تعنيف شديد للعمال وتحدي لنقابتهم في شوارع الدار البيضاء

عرفت مدينة الدار البيضاء يوم الأحد 03 نونبر تدخلا عنيفا لمنع عمال فندق
ريفولي من التظاهر بعد 3 أشهر من قطع الأجور في خطة لطرد جميع العمال
دامت 5 سنوات بعد شراء شركة “Actif Invest” أكتيف أنفيست للفندق في 2008.

هذا وقد أسفر التدخل عن جرح عدد من العمال وحالات إغماء في صفوف
العاملات، وضربهن، وتمزيق اللافتات،  وانتزاع الرايات من أيدي
المتضاهرين، مما اضطر المنظمين لتوقيف مسيرتهم والإلتحاق بالفندق بشكل
فردي للإعتصام بداخله وتضميد جراحهم هناك في انتظار من يضمن لهم حقوقهم
بعد أن أعياهم الإنتظار.

P1080196

وترجع بداية الأزمة إلى 2008 حين اشترت شركة أكتيف أنفيست Actif Invest
فندق ريفولي، ومذ ذلك التاريخ وهي تخطط لدفع الشركة نحو الإفلاس بشتى
الوسائل منها التضييق على العمال من أجل المغادرة وعدم الإعتناء بمرافق
الفندق وفتحت  الشركة باب المغادرة الذي جعل عددا من العمال يفضلون
الإنسحاب قبل تأزم الوضع أكثر.

طيلة هذه المدة تم إغلاق العديد من مرافق في الفندق وبيع بعض الأحهزة
والأتات، كما أن الزبائن صاروا لا يتجاوزون الليلة الواحدة أو الليلتين
لسوء تدبير الفندق وضعف تجهيزاته.

لم بصمت العمال أم هذا التخطيط المبيت لإفلاس الفندق إذ راسلوا النقابة
CDT والجهات المعنية حول ما يخطط لإضعاف الفندق وافتقاره لأدنى شروط
الشغل والإيواء لل‘همال الشديد الذي عم كل مرافقه بل وخطورة هذا الإهمال
على العمال والزبائن، ناهيك عن القمع الشديد للعمال، وفرض مهام خارج
الإختصاص، وحمل الأجهزة على الأكتاف عوض المصعد الذي توقف منذ مدة. وبعد
أن وصل الوضع  إلى الحضيض أعلنت إدارة الفندق عن توقيف الفندق من أجل
الإصلاح قبل أن تتراجع عنه، لأنها ترفض الخضوع لقانون الإصلاح الذي يفرض
للعمال نسبة من الأجور إلى أن تتم الأشغال.

P1080190

وفي بداية هذه السنة أعلنت الشركة إفلاسها وقطعت في شهر غشت الفارط أجور
العمال وكل مستحقاتهم الصحية والإجتماعية وأعلنت الشركة عن طرد العمال
بتعويضات هزيلة أقل بكثير ما تقرره مدونة الشغل المغربية، مما دفع العمال
للإعتصام بداخل الفندق مع تنظيم وقفات احتجاجية يومية أمام مقر الشركة
وأمام الفندق بعد وصول الحوار إلى الباب المسدود.

وزاد من تأزم الوضع تزامن هذه القرارات التعسفية مع أواخر رمضان والدخول
المدرسي وعيد الأضحى. مما جعل الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والمكتب
الوطني للفنادق بالمغرب وغيرهم من الجهات المعنية للتدخل باقتراح حلول
وسط تحمي العمال وتضمن حقوقهم، لكن كل هذه الوساطات بائت بالفشل. مما
اضطر الكنفدرالية إلى تبني الملف والإعلان عن وقفة احتجاجية أمام مقر
الكدش وتنظيم مسيرة نحو الفندق المعني صباح يوم الأحد، فتدخلت السلطات
الأمنية بعنف شديد لردع العمال عن الإستمرار في مسيرتهم السلمية
الإحتجاجية والتي كانت آخر الوسائل لإسماع صوتهم بعد أن استفحل الوضع.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد