بكريم* : حصيلة 2021 إيجابية نسبيا، ومشكل استغلال القاعات السينمائية يبقى قائما

* الناقد السينمائي محمد بكريم ل SNRTnews

أفادت الإحصائيات الدقيقة التي قدمها المركز السينمائي المغربي في تقريره السنوي برسم سنة 2021، أنه تم منح رخص التصوير لـ 39 مسلسلا، و30 فيلما روائيا طويلا، و24 فيلما تلفزيا و135 إشهارا، وشريطين متوسطين، و17 شريطا وثائقيا، و107 فيلما قصيرا، و3 سيتكومات بميزانية قدرت بـ 546.973.476,27 درهم دون احتساب ميزانيات الأشرطة القصرية والمتوسطة.
وأبرز الناقد السينمائي محمد باكريم في حديثه لـ SNRTnews، عن مستوى الحصيلة السنوية لسنة 2021، أن هذه الأخيرة تختلف عن سابقتها بخصوصية متميزة، وهي عودة الحياة للقطاع السينيمائي بعد تأثره بتفشي فيروس كورونا.
وحسب باكريم، فإن الأرقام المعلن عنها في الحصيلة تبقى نسبية ومتأثرة بجائحة كورونا، لكن أكثر ما يميزها هو تقييم الإستغلال، أي عدد الوافدين على القاعات السينيمائية، حيث عرفت سنة 2021 انتعاشة طفيفة بعد فتح دور العرض في شهر مارس، وسجلت 600 ألف وافد، وهو رقم جيد مقارنة مع سنة 2020، وهزيل مقارنة مع سنة 2019.
ورغم هذه المؤشرات التي يمكن اعتبارها إيجابية في ظل أزمة كرونا، يبقى مشكل استغلال القاعات السينمائية قائما، والمتمثل في عدد القاعات السينيماية الذي جاء في الحصيلة، حيث يتوفر المغرب على 31 قاعة سينيمائية نشيطة موزعة بين تسعة مدن، على العلم أن تسعة قاعات سينيمائية منها لم تفتح أبوابها بعد الجائحة، مشيرا إلى أن السينما كممارسة اجتماعية قلت كثيرا مقارنة مع ثمانينات القرن الماضي.
وأردف المتحدث ذاته: “هذه المؤشرات تدفعنا لدق ناقوس الخطر، حيث لا جدوى من النهوض بالسينما المغربية في غياب ركيزة السوق الداخلية، والمتمثلة في القاعات السينيمائية النشيطة”.الحصيلةوحسب التقرير السنوي للمركز السينمائي المغربي، تطورت الإنتاجات المغربية مقارنة مع سنة 2020، حيث انتقلت من 703 رخصة في السنة 2020 إلى 909 رخصة في سنة 2021، نفس الشيء بالنسبة لرخص تصوير الإنتاجات الأجنبية حيث قدم المركز السينيمائي 222 رخصة سنة 2020 لتصل إلى 297 رخصة سنة 2021.

كما أوضح المركز السينيمائي في تقريره أن الإنتاجات الأجنبية كانت 14 فيلما، وشريطين قصيرين، و17 مسلسلا، و15 إشهارا، و6 منوعات، و12 فيلما مؤسساتيا، و5 أفلام وثائقية بميزانية 442.446.555,48  درهما.

وعن مؤشر عائدات التصوير الأجنبي في المغربي يقول محمد باكريم لـSNRTnews ، إنه وبالرغم من خفض الرسوم الجمركية بنسبة 20 بالمائة على دخول طواقم الأفلام الأجنبية، عرف رقم المعاملات المتعلق بتصوير الإنتاجات الأجنبية السينيمائية، تراجعا كبيرا، إذ سجل في سنة 2021، قيمة استثمار تقدر بـ 140 مليون درهم، فيما كان الطموح هو مليار درهم.

الحصيلةوأكد باكريم أن سبب هذا التراجع لايعود فقط لجائحة كرونا بل لمنافسة دول الخليج التي أصبحت تستقطب عددا كبيرا من الإنتاجات السينيمائية الأجنبية، مشيرا إلى أن الجزائر وتونس سيشكلان مستقبلا منافسا قويا للمغرب، وذلك بسبب طبيعة مناخهما الشبيه بالمغرب، لافتا إلى أن هناك منطقة “تيطاوين” بتونس تشبه إلى حد كبير مدينة ورزازات.

وأشار باكريم في سياق حديثه أن الدعم الضريبي، والإستقرار السياسي بالمملكة، إضافة للمحيط العام، كلها عوامل تساعد على استقطاب الإنتاجات السينمائية العالمية، ويجب عليها أن تتماشى بالتوازي مع الكنز الطبيعي الذي تزخر به المملكة المغربية.

وبالنسبة لترتيب الأفلام المغربية التي حصلت على أعلى الإيرادات، تربع الفيلم الكوميدي “30 مليون” على رأس اللائحة بمجموع إيرادات يعادل 3.120.066,76 درهم، فيما جاء في المرتبة الثانية فيلم “الكنز” بمجموع إيرادات تقدر بـ 992.276,01 درهم.

وفي هذا الصدد أكد باكريم أن سنة 2022 ستعرف انتعاشة وستعرف عودة الجمهور للقاعات السينيمائية، كما سيعرف الفيلم المغربي الكوميدي إقبالا كبيرا في السنوات القادمة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد