دراسات في الادب الحكائي الامازيغي .. الدراسة 3 : الحق أوالقانون يرتكز على قوة تحميه.

أزول بريس – الحسن زهور //

دراسات في الادب الحكائي الامازيغي:
الدراسة الثالثة: الحق أوالقانون يرتكز على قوة تحميه.

في المشهد الاخير للمثل العالمي شارلي شابلان في فيلمه ” الشارع السهل Easy street” يظهر شابلان وهو بزي الشرطة، بعد ان أعاد النظام الى حيه، وهو يشير إلى العصا البوليسية التي يختصرها مفتخرا بها للدلالة على أن القانون هو الذي يحمي النظام الاجتماعي، فالقانون قوة لكن لن يكتسبها الا بقوة مادية تقف وراءه، فلا أهمية للقانون اذا لم يعتمد على قوة ( الجماعة/الدولة) لتطبيقه.
نفس الفكرة عبرت عنه حلقة من الحلقات الحكائية للقنفذ والذئب الامازيغية( حلقات متسلسلة تفوق 15 حلقة، ولكل حلقة موضوعها التربوي الخاص)، و هذه الحلقة هي بعنوان ” حذار إن للحق أذنان” ( والعنوان مني).
تقول الحكاية الأمازيغية في هذه الحلقة:
بعد ان تم درس محصول الشعير أو القمح، وجمع في كومة في انتظار تقسيمه، نام الذئب ليستريح. ومخافة أن يستولي الذئب على أكبر حصةمن المحصول نظرا لطبعه ولقوته الجسدية، أتى القنفذ بكلب وخبأه داخل كومة الحبوب ووعده بوجبته. عندما استيقظ الذئب اتجه صوب الكومة وبيده مكيال” نص عبرة”، فبدأ الكيل:
– الاولى للذئب، والثانية للذئب، والثالثة للذئب…
وفي كل مرة يوجه المكيال المملوء الى حصته، الى ان وصل الى المرة العاشرة، ثم التفت الى القنفذ مهددا:
– وهذه للقنفذ إن أرادها، و إن لم يردها ثكلته امه.
و القنفذ يراقبه وينصحه:
– كن عادلا ومنصفا، فإن للحق أذنان.
لكن الذئب ماض في غيه وقسمته يكيل لصالحه:
– الاولى للذئب، والثانية للذئب الذئب… والعاشرة للذئب.
ثم يلتفت إلى القنفذ مهددا:
– وهذه للقنفذ إن أرادها، و إن لم يردها ثكلته. امه.
والقنفذ يجيبه، وهو يرى كومة الذئب تزداد بسرعة وكومته لا تزيد عن عشر كومة الذئب :
– كن عادلا ومنصفا، فإن للحق أذنان.
وهكذا الى ان بدأت أذنا الكلب تظهران، فخاف الذئب وأمال حينئذ كفة الكيل جهة القنفذ:
– هذه للقنفذ، و الثانية القنفذ…و العاشرة القنفذ.
ثم مال لجهة حصته :
– وهذه للذئب إن أرادها، و إن لم يردها ثكلته امه.
فبدأت كومة القنفذ تزداد وتزداد، وابتسم القنفذ لأنه يرى أهمية وأثر القوة في حماية الحق.
ولما برز رأس الكلب، وتيقن الذئب أنه هالك، هرب الذئب تاركا كل شيء القنفذ.
ما قدمه الممثل العالمي شارلي شابلان في لقطة بالمشهد الاخير في فيلمه ” Easy street” قدمته الحكاية في مشهد حكائي سردي، و الفرق بينهما ان ذلك المشهد السينمائي لن يفهمه الاطفال في حين أن دور الحكاية هو ايصال حمولاتها التربوية الى عقول الاطفال في شكل شخصيات محببة لديهم، وهذا ما قامت به حكاية “إن للحق أذنان”.
فمتى سيلتفت المربون وواضعو المقررات المدرسية إلى تراثهم الحكائي المغربي لتوظيفه في مقررات التربية الوطنية، لربط الطفل المغربي بتاريخه وبتراثه وبأرضه.
ذ.الحسن زهور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد