خبير اقتصادي: المغرب لن يستفيد من انهيار أسعار النفط بأمريكا

تراجع سعر برميل النفط الأميركي، إلى أدنى مستوياته لأول مرة في التاريخ ليصبح أقل من صفر دولار للبرميل الواحد، بعدما هوت الأسعار بنسبة 147 بالمئة تقريبا في سوق أغرقها الخام وتأثرت بغياب الطلب في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد.

وللمرة الأولى على الإطلاق، أفادت وكالة “رويترز” إن البائعين يضطرون إلى الدفع للمشترين لاقتناء العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكية.

الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، عبر العزيز الرماني، علق على الحدث الذي وصفه ب”الأول من نوعه” في تاريخ النفط العالم، مؤكدا على أن المغرب لن يستفيد من هذا الانهيار في الأسعار الذي تزامن وجائحة كورونا.

بداية، يقول الرماني في حديث له، وجب الاشارة الى أن هذا الانخفاض يعد سابقة في تاريخ النفط، على اعتبار أن هذه الصدمة لم يعانيها العالم حتى في أزمة 1929، وهذا مايسمى بالصدمة القلبية للحظة، على اعتبار أننا نتحدث عن عقود آجلة “شهر ماي”، بحيث أن عقود يونيو ويوليوز عادية.

وشدد الخبير في الاقتصاد الاجتماعي، على ضرورة التمييز بأننا نتحدث عن نفط قادم من تكساس “الذي يحدد أسعار النفط بأمريكا” وليس من بحر شمال امريكا “برينت الذي يحدد أسعار العالم”، مع الاشارة الى اسعار النفط التي تحددها الدول المنخرطة بمنظمة اوبك.

وفي المغرب، يضيف الرماني، كشفت وزارة المالية أن المغرب استورد النفط خلال الأسابيع القليلة الماضية بنسبة أعلى “ب300 مليون درهم” من نسبة الاستيراد الاعتيادية، بسبب الاحتياطات وانخفاض الأثمنة، مشيرا الى أن حاجياته من الذهب الأسود كافية طيلة الفترة القادمة.

وعن سبب عدم استفادة المغرب من انهيار الأسعار بتكساس، أوضح ذات المتحدث، أن العجلة الاقتصادية متوقفة بشكل شبه كلي، كما أن حركية المواطنين من أصحاب السيارات أصبحت في شلل، وبالتالي فقد تراجع استهلاك النفط خلال هذه الظرفية.

وأضاف الرماني، أن معظم المقاولات والشركات المستهلكة لهذه المادة في أنشطتها، أوقفت عملها بسبب الإجراءات الاحترازية المتعلقة بمكافحة الجائحة وكذا بسبب تراجع معدل استهلاك وطلب المواطنين لمجموعة من المنتجات، ما يفسر تراجع طلبهم للنفط.

وشدد الرماني، على أن الشيء الوحيد الذي استفاده المغرب من هذا الانخفاض في الأسعار، هو اقتناء حاجياته الكافية قبل أسابيع مقابل عدم تزايد طلب المقاولات والمواطنين عليها، ما يضمن للدولة راحة للعملة الصعبة واستقرار مؤقتا خلال الفترة القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد