سابع أكتوبر.. يوم حاسم بين التغيير والتجديد وبين الجمود والتقليد

احمد نشاطي
احمد نشاطي

احمد نشاطي //

غدا الجمعة، سابع أكتوبر، سيكون يوما حاسما، لا يتطلب التردد ولا الاستنكاف عن المشاركة، في التعبير عن الإرادة الشعبية في التغيير.. كل غياب عن الصناديق سيكون لفائدة تجار الدين، الذين سيحضرون عن آخرهم، لأنهم مجبولون على الامتثال، على الركوع والخضوع، ولأن أسيادهم ظلوا يوجهونهم في حملاتهم الانتخابية التضليلية بأن التصويت لهم هو مرضاة لله وللرسول وملائكته وللصحابة والصالحين…
في حين، وطوال خمس سنين عجاف، تبين أن المسألة لا علاقة لها بالصالحين، وإنما فعلا بتجار دين، بعضهم من الطالحين، وآخرين من المضللين والفاسدين، الذين يستغلون مواقعهم لنهب أموال عامة أو ممتلكات الناس، وبعضهم من الداعشيين والتكفيريين سليلي ابن تيمية، ومن رحم ربك ولاؤه للمرشد للإخوان المسلمين أكثر من ولائه للوطن…
غدا الجمعة يوم حاسم يجب أن يكون يوما للوطن، وللشعب، يوما لكل المغاربة التواقين إلى الانعتاق من ربقة حكومة التخلف والمحافظة والجمود، التي تفتح سياساتها المفلسة الباب على كل احتمالات الأفق المسدود، حيث الفوضى والسيبة وضرب الأمن والاستقرار والعصف بكل مكتسبات المناضلين من أجل الحريات والحقوق المواطنية والإنسانية…
غدا الجمعة، هو يوم الناس، ويجب أن يكون يوم الحرية والإرادة، لأن الذهاب إلى الصناديق ووضع الورقة والتصويت، لا يعني مرشحين مجرد أشخاص، وإنما مواقف وتوجهات، وطبيعة التصويت تعني تلك الإرادة، أن تختار حماية الوطن والاستقرار والتطلع إلى النمو والتقدم، أو أن تختار المغامرة بتحويل البلاد إلى مرتع لوجوه الإجرام الكالحة من الدواعش والتكفيريين، الذين تناسلوا وتكاثروا وتناموا في عهد هذه الحكومة، التي وجدوا فيها بيئة ملائمة لخرجاتهم الإجرامية، التي نكفّر شخصيات وهيئات دون أن تحرك وزارة العدل والحريات ساكنا، وهي ترى وجوه الإجرام تقسّم المواطنين وعموم المغاربة إلى مؤمنين وكفار، وليس آخر ذلك ما لاحظه المركز المغربي من أجل ديمقراطية الانتخابات، الذي سجل، في معرض حديثه عن استعمال رئيس الحكومة خطابا دينيا في حملاته الانتخابية، “فتوى” لأحد السلفيين التابع للسلفي التكفيري القباج، اعتبرت “التصويت لحزب في المعارضة كفرا”!!!
لذلك، فمختلف الفئات، التي ذاقت الأمرين من حكومة التفقير، وجميع المركزيات والنقابات، التي نادت بالتصويت العقابي لحكومة بن كيران، مطالبون جميعا بتحمل كامل مسؤولياتهم، ليس فقط في الذهاب إلى صناديق الاقتراع، وإنما أيضا في تعبئة جماهير الشعب من أجل التحرر من تضليلات تجار الدين، والتعبير عن إرادتها الحرة، لتقول إنه آن الأوان للتغيير، للخروج من الأزمة البنيوية، التي باتت تخترق مجمل الهياكل المجتمعية، وللانطلاق في رفع رهانات وتحديات مسيرة الإصلاح والديمقراطية، وأنه لابد ولا بديل عن التغيير لوضع البلاد على سكة التنمية والتقدم والحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، لتقول لتجار الدين أن “عقنا بقوالبكم”، وأن “المؤمن لا يلذغ من جحر مرتين”، وأن الناخبين ماعادت تنطلي عليهم تضليلاتكم لمصادرة أصواتهم وإرادتهم، التي أكدت تجربة خمس سنوات الحكومية أنه، في الآن نفسه، مصادرة لمستقبل الوطن والمواطنين، وأن مختلف أساليبكم التناورية ما عادت تفيد، وأن تعبيراتكم التناورية في ممارسة الإرهاب السياسي لن تنال من المغاربة الأحرار، الذين تربوا على رفض الغزاة وكل أشكال الوعيد والترهيب…
صوتنا، غدا الجمعة، يعني أن نكون شركاء أساسيين في البناء، أن نقول للظلام والقوى حاملة المشاريع الظلامية كفى، لا لتحويل الوطن إلى رهينة لدى تجار الدين، وتحويل المواطنين إلى رهائن لدى التكفيريين، ولنقول نعم للتغيير، نعم للأمن والاستقرار، نعم لدمقرطة الدولة والمجتمع، نعم للأمل والعمل والمستقبل…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد