زينب قيوح: سأضع كل قدراتي وتسخير كل إمكانياتي، سواء كنت في البرلمان أو لا، لخدمة هؤلاء المواطنين

زينب قيوح
زينب قيوح

لم تفعل كل الأحزاب المتنافسة بدائرة تارودانت الجنوبية شعاراتها الرنانة وبرامجها المنمقة، خاصة فيما يخص تفعيل دور المرأة، والمساواة في الحقوق بيتها وبين الرجل، لتبقى الهيمنة الذكورية هي المسيطرة بالمنطقة بحكم الخصائص الاجتماعية والموروث الثقافي والتقاليد والأعراف. فرغم زخم اللوائح المتنافسة في انتخابات السابع من أكتوبر المقبل، والتي بلغت 16 لائحة انتخابية بدائرة تارودانت الجنوبية هذه السنة، لم تتمكن ولو امرأة واحدة من نساء المنطقة من تصدر وقيادة أي لائحة من اللوائح الانتخابية المحلية المتنافسة، والاكتفاء فقط بدور التابع الدافع للمترشح الوكيل الذكر.

هذه الوضعية حسب فاعلين حقوقيين، لا ترقى إلى المكانة التي أضحت تتبوأها نساء سوس، إذ انه ورغم استحسان إقدام بعض المرشحات على خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، فان اغلب المشاركات لا تحظين بالفعالية والنجاعة المتوجبة، بل ادهي من ذاك فبعضهن تم الزج به في اللوائح فقط لسد الخصاص، في حين نجد بعض الاستثناءات اللواتي تعين فعلا الدور المحوري للعمل السياسي وتمتلكن الخصائص والمواصفات التي يتوجب أن يتسم بها النائب البرلماني لتمثيل ساكنة المنطقة أحسن تمثيل.

فمن خلال استقصاء ميداني بسيط هم بعض الأنحاء المتفرقة من منطقة هوارة، طرح فيه السؤال التالي: هل تعرف النساء المترشحات للبرلمان بدائرة تارودانت الجنوبية؟ (واش كتعرف العيالات لي ترشحو للبرلمان عندكم؟). كانت كل الردود متشابهة ومتماثلة، أكدت عدم معرفتها لآي من المرشحات اللواتي يخضن منافسات الاستحقاقات البرلمانية الحالية، باستثناء اسم وحيد تردد في جل الأجوبة هو “زينب قيوح”.    

“زينب قيوح” هي وصيفة وكيل لائحة حزب الاستقلال لاستحقاقات السابع من أكتوبر القادم، وفلذة كبد الحاج علي قيوح القيادي البارز بحزب الميزان والأب الروحي لكل الاستقلاليين بجهة سوس ماسة، فإذا كان المثل يقول: “اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها”، فقد خالفت زينب هذا المثل، فهي حسب كل من يعرفها ابنة أبيها والنسخة الأصلية لـ”بابا علي”.

دخول “زينب قيوح” عالم السياسة لم يأتي عبثا، فهي فرع من عائلة سياسية معروفة بمنطقة هوارة منذ عقود، وفاعلة جمعوية ملتزمة، ومناضلة حقوقية شرسة، وخاصة عن حقوق المرأة القروية، التي تفتخر زينب بالانتماء إليها وتردد دائما بكل تباهي وعزة أنها “بنت الدوار” وتعي جيدا المعاناة التي تكابدها النساء القرويات. ليكون العمل الجمعوي هو المنعطف الأساس الذي زج بزينب قيوح نحو غمار العمل السياسي، والذي أبدعت فيه هو الآخر، بتقلدها عدة مناصب نيابية مختلفة، فهي نائبة برلمانية سابقة وقيادية جسورة بحزب الاستقلال وعضوة معارضة بالمجلس المنتخب لجماعة أولاد تايمة وجهة سوس ماسة. 

العمل السياسي و الجمعوي، وتواصلها المستمر مع الساكنة أكسب “زينب قيوح” دراية كبيرة بكل المعيقات والمشاكل التي تعرفها المنطقة، كما اكسبها محبة ومعزة ساكنة هوارة وتارودانت ككل، حيث أنها دوما ما تلجأً إلى المبادئ التي غرسها فيها والدها “بابا علي”، وتستمد من مبادئ الأب العظيم وخصاله الحميدة وكرم أخلاقه الطاقة للتغلّب على المعوّقات وتفسير المواقف الغامضة، ولا تلتفت إلى التيارات الرائجة، وإنما تسير في التيار الذي يوافق مبادئها وقناعاتها وما تربّت عليه، حتى لو كان مرفوضاً أو مقموعاً أو لا يقبل عليه كثيرون.

وفي اتصال لنا ب “زينب قيوح” بخصوص سر شهرتها الواسعة بالمنطقة أجابت: ” أمة اللـه المتواضعة هاته، خريجة أحسن وأرقي مدرسة سياسية على الإطلاق، والتي هي مدرسة “بابا علي قيوح” ، والذي افتخر به واعتز بأبوته لي، هذا الرجل الذي ربانا على الصدق والتواضع وحب الخير وخدمة الناس، والذي خلال مشواره السياسي الحافل والممتد لسنوات لم يزرع إلا الخير، واليوم نحن نحصد نتاج عمله المتمثل في محبة الناس الصافية النقية لنا لوجه الـله دون سواه، هذه المعزة الغالية كنز ثمين أتعهد بالحفاظ عليها والعض عليها بالنواجذ، ووضع كل قدراتي وتسخير كل إمكانياتي، سواءا كنت في البرلمان أو لا، لخدمة هؤلاء المواطنين الكرام الأوفياء لأنهم أناس يستحقون التضحية”.

محمد ضباش

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد