رئيس وهمي في ضيافة رئيس غير شرعي

أزول بريس – يوسف الغريب //

أثارت تلك الصورة التي سرّبها قصر المرادية الكثير من الاستغراب لدى متتبعي الشأن الجزائري والمنطقة عموما وهم يقفون عند حالة الرئيس عبد المجيد تبّون كيف وجد كل الوقت الكافي وبهذه الراحة النفسية وبلادته تعرف انطلاقة الحراك من جديد وبزخم غير مسبوق.. وبما يحمل من رسائل مباشرة ترفض وتطعن في قراراته الأخيرة قبل أيام كحل البرلمان والدعوة إلى انتخابات تشريعية.. وإطلاق سراح بعض المعتقلين وصولاً إلى تعديل جزئي في الحكومة..

هي القرارات التي كان أحد شعارات الحراك الأخير جوابا كافيا كي يفهم الرئيس أنّه غير شرعي بالأساس وبالوضوح المفضوح ( تبّون مزور جابو العسكر.. ماكاينش شرعية ) وأبلغ ماقيل ( لم نأت لكي نحتفل.. بل لكي ترحلوا) وهوجواب للرئيس نفسه الذي سمّى الحراك بالمبارك واراده احتفالاً وليس حراكاً نضالياً للشعب الجزائري المطالب بدولة مدنية وليس عسكرية..
في خضم هذا الانتفاضة يكون الرئيس تبون غير شرعيّ بالنسبة لأحرار الجزائر وبالتالي فجميع قراراته فاقدة لأي مصداقية أوتأثير في الداخل فكيف بالخارج من بينها تلك الصورة التي استقبل فيها ذاك الرئيس الوهمي..
بصدق الصورة لم تستفزني بالمرة.. بالعكس تحمل رسائل بليغة منها أن الرئيس الوهمي ظهر بلباس مدنيّ أنيق مع ربطة عنق مناسبة وبمحيّا تظهر آثار النعمة عليه ما يتعارض مع وضعية قائد عسكري حالة حرب لتحرير أرضه كما تزعم البلاغ رقم 10بعد المئة وبتعابير الدك والفتك ووو
وظهوره بهذا الشكل دليل قاطع على سقوط وَهْم اعلان الحرب التي لم تبدأ إلاّ في قصاصات وكالة الأنباء الجزائرية فقط والأذرع الإعلامية المالية للعسكر هناك..
أكثر من هذا ومن خلال تصريح هذا الزعيم الوهمي لنفس الوكالة يتضح تراجع سقف الحرب المفتوحة على المغرب إلى المطلب الحقوقي الخاص بحماية الصحراويين داخل الأراضي( المحتلة) مناشدا المنظمات الحقوقية العالمية بالتدخل والترافع من أجل حمايته من القمع ( المخزني)
وحتى في النقطة لا يتعلق الأمر الا بتلك السيدة التى استفزت ذات يوم رجال الوقاية أثناء تعرض والدتها لازمة مرضية.. هي التي عادت بأساليبها الابتزازية لدى ساكنة بوجدور.. بل مطعون في ذمتها المالية والاخلاقية لدى أغلبية نشطاء داخل مخيمات تندوف..
لكن الصورة أيضا توضح شرود هذا الرئيس الغير الشرعي بقدر ما أنهكه المرض (شفاه الله) بقدر ما توحي ملامحه الباهتة ووقفته المترهلة أن هناك من أجبره في الكواليس للقيام بهذا الدور – الدمية.. حتّى البيان الرئاسي جاء بخبر الزيارة فقط دون تفاصيل وهو على غير العادة..
هي الصورة التى تلاشى آثارها وهدفها بعد الزحف المبارك لأحرار الجزائر وفي أغلبية الولايات الكبرى اليوم الجمعة وشعارات بليغة مرتبطة بالصورة نفسها :
دراهمنا فين مشات.. في السوخي والصفقات
والباقي سلحنا به البوليساريو بالدبابات
والنتيجة الجزائر تسعى اللقاحات..
هي شعارات- وبأمانة – تجبّ ما قبلها من صور واتهامات المغرب بكل ما لا يخطر على البال..
و استطاع هذا الحراك المبارك أن يضع حدّا لكل ذلك..
فالف مبروك لهذا الشعب الأبي الصامد.. وبهذا المستوى من النضج السياسي والإنضباط لروح المسيرات السلمية.. من أجل إسقاط نظام العسكر.. وليس الدولة الجزائرية..
ألا يستحق هذا الشعب الشقيق وبهذا الوعي حياة مجتمعية أفضل..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد