شيزوفرينيا المناضل الأمازيغي على هامش ” تاباعمرانت بزي بيلماون بودماون”

%d9%81%d8%b6%d9%84%d8%a7

ريناس بوحمدي//

” المرأة وهي أمام المرآة تتزين وترش عطرا مثيرا على جسدها وتضع يداها فوق خصرها وتدور حول نفسها لتنظر بغرور إلى انعكاس صورتها في المرآة ” هكذا بدت لي نعيمة  الصيدلانية التي خلتها  أن لديها هامش جيد من التّحرّر من القوالب الاجتماعيّة الجاهزة، لا سيما الفرنسية بلكنتها الباريزية التي لا تفارق شفتيها الشهديتين إلا لماما بالرغم من الحجاب الذي تغطي به رأسها ، حتى انبرت تتعيف من قيام الفنانة والبرلمانية فاطمة شاهو بلباس جلود المعز احتفاء ببيلماون بودماون، كما ذكرتني بالعديد من تفاعلات المنادلين (بالدال وليس بالضاد) الفيسبوكيين الذين لا يجيدون غير القذف والشتم في كل من رأوا فيه مهددا لفشلهم الذي يحسبونه نجاحا.

إن منظر المرأة أمام المرآة المذكور سلفا يبدو مكررا في كل بيوت مجتمعنا، وبنفس الحجم الذي تصبح فيه المرأة ،المعتقد أنها متحررة ، فاعلا في دورة العنف فتمارسه ضد الحلقة الأكثر ضعفا في الدائرة العنفية الاجتماعية إذ تكون المرأة مستقبلا للعنف وعاملاً في إعادة تفريغه في الطَّرف الأكثر ضعفا منها.

 تلكم نفس الصورة لدى المناضل الأمازيغي الذي يهاجم الفنانة تابعمرانت في اختياراتها السياسية منها أو الاجتماعية تحت العديد من المسميات، وهو في الغالب ليس إلا الجانب الذكوري الذي يعتبر المرأة من الدرجة الثانية، هو المتفجر من لا وعيه إلى سطح وعيه ، كما موقف نعيمة الصيدلانية المنتقد والرافض لتاباعمرانت بزي بيلماون، ولكن لن تتردد في التزي بها لو أن الأخر ( الغربي وحتى الخليجي ) قام بها.

المناضل من هذه الطينة لا يعدو أن يكون من طينة نعيمة فهي من جانب في مرحلة الشَّباب تميل للتمرد وتسمح لنفسها بأن تشكل علاقات عاطفية – تفشل أو تنجح ليست تلك هي المشكلة – المشكلة في أنها قد تحاصر أبناءها فيما بعد فتمنعهم من عيش حالات مشابهة وتسوق لذلك عددا من التبريرات الاجتماعية غير العلمية، مثلما يحدث في المرض الاجتماعي القائم بين الحماة والكنة فتتقمص بعد أجيال دور حماتها في علاقتها مع زوجة ابنها، أو في انتصارها لقوانين المجتمع في أكثر قرارات حياتها مصيرية كالزواج حيث تختار شريكها وفقا لمواصفات عامة وضعت من قبل المجتمع المحيط متجاهلة بذلك المواصفات الأكثر تناسبا مع شخصيتها أو طموحها أو حتّى مشاعرها.

كذلك المناضل الأمازيغي أيضا قد يصبح عدوا للمرأة الأمازبغبة الَّتي تنبذ من قبل الأيديولوجيات السائدة وينتصر للأجهزة الايديولوجية التي غرست  في دواخله على الرغم من أنه كان يميل للتمرّد ضده والأسوأ من ذلك أنه قد يقوم بتقييد نفسه بتلك القوانين الاجتماعية.


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading