روسيا تختار المغرب عوض الجزائر

بقلم يوسف الغريب

بقدر ما نزلت حدّة الصراخ والتهويل بالحرب على المغرب هناك.. بقدر ما زاد من سعار الأبواق الإعلامية بموازاة مع هجوم الذباب الإلكتروني اتجاه بلدنا مباشرة بعد الهزيمة المدوية للنظام الجزائري داخل أروقة الاتحاد الإفريقي مؤخراً.. وتمّ التركيز بالخصوص على تشويه الأداء الدبلوماسي بتوظيفه لثلاثية الجنس والمال والمخدرات..وكالعادة دائما بدون أدنى شبه دليل..

في الجانب الآخر ومع اقتراب نهاية عقد توريد الغاز الجزائري عبر أنبوب المغرب العربي طلعت علينا قناة النهار الجزائرية ببرنامج يُفترض أنه “ساخر”، وبلغة تمزج بين التشفي والإساءة إلى الرموز المغربية وخاصة المؤسسة الملكية، تحدث أحد “إعلاميي” القناة عن وجود أزمة للغاز في المغرب، مستعينا بفيديو يُظهر مجموعة من الأشخاص وهم يتسابقون على حمل قنينات غاز الطبخ، موردا أن الصورة من المملكة..

قبل أن يضيف أن الجزائر كانت تعطي الغاز للمغرب مجانا لكن بسبب “عداء” الملك للجزائر قررت السلطات هناك وقف مد المغاربة بالغاز، ليطلق بعدها عبارات التشفي والاستهزاء بما يزعم أنه يحصل للشعب المغربي…

ولأنه أغبياء كالعادة أيضاً.. فالصورة نفسها وبملامحها وترقيم السيارات تعود إلى أزمة غاز بلبنان أبريل الماضي..
وقبل هذا مازال الغاز متدفقا نحو إسبانيا إلى حدود 31 من هذا الشهر..

لكن الهزيمة والصدمة التي لا يرغبون في الحديث عنها هي اختيار ما يسمونه بالحليف الاستراتيجي روسيا المغرب عوض الجزائر في إنتاج لقاح سبوتنيك الروسي بالمغرب.. بالرغم من ضغوطات دبلوماسية وإغراءات وامتيازات بدأت منذ 8 ابريل الماضي بتصريح قوي لوزير الصحة بالقول بأن الجزائر الرسمية ستنتج لقاح سبوتنيك شهر سبتمبر المقبل..

وقبل أسابيع يخرج نفس الوزير ليقول بأن المفاوضات مع روسيا مازالت مستمرة… عوض أن يقول بأنها اغلقت وإلى الأبد.. بدليل قاطع أن روسيا اختارت المغرب لإنتاج لقاحها عبر توقيع العقد هذا اليوم مع إحدى الشركات الصيدلانية المغربية..

وبهذا الخصوص، قال الممثل التجاري الروسي في المغرب، أرتيوم تسينامدزغفريشفيلي في تصريح لوكالة سبوتنيك للأنباء، ا
فقد تم بالفعل توقيع عقد “مع أحد المختبرات المغربية الرئيسية التي لها حضور كبير في البلدان الأفريقية”. ليضيف “يتيح اختيار المغرب زيادة على هذه المنصة اللوجستيكية الجد متقدمة.. يتيح لنا موقعه الجغرافي وتواجده القوي الوصول إلى الأسواق في أغلبية دول إفريقيا هي الجزائر اليوم.. حتى حلفاؤها لا يثقون في هذ النظام العسكرى الذاهب نحو الإنهيار..

وهو مغرب اليوم الذي اختارته روسيا لا لسواد عيوننا بل من أجل تبادل المنافع والمصالح ويكفي النظر الى رقم التبادل التجاري بين البلدين بين 20٪ من الصادرات الروسية نحو المغرب مقابل 16٪ من المغرب نحوها.. إضافة إلى ماجاء في تقرير لقناة (روسيا اليوم) حول اهتمام روسيا بالجانب المصرفي بالمغرب والتفكير في استثمارات مالية هنا بالمغرب..
الأبواق الجزائرية تلبس النظارات السوداء أمام هذه العناوين مقابل التلويح بالازمة بين المغرب وروسيا مباشرة بعد ايفاق الطيران الجوي بين البلدين الذي تبين أن السبب هو المتحور الرابع لفيروس كورونا..هو نفس السبب أيضا لتأجيل الندوة المشتركة بين البلدين..كما تشير تقارير روسية في الموضوع..

اليوم ومع اختيار المغرب لإنتاج اللقاح الروسي والتصريح المباشر والواضح لنائب وزير خارجيتها أثناء استقبال وفد من الجبهة الانفصالية قال بالحرف الواحد :
(.. التأكيد على موقف بلاده الثابت المؤيد لإيجاد حل سياسي في أقرب وقت ممكن مقبول وواقعي ومعترف بها دوليًا لهذه القضية الطويلة الأمد على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.)

نعم من اختصاصات مجلس الأمن لاغير..الذي تشير كل قراراته منذ 2016 إلى دعم الإقتراح المغربي.

أن عالم ما بعد كورونا أصبحت بعض ملامحه تتأسس على قاعدة المصلحة الوطنية وتعزيز العلاقات بين الدول على ضوء نتائجها..
وإذا كانت الجزائر تعيش هروب فروع الشركات الصناعية الكبرى..
فإن بلدنا الحبيب تحوّل إلى نقطة جذب مبهرة لهذه الشركات..

لذلك قالوا بلاد الفقر تهجر.. وهي ما دفعت ربان طائرة التي أقلت منتخب نيجريا إلى الجزائر أن يختار إحدى مطارات المغرب كي يطمئن على سلامة طائرته وأجزائها

هذا ربّان طائرة.. فكيف بدولة في حجم روسيا أن تغامر بانتاج لقاحها هناك..
للأسف.. لوكانت الثرثرة مؤدّى عنها لأفلس هذا النظام منذ 45 سنة..
ما أروع الصّمت المغربي..
عفواً النّخّال المغربي


اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading