إن تعذر عليك أيها الغريب حضور فرحة العيد في الديار مع الأهل والأحباب؛ فلست وحدك من يعاني في صمت.
ها هو مسافر بمقهى المسافرين يتقاسم معك تلك المشاعر الكامنة في الماوراء..
ها أنذا، يآ صاح !!!
مسافر بمقهى المسافرين في عز فرحة العيد يتقاسم معك بحرقة مشاعر الغربة.
قد لا أكون أنا أو أنت من اختارها عن بفعل إرادي. قد تكون هذه الغربة ضريبة عقد اجتماعي فرض علينا. لم نشارك و لم يتم استشارتنا في إنجاز بنود فصوله. وقد يكون الأمر ضربة لازب.
أتذكر ذلك اليوم الأغر، يوم وقعت بلهفة لامتناهية على عقد أسري لم تقرأ أبداً فصول بنوده، ولم تكن تعلم بماهيته. كان لك فقط التوقيع والتأشير على دخول قفص الحياة. سموه القفص الذهبي لتلجه مسالماً منتشياً بفرحة الدخلة العجيبة المنتظرة.
كنت طفلا ألبسوه لباساً جديداً، يواري عورته ليكون فرحاً كباقي الأطفال. واليوم أنت تنظر إلى الأطفال فرحين يرقصون كفراشات الربيع.
أتذكر يوم كنت شابا يافعا تنتقل في يوم العيد في دروب الحي كالعريس المنتظر. أينما حللت و ارتحلت تجد الحلوى والعيون على أشكالها تترقب مجيئك وتستقبلك بابتسامة وتعانقك بالأحضان الدافئة.
دعك أيها الغريب من ذكريات الزمن الجميل. زمن ولى من غير رجعة وبقيت في الحلق غصة، اِفرح كما يفرحون وإلا ازداد عليك منسوب مرارة الغربة.
كأني بك تقول: الصِّبا ولى.
فقلت: ابتسم. لن يرجع الأسف الصِبا المُتصرما ..
لم يطلبوك بذمهم لو لم تكن منهم أجل و أعظما !
قلت: ابتسم، يكفي أنك لا تزل حيا، و لست من الأحبة معدما !
أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم، و لذا نحب الأنجما.
وعلى ترانيم حوار شعري بديع للشاعر إيليا أبو ماضي نتقاسم مرارة الغربة مع كل مغترب. ونستبدل تلك المشاعر الحزينة العميقة لتلك الأرواح الطيبة التي افتقدناها في عز فرحة العيد، بابتسامة وفرحة.
وقد تكون بين خيارين إما البقاء والتعايش مع طقوس العيد الجديد. و إن كانت غير التي عشتها في زمن مضى أو السفر في عز فرحة العيد. وأكيد أن أحلاهما مُرُّ.
يآ صاح ابتسم…
وما الحياة إلا دمعة وابتسامة.
مدينة إمنتانوت، 10 أبريل 2024
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.