تجربة ديمقراطية تتحدى جيوب التضليل!

عبد اللطيف المتوكل

يستعد فريق حسنية أكادير لكرة القدم، لعقد جمعه العام العادي، لموسم 2021/2020، والمقرر في الثالث والعشرين (23) من الشهر الجاري (أبريل 2022)، لكن صبغة ومظاهر هذا الجمع العام، تختلف عن سابقيه، بحكم أن المحور المتعلق بانتخاب مكتب مديري جديد، سيشهد تنافس لائحتين، الأولى يقودها الرئيس المنتهية ولايته، الحبيب سيدينو، والثانية يقودها أمين ضور، العضو السابق في المكتب المديري للحسنية.
ويمكن القول إن الخطوة التي أقدم عليها أمين ضور، بإعداد لائحة تنافسية، فاجأت المكتب المديري المنتهية ولايته، أكثر من أي مكون وطرف آخر، لأنه كان يعتقد أنه سيذهب إلى الجمع العام بلائحة واحدة، وكيلها هو الرئيس الراغب في ولاية ثالثة، ولذلك راهن على عامل الزمن في فرض الأمر الواقع؟!.
والدليل على ذلك، هو محتوى البلاغ الصادر عنه بخصوص الجمع العام، والذي أثار موجة من ردود الأفعال، لخلوه من أي إشارة إلى فتح باب الترشح للرئاسة، وتحديد الأجل القانوني لانتهاء الحق في إيداع طلبات الترشح، فضلا عن عدم كشفه عن تشكيل لجنة مستقلة لتلقي الطلبات والنظر فيها بالقبول أو الرفض، انسجاما مع ما ينص عليه القانون، وخاصة النظام الأساسي النموذجي للجمعيات الرياضية (6 أبريل 2016).
فضلا عن ذلك، هناك تساؤلات أخرى حول مدى تقيد المكتب المديري للحسنية، بتوجيه الدعوة للمنخرطين بواسطة رسالة مضمونة مع إشعار بالتوصل، وذلك قبل 15 يوما على الأقل من تاريخ الجمع العام، بالإضافة إلى وجوب توجيه جدول الأعمال والتقريرين الأدبي والمالي إلى المنخرطين 10 أيام على الأقل قبل تاريخ انعقاد الجمع العام، وفق ما ينص عليه القانون؟!!.
وعندما يغفل أو يتناسى مكتب مديري يحمل على عاتقه مسؤولية تدبير شؤون فريق كبير في مقام حسنية أكادير، ويحمل صفة “النادي المحترف”، تناول كل النقاط الأساسية والجوهرية في بلاغه الرسمي الصادر بشأن الجمع العام، لنا أن نتساءل عن مدى استشعار القائمين عليه، للدور المنوط بهم في تدبير هذا الصرح الرياضي، لإخراجه من النفق المسدود، ووضعه على النهج الصحيح والمستقيم، بناء على روح الالتزام والمسؤولية والوضوح، والترفع عن الحسابات الضيقة والغامضة والمثيرة للشكوك المشروعة؟!.
المهم اليوم، هو أن الفريق بصدد الإقبال على كتابة صفحة تاريخية في جموعه العامة، بعقد أول جمع عام يتنافس فيه مرشحان وفق نظام الاقتراع باللائحة، وهذا التمرين على المنهجية الديمقراطية، درس بليغ في التأقلم مع قواعد المنافسة النزيهة والشريفة على مستوى الرؤى والأفكار والمشاريع والمخططات والبرامج، واحترام وتقدير الحق في الاختلاف، الذي لا يفسد، في نهاية المطاف، للود قضية!.
هي بكل تأكيد، تجربة مهمة ونموذجية، أو هكذا نتصورها ونتمناها، ويفرض الواجب انخراط كل مكونات الحسنية في إنجاحها، لأن الفائز الحقيقي والأخير، هو الكيان الرياضي للحسنية.
أما جيوب مقاومة التغيير، فهمها الأساسي، وشغلها الشاغل، هو جر الحسنية إلى الخلف، والحيلولة دون أن تستعيد بريقها، وتخطط للتقدم والنماء، حتى تصبح رقما وازنا على الساحتين الوطنية والإفريقية.
ولذلك لا غرابة في أن تتحرك في الاتجاه المعاكس للمصلحة العليا للحسنية، وتصطاد كعادتها في الماء العكر، بشن حملة تشويش وتغليط وتضليل تافهة على المرشح أمين ضور، في الوقت الذي تشهد له سمعته وتجربته، بالكفاءة والأهلية، وفي الوقت الذي تضم أسرته، كباقي الأسر المغربية، من هو شغوف ومتعلق بالحسنية والرجاء وغيرها من الأندية الوطنية والأجنبية…
الحسنية تحتاج في هذه الظرفية، كما قال رئيس مجلس جهة سوس ماسة، كريم أشنكلي، لمن “يلعبون بأرجلهم لا بأيديهم”!!.
لم يخطئ الرجل الصواب، فالفريق أصبح أحادي النشاط الرياضي، وأصبحت صفته الرياضية مقترنة بالأرجل، وليس بالأيدي، بعدما رفض الدخول في نظام النادي المتعدد الألعاب!!.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد