رياح ”تزنزارت” تهب من جديد ( معه فيديو )

حينما تهدينا مجموعة ” ازنزارن ” خلفا جديدا وتعطي مشعل الفن للشباب فاعلم أن  الأغنية الأمازيغية الملتزمة بخير . هكذا نرى الأمور فبولادة المجموعة الفنية ” ازنزارن تينمل ” التي تعد استمرارا طبيعيا  لتجربة ”ازنزارن الأم ”هذه الأخيرة التي كانت ولا تزال  تعتبر مدرسة حقيقية في الإبداع والكلمة والعزف بخصوص الأغنية الأمازيغية .  حان الوقت لتوثيق جل أعمال هذه المجموعة وتخصيص مؤسسة لتدريس وتمرير تجربتها الغنية لأبنائنا في سياق ترسيم الفن الأمازيغي الملتزم والأصيل.

قامت مجموعة ”ازنزارن تينمل ”  يوم الأحد الماضي 16 يونيو 2019 بتوقيع أغنيتها الجيدة على شكل فيديو كليب ”  باستضافة من جمعية مهرجان ايموريك بالمركب الثقافي “سعيد أشتوك ” بمدينة بيوكرى.. بإقليم اشتوكن ايت باها  ، وقد اختارت المجموعة التوقيع بهذا الفضاء الثقافي لما له من رمزية ثقافية في قلوب العاشقين للفن بصفة عامة ، فاسم” سعيد اشتوك” يحيلنا على ذاكرة شعرية عريقة وقوية ، إذ  يعد من أهرامات فن تيرويسا  بأشتوكن وسوس عموما .

الأغنية الجديدة التي قامت مجموعة ”ازنزارن تينمل” بتوقيعها على شكل فيديو كليب تحمل عنوان ” ما منك… ؟” و التي تعني :  كيف السبيل إلى… ؟ عنوان فلسفي ينطوي على عدة دلالات وتأويلات، ناهيك عن الشكل والمضمون ، كان الحضور و خصوصا الفني وازنا، تشكل من فنانين ومثقفين وصحافيين ومسؤولين وسياسيين . وتم خلال هذا اللقاء مشاهدة الفيديو والاطلاع على كلمات وألحان الأغنية ، كما أثير نقاش مستفيض ونقد بناء لمحتوى الأغنية  حيث تفاعل الحضور مع الأغنية بشكل ايجابي، وقدمت المجموعة كل التوضيحات و المراحل والتحديات والإكراهات التي مر منها إنتاج هذه الأغنية .

كتب الأغنية الشاعر ”الحسين إيموريك” و قام بتلحينها وترجمتها إلى اللغة الإنجليزية الفنان المبدع والعازف  ” حسن الوردي ” في حين ترجمت إلى اللغة العربية من قبل الأستاذ “عبد الرحيم فارس و الأستاذ  محمد بسطام”  اللذان وضعا سيناريو الفيديو كليب . أما التصوير فقد أنجز من طرف المبدع  جمال بولحيارا.

 ما أثارنا كمتتبعين لهذه التجربة الفنية من خلال عرض هده الأغنية هو جمالية المنجز الفني بصفة عامة حيث جاء هذا العمل نتيجة مجهودات جماعية  تنكرت للذات في عملها ، ذابت الذاتية المقيتة وانتصر الجميع للكلمة العميقة في دلالاتها، انتصروا جميعا للقيم التي توارثوها من أجدادهم ، إنها مجموعة “ازنزارن تينمل ” التي عبرت وأبدعت بقوة وعمق .

من خلال الفيديو كليب الذي قدمته المجموعة نستشف روعة وجمالية الفضاء والمكان الذي خصص للتصوير حيت ثم اختيار ” اكودار امشكيكلن ”- المخازن الجماعية التي كانت تعد أبناكا وأحصنة لحفظ ممتلكات الناس في الماضي ، وهدا المكان بالذات ينم عن رمزية وهوية بصرية أمازيغية خالدة ورائعة تجسد قيم التسامح و” وتويزا ” أي تقسيم العمل والتعاون على انجازه والتضامن وقيم العيش المشترك وتدبير الندرة في زمن الندرة .

 كما أن الزي المستعمل هو لباس ذو أصول ريفية، و هذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على انفتاح المجموعة على التراث الأمازيغي على الصعيد الوطني هدا التراث الغني بأشكاله وأصنافه ويدل كداك على تقدير واحترام المجموعة لكل الفروع اللغوية الأمازيغية بل وأن فلسفتها ورِؤيتها للفن الأمازيغي تتجلى في مناداتها بتوحيد صفوف الأمازيغ في شتى المجالات لخدمة مصلحة  القضية الأمازيغية وقيمها التي تنسجم مع القيم العالمية ، والالتفاف حول رأي واحد لاستثمار ترسيم  الأمازيغية  الذي أتى به دستور المملكة بعد نضال كبير من قبل الحركات الامازيغية نفسها ، وتدعو الى تكريس ثقافة الاعتراف بالعطاء بدل تكريس ثقافة التهميش سواء تعلق الأمر بعلاقة الدولة بالأمازيغية أو علاقة الأمازيغ في ما بينهم ، فترسيخ ثقافة الاعتراف تدعو الى ترسيخ ثقافة العيش المشترك بين أحضان وطن يسع الجميع ويحتضن كل الفروع والمكونات التي تعيش فيه . والمجموعة بطاقمها المتنوع والمثقف تسعى إلى بلوغ العالمية بإبداعاتها سواء من خلال ترجمة الكلمات او من خلال استثمارها لآليات التواصل الجديدة  كاليوتوب والتويتر و غيرها…

 المجموعة تتكون حاليا من عناصر كانت ضمن مؤسسي مجموعة ”ازنزارن الام ” الفنان ” ابراهيم طالبي”( في الة ايقاع البندير) ثم الفنان  ”حسن الوردي ” المخضرم الذي اشتغل كذلك مع المجموعة الأم و اشتغل مع ”ازنزارن تينمل عازف على آلة البانجو ثم عناصر أخرى كالفنان بوحسين كايا  (ايقاع طام طام)  والفنان سعيد اضوبير (الة السنتير) و الفنان ابراهيم كايا (ايقاع البندير ) والفنان علي طالبي (ايقاع البندير ).

المجموعة تشكر بحرارة كل المساهمين في انجاز هدا العمل الإبداعي الذي تعتبره المجموعة ملكا للجميع وإرثا للتقاسم فهو شعلة أمل للتوحيد ونبذ التشرذم والشتات الذي طال صفوف الحركة الأمازيغية بشتى مكوناتها، كما تتوجه  بالشكر إلى كل من :

الجماعة الترابية ايت مزال

السلطات المحلية بأيت بها

السيد احمد أرحموش رئيس اكاديمية تهيا

السيد احمد مطيع رئيس المجلس الإقليمي لشتوكة أيت بها

عبد السلام أوبا رئيس جمعية افغلن اكرماش

والشكر موصول كذلك للقائمين على أكادير امشكيكيلن ” وكل المساهمين ماديا ومعنويا في انجاز هذا العمل .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد