سفير أذربيجان بالمغرب أوكتاي قربانوف:نحتاج إلى تقوية العلاقات الاقتصادية بين البلدين

حوار مع سعادة سفير أذربيجان المفوض فوق العادة لدى المملكة المغربية السيد أوكتاي قربانوف بمناسبة الذكرى الـ 30 لاستقلال الجمهورية

قال سفير جمهورية أذربيجان في المملكة المغربية أوكتاي قربانوف، أن أذربيجان تحتفل هذه الأيام بذكري إعادة الإستقلال التي تأتي مع الإحتفال بالذكري الأولي لانتصارات أذربيجان وتحرير أراضيها المحتلة. وفي حوار له مع الأكاديمي فؤاد الغزيزر، قال أن أذربيجان فخورة بانتمائها الإسلامي، ولذلك تعمل دائما علي توطيد علاقاتها مع الدول الإسلامية، وهذا هو الحوار كاملا: 

– يحتفل الشعب الأذربيجاني بتاريخ 18 أكتوبر من كل سنة بذكرى إعادة استقلال جمهورية أذربيجان عن الاتحاد السوفيتي عام 1991، علي الرغم من أذربيجان كدولة حديثة يرجع تاريخ تأسيها إلي 28 مايو 1918، ومن المؤسف أن هذه الجمهورية الديموقراطية استمرت لمدة ثلاثة وعشرين شهرا. حدثنا سعادة السفير عن هذه المرحلة؟

  • في مؤتمر السلام في باريس في يناير 1919، وبعد عن استقلال جمهورية أذربيجان الديمقراطية و التي استمرت لمدة ثلاثة وعشرين شهرا، وبعد احتلال بلادنا من جانب جمهورية روسيا لجمهورية أذربيجان، انضمت إلى الاتحاد السوفيتي.

وخلال حوالي سبعين عاماً كانت أذربيجان من الجمهوريات السوفيتية، وبعد انتصار الاتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية، حيث تم تأمين طائرات الجيش السوفيتي بالوقود الأذربيجاني، وبالطبع في عام 1990، أعلنت أذربيجان استقلالها عن الاتحاد السوفيتي، حيث تم ربط أذربيجان بروابط مع عنصرين هامين، هما العالم الإسلامي، والدول الأوربية.

في مؤتمرات قمةمنظمة التعاون الإسلامي، تم توطيد العلاقات مع الدول الإسلامية، التي واجهت العدوان من جانب الدولة المجاروة لأرمينيا، ونتيجة لهذا العدوان، تم استشهاد حوالي مليون نسمة وتم احتلال عشرين في المائة من أراضي أذربيجان.

استمر احتلال أراضي أذربيجان حوالي 30 عاماً، حيث أعطت القيادة في بلادنا أعطت الأولوية للمفاوضات السلمية، وعلى الرغم من الأعمال الاستفزازية من الجانب الأرمني، بقيت أذربيجان تتمسك بالمفاوضات ضمن مجموعة “مينسك”التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، ولكن مع الأسف هذه المفاوضات لم تتكلل بالنجاح، لموقف أرمينيا غير البناء، وآخر الاستفزازات التي قامت بها أرمينيا كانت في 27 سبتمبر 2020، حيث قادت القوى العسكرية لجمهورية أذربيجان العمليات العسكرية لايقاف الأعمال الاستفزازية بعدما تم اطلاق النار على المدنيين في المدن المجاورة، وأثناء هذه العمليات العسكرية التي قادها الجيش الأذربيجاني الباسل خلال أربع وأربعين يوما، تمكن من تحرير معظم الأراضي التي كانت محتلة منذ ثلاثين عاماً من قبل جمهورية أرمينيا.

واليوم بالطبع نحتفل ولأول مرةبتحقيق السيادة الكاملة على الأراضي الأذربيجانية بعد تحريرها.

– تعلمون أن تطور جمهورية أذربيجان على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصاديارتبط ارتباطا وثيقا بشخصية الرئيس الراحل والزعيم الوطني للشعب الأذربيجاني حيدر علييف. ماذا يمكن أن تقول لنا عن هذا الأمر؟

  • طبعا دور ومساهمة شخصية الرئيس الراحل حيدر علييف في تاريخ جمهورية أذربيجان الحديث لا مثيل له، لأن الزعيم القومي كرس جل حياتهللشعب ولتقوية الدولة،وبالعودة إلى عام 1993 بعد قيادته جمهورية أذربيجان، كانت أول خطوة له هو تشكيل جيش للدفاع عن البلاد، ودوره في تقوية الدولة الشابة وأسسها، فكانت السياسة الحكمية للزعيم القومي هو التمسك بالطريق الذي يوصل البلاد إلى الازدهار، فأصبحت أذربيجان أقوى بلد في جنوب منطقة القوقاز، باقتصادها وبقدرتها العسكرية.

بعد عام 2003 كانت المرحلة الثانية في تطوير البلاد وتاريخه، فقد تم توسيع الجغرافيا الدبلوماسية لجمهورية أذربيجان، حيث كان عدد سفارات أذربيجان في الدول الخارجية خلال السنوات الأولى لتأسيس البلاد محدوداً، وكان معظمها فيالدول المجاورة، وكان عددها يتراوح ما بين 17 إلي 20 سفارة، ولكن بعد مجيء فخامة الرئيس إلهام علييف وصل عدد سفارات بلادنا إلي 70 سفارة، حيث تم ترميم وإصلاح هيكل الدولة، وكان أهم نقطة في السياسة هي تحقيق السيادة على الأراضي الأذربيجانية وإعادة المهجرين إلى مسقط رأسهم، وخلال عام 2020 تم تحرير جميع الأراضي، واليوم تعمل الحكومة والشعب على إعادة بناء الأراضي المحررة،بعد استعادة منطقة قراباغ إلى الشعب.

– الاحتفال باستقلال جمهورية أذربيجان هذا العام يصادف الاحتفال بالذكرى الأولى لانتصار أذربيجان وتحرير قراباغ.ماذا يمكن أن تقول لنا بهذه المناسبة؟ كذلك يصادف احتفالات الجمهورية بالذكرى 60 لعيد ميلاد فخامة الرئيس إلهام علييف.

  • طبعا هذا شيء نفتخر به، ففخامة الرئيس بعد مجيئه للسلطة جعل من أهم أولوياته السياسية هي استرجاع الأراضي المحتلة، فبفضل سياسته الحكيمة أوفى بوعده للشعب باسترجاع تلك الأراضي المحتلة من قبل أرمينيا منذ سنوات طويلة،ونجح الجيش الأذربيجاني تحت قيادة فخامة الرئيس وتم تحرير الأراضي المحتلة.

– نرى أن جمهورية أذربيجان، بعد30 عاماً من الاستقلال استطاعت الحفاظ على هذا المكسبوتحقيق الرخاء للمجتمع وإقامة وتعزيز علاقات الصداقة والتعاون مع الدول منها المملكة المغربية.كيف تُقيمُون هذه العلاقة؟

  • قبل ذلك، لابد أن أذكر هنا دعم وتأييد من جانب الدول في حرب أذربيجان لتحريرأراضيها، وطبعا الدعم الذي لن تنساه أذربيجان حكومة وشعبا منها دعم حكومة وشعب المملكة المغربية الشقيقة للسيادة ووحدة أراضي جمهورية أذربيجان.

أمام بخصوص مستوى العلاقات بين البلدين الصديقين خصوصا بين الزعيمان فخامة الرئيس حيدر علييف وصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، هي علاقة أخوية متميزة، وبهذه المناسبة أعبر عن اعتزازي الكبير بالتعاون الثنائي الكبير على مستوى المنظمات الدولية، من خلال الدعم المتبادل في القضايا المشتركة بين البلدين.

– سعادة السفير، كما تعلمون أنالمغرب تربطه علاقات وثيقة جداً مع أذربيجان تشمل العديد من المجالات.هل يمكن أن تذكر لنا هذه المجالات؟

  • أنا كسفير لجمهورية أذربيجان بالمغرب أرى أننا نحتاج إلى تقوية العلاقات الاقتصادية، مع الأسف خلال السنتين الماضيتين كانت هناك جائحة كورنا مما أثر على تسريع وتيرة العلاقات الاقتصادية بين البلدين الصديقين.وهنا أذكر أنه في عام 2018 كان هناك اجتماع اقتصادي في باكو عاصمة أذربيجان، وإن شاء الله سيكون هناك اجتماع اقتصادي آخر بين مسئولي البلدين خلال النصف الأول من السنة المقبلة.

– ما هي أهم المجالات الأخرى التي ترون أنها مناسبة لزيادة علاقات التعاون بين البلدين؟

  • طبعا هناك أكثر من 15 اتفاقية تربطبين البلدين، بعضها يحتاج إلى التفعيل والتجديد، كما أن هناك مجالات أخرى مهمة ستعمل الحكومتين على تفعيل التعاون فيهامثل: السياحة والطاقة سنعمل عليها مستقبلا.

وفي مجال التعليم فقد تم توقيع اتفاقية بين جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعة باكو الحكومية وهناك تواصل بين الجامعتين لتفعيل الاتفاقية، حيث قام وفد من جامعة محمد لخامس بزيارة لجامعة باكو عام 2019، ومؤخرا اتفق الطرفان على تجديد الاتفاقية وتفعيلها.

– ما رأيكم سعادة السيد السفير بتضامن الشعب المغربي مع أذربيجان لتحرير أراضيها المحتلة.. وتغطية الصحافة المغربية بعدالة القضية الأذربيجانية؟

  • هنا أذكر دور مجموعة الصداقة المغربية الأذربيجانية في هذا الإطار، وطبعا هناك صداقة بين الشعبين المغربي والأذربيجاني يجمعهم الإسلام الحمد لله، كما يجمعهم التاريخ المشترك، فالتقارب والتعارف بين الشعبين يحتاج دعم الصحافة والمجتمع المدني وكافة شرائح المجتمع في البلدين.

* د.فؤاد الغزيزر :باحث في العلاقات المغربية الآسيوية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد