بعد تحية الشهداء والمعتقلين السياسيين للقضية الأمازيغية وكل الشعوب المناضلة من أجل الكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية…
مع وصول 13 يناير من كل السنة تحل على الشعب الأمازيغي في كل ربع شمال إفريقيا محطة تاريخية غالية، بكل ما تحمله من عمق تاريخي ودلالة حضارية وقيم الحرية والكرامة والتشبث بالأرض كمنبع للوجود والهوية والتميز، والمتجذرة في مخياله الثقافي والإجتماعي الأمازيغي منذ ألاف السنين، والتي طالما طالبت الحركة الأمازيغية بالمغرب وشمال إفريقيا عامة بإقرار السنة الأمازيغية عيدا وطنيا وعطلة رسمية مؤدى عنها، إعترافا بحقيقة عمقنا التاريخي والحضاري ومدخلا للتصالح مع ذاتنا الأمازيغية التي ما فتئت تتعامل معها النظم والحكومات المتعاقبة على الحكم في دول شمال إفريقيا بنوع من الإقصاء والتزوير والتهميش والتمييز…
فرغم كل ما يهلل به المخزن المغربي من شعارات من قبيل (الإعتراف بالأمازيغية، المصالحة مع الأمازيغية، إنصاف الأمازيغية، المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، ترسيم الأمازيغية…) يتأكد مرة تلو أخرى أن النظام لا يزال يقف ضد إرادة الشعب، وهو الأمر الذي يدحض شعاراته فيما يخص إعادة الاعتبار للغة والثقافة والهوية الأمازيغية، ويكشف عن الأكذوبة التي لا طالما يسوق لها ذات النظام فيما يتعلق بإدماج اللغة الأمازيغية في المنظومة التربوية والإعلام والمؤسسات، هذا يدل بشكل واضح عن غياب إرادة سياسية حقيقية لدى الدولة في معالجة مطالب وحقوق ايمازيغن، وبالتالي فان الشعارات (العهد الجديد، الديموقراطية، ترسيم الأمازيغية، والإنصاف والمصالحة…) التي ما فتئت الدولة المخزنية ترفعها لا تعدو أن تكون سوى إجراءات شكلية هدفها الوحيد هو تلميع صورتها أمام المنتظم الدولي.
وعلى غرار مطلب إقرار السنة الأمازيغية عيد وطني وعطلة رسمية الذي يتعامل معه المخزن وحكومته بالأذان الصماء، ومع جل حقوق إيمازيغن السياسية والثقافية والهوياتية والتاريخية والإجتماعية، نسجل من داخل حركة تاوادا ن ايمازيغن إستمرار إعتقال المناضلين الامازيغيين “حميد اعطوش ومصطفى اسايا، محمد جلول، مبارك أصواب…”، وإستمرار القمع والتضييق والمنع على العمل الإحتجاجي الأمازيغي، ضرب حق ايمازيغن في التنظيم، إستمرار شرعنة الميز ضد الأسماء الأمازيغية، تزوير حقائق الواقع بخصوص الناطقين باللغة الأمازيغية، واستمرار سياسة نزع الأراضي من مالكيها الأصليين تحت ذريعة المصلحة العامة.
لتنكشف سياسة المخزن بخصوص الأمازيغية وتسقط شعاراته الجوفاء أمام حقيقية غياب إرادة سياسية حقيقية وفعلية للمصالحة مع الأمازيغية والنهوض بها، بعدما عرفت سنوات طويلة من الإقصاء السياسي والمؤسساتي، ويتضح بشكل لا يخلو من الشك أن الأمازيغية ملك لمن يعمل من أجلها ولأجلها، لا من يستعملها لتجديد وشرعنة مزيد من التسلط والإستبداد والقهر أو من أجل الحفاظ على توازنات السلطة وتكتيكاتها اللحظية.
وفي ظل هذا، نعلن للرأي العام الوطني والدولي ما يلي:
تأكيدنا على:
– ضرورة إقرار يوم 13 يناير عيد وطني وعطلة رسمية مؤدى عنها،
– ضرورة إقرار دستور ديمقراطي شكلا ومضمونا منبثق من إرادة الشعب يقر بالهوية الأمازيغية للدولة، مدنية، فيدرالية، علمانية،
– تدريس حقيقي للأمازيغية، والتدريس بها وبحرفها الأصلي ثيفيناغ في جميع أسلاك التعليم ولكافة المغاربة دون إستثناء،
– ضرورة النهوض بحقوق المرأة الأمازيغية،
تنديدنا ب:
– القمع والتضييق والمنع الذي تتعرض لهم حركة تاوادا ن امازيغن،
– القمع الذي يطال كل الحركات الإحتجاجية بالمغرب (الأساتذة المتدربين، المعطلين، منطقة بني تجيت…)،
– استمرار سياسة نزع الأراضي تحت ذرائع الملك الغابوي وأراضي الجموع والأملاك المخزنية والأراضي والصالح العام،
– الإعتقال الذي يطال مناضلي القضية الأمازيغية (مصفطى أوسايا، حميد أوعضوش، محمد جلول، مبارك أصواب…،
رفضنا ل:
– كل ما سيصدر عن المؤسسات، اللجن والهيئات المخزنية والذي يكرس الميز والتمييز وغياب المساواة بخصوص الأمازيغية، ومكونات اللغوية والثقافية بالمغرب،
– الفساد والريع الإقتصادي الذي ينخر كل مؤسسات الدولة،
– القمع المسلط على إرادة الشعب الساعية إلى الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية (الصحة، التعليم، الشغل، العيش الكريم…)،
دعمنا ل:
– معتقلي القضية الأمازيغية السياسيين وكل معتقلي الحراك الإحتجاجي والرأي بالمغرب،
– كل الحركات الاحتجاجية الساعية إلى التغيير وبناء دولة المواطنة وحقوق الإنسان،
– الأساتذة المتدربين في نضالهم السلمي ضد المرسومين المشؤومين اللذين يضربان بشكل واضح في الحق العادل في الوظيفية العمومية،
– حاملي الشهادات وكافة المعطلين في محنتهم من أجل الشغل،
دعوتنا ل:
– الافراج الفوري عن معتقلي القضية الأمازيغية السياسيين حميد اعطوش ومصطفى اسايا، محمد جلول، مبارك أصواب…
– كل ايمازيغن للتخليد-الإحتفال برأس السنة الأمازيغية الجديدة، وجعلها محطة للإحتجاج والمطالبة بإقرارها عيد وطني وعطلة رسمية،
– كل المبادرات الأمازيغية الجادة والمسؤولة التي تخدم القضية الأمازيغية في شموليتها،
وفي الأخير نهنئ الشعب الأمازيغي والإنسانية أجمعين برأس السنة الأمازيغية الجديدة ونتمنى منها أن تكون سنة حافلة بالنضال من أجل الحرية، الكرامة، المساواة، العدالة، التعايش السلمي والحضاري بين البشرية جمعاء بعيدا عن أي التطرف أو التمييز أو الكراهية.
Asgwas damaynu damagas 2966
عن المجلس الوطني الفيدرالي
في: 12/01/2016
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.