالها سلاحا لتحدي “الطامعين” فيها وعدم “المواجهة السلبية”، أو بمعنى آخر “الاستسلام بشروطها هي” وليس “بشروطهم، أو “إخضاعهم” عوض أن يخضعوها “هم” لشروطهم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد