تاماينوت تصدر دليل عملي لتنفيذ تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية..
قامت منظمة تاماينوت فرع أيت ملول بإعداد دليل عملي للتنفيذ في مجال تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية في المجال الترابي وذلك في إطار مشروعها الثقافي ” الترافع عبر الفنون المعاصرة لتعزيز الانفتاح الثقافي للشباب ” بدعم من مؤسسة فرنسا ومنظمة هجرة وتنمية المندرج ضمن برنامج البحر الأبيض المتوسط من ضفة إلى أخرى.
ويأتي هذا الدليل العملي تجسيدا للرهانات المدنية للبرنامج المتمثلة في تعزيز المشاركة المدنية في المغرب وترسيخ الانفتاح الثقافي، وقد سهر على إنجاز هذا الدليل الشباب المستفيدين من المشروع من مختلف الجنسين، والطاقم المشرف على المشروع من المكتب الإداري لمنظمة تامينوت فرع أيت ملول الذين راكموا خبرات وتجارب في حقلي اللغة والثقافة الأمازيغيتين في المغرب وفي مجال الحقوق اللغوية والثقافية وخبرات في مجال البحث العلمي والأكاديمي وإدارة المشاريع الثقافية.
تجربة تم استثمارها لصياغة دليل عملي ينتظر أن يسهم في مسارات إحقاق الاعتراف الرسمي بالأمازيغية بشكل فعلي في المجالات الترابية من جماعات وجهات عبر التركيز على جملة الجوانب المتعلقة بالفاعلين والفاعلات الترابيين المنتخبين وممكنات تنزيلهم للطابع الرسمي للأمازيغية في المجالات الترابية التي يشتغلون فيها.
كما يتضمن الدليل العملي الأطر القانونية والحقوقية والمعرفية التي تؤطر عملية التفعيل وتكشف أبعادها الوظيفية لتعزيز التنمية وخلق الدافعية والحافزية لدى ساكنة المجالات الترابية للانخراط في التنمية المجالية انطلاقا من استثمار المداخل والمنطلقات الثقافية، بوصف التنمية مشترطة لحفز وحشد المقومات الثقافية من أجل التحقق، كما يتضمن مجموعة من الإجراءات القابلة للتنفيذ والقياس والمعايير القادرة على تذليل الصعاب وتيسسير عملية التفعيل، إيمانا من منظمة تاماينوت فرع أيت ملول بالديموقراطية التشاركية وبضرورة انخراط العمل المدني في الأوراش الثقافية في مجال الللغة والثقافة الأمازيغييتين والإسهام فيها كقوة اقتراحية وكهيئة مدنية تشتغل بصفة رئيسة في المجال الثقافي بوجه عام والحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغيتين بصفة خاصة.
وقد أشار السيد إبراهيم أكيل رئيس المكتب الإداري لمنظمة تاماينوت فرع أيت ملول أن هذا الورش يأتي تفعيلا لمشروعها الثقافي حول المشاركة المدنية وتنزيلا لغاياته الكبرى ورهانه على الانفتاح الثقافي للفاعلين المدنيين على الفاعلين الترابيين وانفتاح الجماعات الترابية على مكونات الثقافة الوطنية ومنحها مكانتها عنصر غنى قادر على إبراز الخصوصيات الثقافية المحلية والجهوية وإشاعتها كهوية بصرية للمجال.
ويذهب الفاعل الثقافي أحمد بوزيد الكاتب العام لمنظمة تاماينوت فرع أيت ملول إلى كون هذا العمل يأتي في سياق مشروع ثقافي يزاوج بين الناشطية والأكاديمية ويستعيد التفاعلات الثقافية المتوسطية، مشروع يتخذ المتوسط أفقا للتفكير ويروم خلق امتدادات مدنية للمشاركة الواعية في الحياة الاجتماعية وتعزيز الانفتاح الثقافي، وفي سياق ما يعرفه العمل المدني الأمازيغي من مسارات الترافع لتفعيل القوانين التنظيمية المتعلقة بتنزيل الطابع الرسمي للأمازيغية في المغرب.
وهو المسار الترافعي الذي انخرطت فيها منظمة تاماينوت بوجه عام بمقترحات عملية تقتضي التمكين المادي والرمزي للأمازيغية ودعم الممارسات الثقافية والفنية التي تنتمي لذاكرتها الضاربة بجذورها في أعماق التاريخ المغربي.
أحمد بوزيد يعتبر هذه الخطوة الرمزية علامة دالة على حيوية الفعل المدني لتاماينوت كمنظمة أمازيغية أسهمت لعقود في تطوير الخطاب حول الحقوق الثقافية واللغوية وقضايا التنوع الثقافي والتعدد اللغوي في المغرب وعلى الممكنات اللانهائية والقدرة الخلاقة للمجتمع المدني على ممارسة دوره الترافعي، ففكرة صياغة دليل عملي لتفعيل الطابع الرسمي نابعة من إيماننا بأن الأمازيغية لغة وثقافة اليوم لم تعد موضوعا للأهواء، وإنما واقعة موضوعية سارية في المعيش ومتحققة في المتداول الثقافي.
وليست ملفا وإنما مكونا من مكونات الثقافة المغربية، وهي بمثابة البنية العميقة التي تمنح لهذه الثقافة فرادتها ومغايرتها، وتقتضي – تبعا لذلك- عناية واهتماما، إننا كصوت مدني له رؤيته الخاصة لقضايا النقاش العمومي التي نستقيها من المرجعيات المعرفية الحداثية التي تلزمنا بألا نحتكم لوهم “المؤامرة” وما يستتبع ذلك من تعميم مخل و قناع الضحية.
ويرى عبد الله صبري رئيس المكتب الفيديرالي لمنظمة تاماينوت وعضو منظمة تاماينوت فرع أيت ملول أن هذا الورش الذي مازالت الدولة تتردد في أخذه على محمل الجد و إعطائه الأهمية والتمويل الذي يستحقه.
ورش، على كل منا، كل من موقعه، أن يسهم في إنجاحه لما يضمنه من تقوية للديمقراطية و للجبهة الداخلية للوطن.
فرع منظمتنا تامينوت بايت ملول، لم ينتظر ما يسمى بالديمقراطية التشاركية بل فعلها بشكل عملي، ليضع في متناول الفاعلين الترابيين دليلا مبسطا، بتأصيل قانوني، و حقوقي، يمكن من إجراءات تفعيل هذا الورش على المستوى الترابي بشكل وظيفي و عملي.
لينضاف هذا الدليل لحزمة الإسهامات و المقترحات و العمل الذي يقوم به المجتمع المدني من أجل إنجاح هذا الورش و الدفع به نحو الأمام.
منظمة تاماينوت فرع أيت ملول من المرتقب أن تقوم بعرض دليلها عند الجماعات الترابية والفاعلين الترابيين الراغبين في الاستفادة من هذا المقترح المدني.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.