بعد وفاتك تسابق الأصدقاء لنشر صورهم رفقتك مصحوبة بعبارات التعازي ظانين انهم الوحيدين الذين لهم صداقة وصور معك فتبين من خلال صفحات الوسائط الاجتماعية أن كل الناس لها صور معك، لها علاقات حميمية معك.
لا يمكن أن يستوعب هذا الكم الهائل من الصداقات إلا قلب بحجم البحر.. كلما ظهرت أمامي إلا وأرى وجهك مبتسم بكلام تلقائي وعفوي لايعرف الدسائس ولا الخبث. نلتقي، نتعانق، نتبادل أطراف الحديث ببساطة وكأني معك دائما واكتشفت أن هذا هو حالك مع الجميع.
ناضلت من أجل المدينة، من أجل الإنسانية. لم يكن نضالك في حاجة لخلق عداوات مع الطرف الآخر أو العدو الطبقي فالجميع في كل الطبقات أصدقائك. لم يكن وجهك مكفهرا وحاجبيك معقودتين وكلامك النضالي خال من الخطب المسترسلة والمملوءة بالطبقية والبورجوازية والولغرشية واعادة الانتاج، لا، كلامك بسيط ونتائجه ملموسة.
ها هو اكادير الان يتغير لانه في البدء كنت وثلة من المناضلين وراء الشرارة الأولى لاثارة اهتمام المسؤولين، توّج بالمشروع الملكي لإعادة تأهيل المدينة، أن هذه المدينة محتاجة لورش كبير لتزيل عنها الإحباط والبؤس والملل وترتدي ثوب العصرنة والثقافة والفن..
تبنيت العرائض وسيلة للنضال فكان العمل مشرفا وفعالا فكنا نأتي لنوقع ولنراك فكان اخذ الصور معك علامة من النضال وحجة اننا شاركنا وحضرنا.
أخي توفيق، ذهبت ولم تشاهد هبة الناس لذكر محاسنك، لم تسمع تعازيهم وآهاتهم، فمهما تصورت في حياتك لن تستطع أن تدرك كل هذا الحب لك، فطوبى لك وارتح في قبرك لقد وحدت الناس خلفك باحساسات صادقة.
الان، على مسؤولي المدينة أن يضعوا اسمك على احد منشآت المدينة كعرفان لنضالك وجهدك من أجلها. فإن لم يفعوا فتأكد أن اسمك منقوش في قلوبنا إلى الأبد.
وكلما وقعنا عريضة في المستقبل الا وطيفك سيحوم حولها.
الموت قدر محتوم على الجميع، وهاهي أجيال تروح وقليل من يبقى اسمه خالدا تاركا بصماته للأجيال القادمة ليس لأنك كنت نبراسا في النضال ولكن لأنك كنت بسيطا، محبا للجميع بدون تعقيدات، ملحا على تحقيق المطالب بالابتسامة وكل يعد سهلا ممتنعا لا يقدر عليه إلا الطيبون.
نعم انت تريد ما يريده جميع الناس.. لكنك تريده لجميع الناس
رحمك الله صديقي واسكنك فسيح جنانه.
توقيع احمد العمالكي
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.