على هامش تصريحات نعيمة الصالحي بخصوص الأمازيغية في الجزائر

 

نعيمة صالحي رئيسة حزب بالجزائر

يبدوا أننا نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى لتغليب صوت العقل لمعالجة بعض قضايانا الحارقة والناتجة عن اختيارات سيئة في الماضي. فبعض التصريحات الصادرة عن بعض سياسيينا ومثقفينا تنم عن قدر كبير من التهور والابداع في أساليب صب الزيت على النار وعدم القدرة على المساهمة ايجابا في حل القضايا.

ذلك ما نستنتجه حين نسمع لتصريح السيدة نعيمة الصالحي، زعيمة حزب سياسي (العدل والبيان) بالجزائر،

 

https://youtu.be/O6V6bdw-_LE

المؤكدة لاستعدادها لقتل ابنتها اذا ما تفوهت بكلمة أمازيغية، وهي تصريحات شبيهة بدعوة بعض مثقفينا المغاربة في الماضي لابادة اللهجات المغربية أو وصف أحد سياسيينا لحروف تيفيناغ ب”الشينوية” ، في استهتار تام بثقافة المغاربة وتهجم سافر على ثقافة الآخرين. فالمفروض أن السيدة الصالحي، باعتبارها زعيمة حزب سياسي، تسعى لضم كل الجزائريين لحزبها باختلاف لغاتهم ولا أعتقد بأنها تقدم حزبها على أنه “حزب العرب”.

أليس في محيط الزعيمة السياسية المحترمة رجل أو امرأة عاقل (ة) ينبهها لخطورة تصريحاتها والتي تهدد لحمة المجتمع وتجعله ينقسم الى فريقين، “البيربيريست” كما يسميهم زوجها من جهة و “العربيست” من جهة أخرى، في الوقت الذي كنا نعتقد بأن دولنا في شمال افريقيا، خاصة في المغرب والجزائر، قد بدأتا في الاعتراف بخطأ اختياراتهما السابقة، خاصة على المستوى الهواتي، وهو ما يتجلى في اعتراف الدولتين بالأمازيغية لغة رسمية (في المغرب 2011 وفي الجزائر 2016)، وبداية اتخاد بعض اجراءات تطويرها، مع الاشارة الى غياب التعقل لدى المشرع الجزائري أيضا حين وصف الجزائر ب”أرض عربية” وهو ما لا ينسجم والرغبة في الاعتراف بالتعدد.

أليس من “العدل” (وهو الاسم الذي يحمله حزب السيدة الصالحي) أن تحترم حقوق الأمازيغية في وطنها وبين أبناءها؟وأي عدل هذا الذي يسمح لطفلة باستعمال كل اللغات،  ويحرمها وبل تهدد في حالة نطقها بكلمة أمازيغية، لغة نوميديا والمقراني وفاضمة ن سومر؟ وأي بيان في كلام الأستاذة عن الأمازيغية وهو ينم عن نقص حاد في المعلومات حول اللغات وتطورها؟

ان المطلوب اليوم من سياسيينا ومثقفينا هو أن يكونوا في مستوى المرحلة وأن يعوا حساسيتها وأن يتجردوا شيئا فشيئا من منطق “الفكر والنظرة الأحادية” الى منطق “الفكر والنظرة التعددية” وهو ما سيعززالمسار الديمقراطي لبلداننا الذي يعتبر فيه التفعيل الواقعي للاعتراف الرسمي بالأمازيغية وبباقي الحقوق المرتبطة بها جزءا مهما من البناء الديمقراطي العام. أما تصريحات السيدة نعيمة الصالحي في الجزائر ومثيلاتها في باقي بلدان شمال افريقيا فهي خارج السياق ولن تؤدي الا لاشعال فتيل الفتنة بين أبناء البلد الواحد.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد