خاطرة: برحيلك يا أمي عيد ميلادي أنا حزين

سعيد الهياق

” بفراقك يا أمي فارقني الأمان؛ أحسست بغربة في الزمان والمكان ”

برحيلك… عيد ميلادي أنا حزين
برحيلك يا أعز الناس…
أيتها الأم الحبيبة العظيمة
ما عاد لعيد ميلادي أنا….
معنى.. ولا طَعْمٌ… ولا نكهة…
عن بُعْد سألني الحلواني بدشهة:
يا صاح… كأنكَ نسيتَ

أنَّ غداً عيد ميلادك..
عفواً أيها الحلواني البهي الوسيم:
منْ كانتْ تتقاسم معي أفراح عيد ميلادي
رحلتْ والعين تدمع لفقدانها في صمت رهيب
لفراقها أنا وحيدٌ حزينٌ مُكْتَئٍبٌ

أَمَا زلتَ أيها الحلواني الوديع تتذكر:
س… س… س… سنة سعيدة
تلك كانت تيمة عيد ميلادي أنا
سوف أتذكرها بطعم الحنظل
سأعيش على ذكراها إلى الأبد
تسكن بقلبي الحزين كل ساعة
كل يوم… كل شهر…. كل عام

مع دقات عقارب الساعة الموجعة
بعد منتصف يوم سبت عصيب
فارقت أمي الحبيبة ساعتها
مع بداية شمش يوم أحد شاحبة
صرتُ أعيش على ذكراها الموجعة
صدى صراخ البيت المهجور يطاردني
تحت ظلال تلك الليلة الحالكة السواد
كنا مع أهل مدينة سبعة رجال في ذعر رهيب
ونحن نلقي آخر نظرة على وجهها المشع نوراً
اخترق صراخ مَنْ في البيت المعمور
فتقاطرت التعازي والمواساة من كل حدب وصوب

وكأن حبها يسكن كل القلوب على أديم الأرض
أنا لن أقول كما قال الشاعر زهير بن أبي سلمى:
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب
تُمِتهُ وَمَن تُخطِئ يُعَمَّر فَيَهرَمِ
سأقول بدمعة حزينة:
إنا لله وإنا إليه راجعون

وتلك مشيئة الواحد الأحد الصمد
ما رأيتُ المنايا خبط عشواء
ولكني وجدتها رحيمة وديعة
وهي تسلم روحك الطاهرة إلى البارئ عز وجل

برحيلك يا أعز الناس عيد ميلادي أنا حزين
ستظل ملامح وجهك الحسن المنشرح
تسكن حياتي إلى الأبد…
فلتتساقط أوراق ما تبقى من عمري
وقت ما شاءت وكيف ما شاءت…
ما عاد للوجود معنى ولا طعم بدونك
عيد ميلادي أنا حزين….

وتلك أحزاني وشظايا ساعة كيئبة
كل عام والأحبة الأجلاء الأعزاء
في أبهى وأحلى صورة جميلة
وسنة جديدة سعيدة مليئة بالأفراح والمسرات
خالية من الأوجاع والآهات والأحزان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد