حرائق القبايل ويد المساعدة المغربية..متى يعلو صوت العقل؟

أزول بريس - الحسين بويعقوبي

لم يكن المغرب ليقف مكتوف الأيدي أمام الحرائق المهولة التي اندلعت بشكل متزامن في مختلف مناطق منطقة القبايل بالجزائر, وخلفت خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات, خاصة وأنها جاءت مباشرة بعد الخطاب الملكي الذي خصه للعلاقات مع الجزائر ودعاها لطي صفحة الماضي من أجل بناء المستقبل.
فمتى يعلو صوت العقل؟
فمتى يعلو صوت العقل؟
لقد كانت خطوة المغرب غاية في الأهمية بدءا ببعدها الإنساني الذي يجب أن يطغى في السياق الحالي أمام هول الفاجعة, ثم بعدها السياسي حيث ستكون أول إجراء عملي لتفعيل مضمون الخطاب الملكي وتأكيد حسن الجوار بين البلدين الذين يجمعهما كل شيء.
لكن الغريب في الأمر, إن كان هذا صحيحا, أن ترفض الجزائر من جديد اليد المغربية الممدودة لتجاوز وضعية إنسانية وبيئية لا تحتمل التماطل, وبدون مقابل مادي.
وفي المقابل استعداد مسؤولي قصر المرادية لكراء طائرات كاندير من دول أوربية.
كما يستغرب الإنسان من تماطل السلطات الجزائرية في الترخيص ل 60 إطفائيا فرنسيا, بعضهم من أصول قبايلية, عبروا عن إستعدادهم للإنتقال من مارسيليا, لتقديم يد العون لإطفاء الحرائق التي, وبحكم الطبيعة الجبلية الوعرة للمنطقة, يحتاج إخمادها حسب المتخصصين لإمكانات هائلة.
ومن أهم الصعوبات أيضا غياب بحيرات لتزود الطائرات بالماء وجفاف السد الوحيد الموجود بالمنطقة.
وهذا الوضع يجعل المغرب وفرنسا وإسبانيا أقرب البلدان للتزود بالماء في حالة صعوبة إستغلال مياه البحر الأبيض المتوسط المالحة التي قد تضر الغطاء النباتي.
إن تعنت السلطات الجزائرية في قبول المساعدة المغربية لن يساهم لا في تسوية الأوضاع الداخلية بالجزائر وخاصة العلاقة بمنطقة القبايل, التي سيزداد لديها الإحساس بالحكرة وبرغبة النظام الجزائري في الإنتقام منها, ولا في تلطيف الأجواء مع الجار المغرب لطي صفحة الماضي وعدم ربط مصير الأجيال المستقبلية بصراعات أجيال ماضية لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
فمتى يعلو صوت العقل؟
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد