تكريم إبراهيم الكوني في ملتقى الرواية بأكادير: لغتي الأم هي الأمازيغية وكل لغة تعلمتها هي ولادة جديدة بالنسبة إلي..

بقلم أحمد بوزيد

إبراهيم الكوني في ملتقى الرواية بأكادير: الصحراء مستودع أسرار كبرى ولغتي الأم هي الأمازيغية وكل لغة تعلمتها هي ولادة جديدة بالنسبة إلي

شهدت قاعة إبراهيم الراضي بمدينة أكادير مساء الجمعة 16 دجنبر 2022 لقاءا استثنائيا مع الكاتب اللليبي والمفكر الطوارقي إبراهيم الكوني، لقاء أداره الإعلامي والكاتب المغربي ياسين عدنان، واعتبر إبراهيم الكوني أن رأسمال الصحراء هو الميثولوجيا، إنها مستودع أسرار كبرى، إن الأسطورة بحسبه هي إحدى منابع الحقيقة، إن أسطرة الصحراء هي وظيفة الإبداع الروائي كما يتمثله كاتب ” ناقة الله” ،كما أن الميثولوجيا هي في جانب منها مرتبطة بالخيال الخلاق إنها تحرير للكتابة من سلطة الإيديلوجيا.

أن الميثولوجيا أسست حضارة، إن العودة إليها هو موقف من الإيديلوجيا بما هي هدم وخراب دافعه الهوس بتغيير العالم دون الانشغال بتغيير الذات ، إن زمن الميثولوجيا كما قال الكوني هو الزمن الذي قاد إلى الديانات لتؤسس لنظام حقيقة حول الذات والعالم والكون، وإذا كان ديدن الإيديلوجيا رفض الواقع والعمل على تغييره، فإن الميثولوجيا تحرر الذات وتسهم في تطوير المجتمع لا تثويره، إن قدر الثورات هو الهزيمة، لم يسبق لأي ثورة في التاريخ الإنساني أن حققت وعودها.

الكوني اعتبر الثروة الروحية والوعي بموطن الحقيقة إحدى منطلقات البناء، وعن فضاء الصحراء وصلاته الوجدانية به، قال الكوني إن الصحراء بوصفها أرجوحة الإنسان الأولى هي بقايا ميراثه من الجذور الطوارقية ومن غدامس، إن عزلة الطوارق جعل اللغة وديعتهم التي انطوت على الحقيقة وهي في طور التكوين.

والصحراء كما يراها إبراهيم الكوني هي أرض، وإن لم تنعم بنعمة العمران المادي، لكنها تنطوي على مختلف أشكال الإعمار اللامادي والوجداني والتخييلي والمعرفي لأرضها البكر.

الكوني قال إن تجربته هي محاولة وجدانية وغنائية لكتابة هذا العمق، الذي يعيش فيه الزمن المطلق.

الصحراء طاردة للذات إلى نفسها كي تحييها، ذلك أنه وبالرغم من البعد عنها لعقود وإقامته في بلدان أخرى يقول الكوني مازالت الصحراء تسكن الكوني، وفي معرض استعادة طفولته الشخصية قال إنه كان في طفولته راعيا، و “من لم يستطع رعي الغنم لن يستطيع رعي الأنام”، وعن امتدادات كتاباته ورؤيته للكتابة، رأى الكوني أن أعماله تزاوج بين عمل الأنثربولوجي الذي ينفض الغبار عن ثقافات الطوارق المهمشة والمنسية وبين عمل المبدع المنشغل بأسئلة الكتابة والأدب.

وعن صلته باللغة، قال الكوني إن اللغة هي الوجود، إن الصحراء واحدة في العالم الفيزيقي متعددة في المتخيل، هي مستودع الخبرات الإنسانية، واعتبر أن لغته الأم هي الأمازيغية، وكل لغة يتعلمها هي ولادة جديدة له، وما يكتبه هو في العمق ترجمة لثقافته الأصلية، كما قال إن هناك لغة روحية نمتلكها جميعا، وهي أسبق من اللغة المتكلمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد