سقوف من أغشية “البكارات”!!
يكتبها الحسين أكناو
اتفقنا على ذلك أو اختلفنا فإن درجة الوعي مرتبطة إلى حد كبير بالمستوى التعلمي لكل واحد. عندما تنصت لشخص غير متعلم يحلل قضية علمية أو ظاهرة طبيعية بتمثلات ميتافيزيقية وأخرى من نسج عقل محدود، فإنك حتما ستسمع العجب “المتعجِّب”.
وأنا بعد يافع سألني أحد هؤلاء: أَوَ تعرف كيف يتكون الجنين في بطن أمه؟ قلت: من قال لا أدري علمه الله ما لا يدري. قال: إن الرجل لما ينكح زوجته في ليلة الدخلة، فإنه يدفع البكارة.. لا تقل لي إنك لا تعرف معنى البكارة ؟؟ قلت مستعجلا: بلى أعرف أعرف.. ماذا يحدث بعد ذلك؟؟ استطرد صاحبي بثقة هائلة في النفس: هي البكارة تشبه نواة ثمرة الأركان، وتوجد في عمق فرج المرأة، لما يقوم الرجل بدفعها بقضيبه فإنها تسقط في البطن مثل سدادة فلين، وهي التي تكبر في ما بعد وتصبح جنينا. علقت منبهرا بمبلغ علم جليسي: سبحاااان الله العظيم. قلتها ضاغطا مشددا على كل مقطع من مقاطعها الصوتية.
إن الشخص غير المتعلم يحيط نفسه بتأويلات ساذجة للوقائع والأشياء. يبني حوله سقفا آمنا يستكين إليه ولا يقبل أن يحدث فيه أحد ثقبا ولو بأداة العلم، لذا لا يعرف البسطاء معرفيا الأمراض النفسية ولا يحتاجون إلى مهدئات للنوم ولا مسكنات آلام الدماغ، إنهم يأكلون ويشربون وينامون ويستيقظون وما يهلكهم إلا الدهر.
المعذبون في الأرض وحدهم من يخوضون في الأسباب والمسببات والمقاربات “التعدديولوجية” ودقائق العلوم وتفاصيل الأخبار وما لم يكن لو كان كيف سيكون، إنهم يعيشون قلقا معرفيا دائما، قلق يحملهم على الأرق والألم وحتى الجنون.
إن الحاذق اليوم هو من يتسلل في غفلة من ضوضاء المعرفة وهواجسها إلى البيت الافتراضي لأحد البسطاء، يحتمي به وإن طاب المقام يلزمه كما المحجور عليه صحيا، وإذا سأله أحد المستعلمين: ما الأسبق البيضة أم الدجاجة؟؟ يجيب ببرودة: الأمر مرتبط بالوجبة التي أنت بصدد تناولها أو إعدادها، فإن كان فطورا فالبيضة هى السابقة، وإن كان غذاء فالدجاجة أسبق.. وبالصحة والراحة ولا تنسى أن تقول بسم الله.
التعليقات مغلقة.