بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان…لنحافظ جميعا على هذا التراث الوطني من الرعي الجائر…

عبد الواحد أومليل

تحتفي الأمم المتحدة ومعها المغرب يوم 10 مايو من كل سنة، باليوم العالمي لشجرة الأركان المعترف بها كتراث ثقافي لامادي للإنسانية. ويعتبر الاحتفاء بهذا اليوم العالمي اعترافا دوليا بالجهود التي يبذلها بلدنا في المحافظة على هذا الإرث الطبيعي والثقافي، و داعترافا كذلك بخبرة ساكنة مجال أركان الطويلة في تثمينه، لما له من قيمة كبرى في مجالات عدة، منها الغذائية بالخصوص، في ظل اقتصاد الندرة الذي يميز بيئة تواجده.
إلا أن ما يلاحظ في السنين الأخيرة، هو عدم ارتياح ساكنة مجال أركان وانزعاجها من تصرفات بعض الرعاة القادمين من مناطق أخرى من المغرب، من شمال سوس وجنوبه . بعض هؤلاء الرعاة يأتون حتى وقت اثمار الأشجار ، حيث تأكل الماعز والجمال كل الثمار ، مما يؤثر بقوة على الأمن الغدائي للساكنة المحلية. بل إن بعض الرعاة أصبحوا يتاجرون في حبات الأركان بعد جمعها من براز الماشية التي لا تهضمها.
فالمسألة تحتاج إذن إلى إيجاد حل بين السكان المحليين والرعاة الوافدين. في القديم كان هناك ما يطلق عليه “نظام أكدال” ، و هو بمثابة قانون عرفي ينظم الرعي في مجال الأركان، يلتزم كل طرف بتطبيقه، و أهم ما جاء به نظام أكدال، هو منع الرعي في مجال الأركان خلال أشهر من كل سنة ، وذلك حفاظا على ثماره من الضياع. بل كان بعض السكان المحليين يستأجرون أرضهم للرعاة لمدة معينة من السنة.
فالمسألة في نظرنا تحتاج إلى تفاهم واتفاق بين الساكنة والرعاة تحت ظل نظام أكدال، حتى لا يتضرر أي طرف من الطرفين.

  • أستاذ باحث في الاثار والتراث الثقافي بجامعة ابن زهر بأكادير

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

التعليقات مغلقة.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد

اكتشاف المزيد من azulpress.ma

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading