اولاد برحيل: فضائح سيارات الاسعاف والنقل المدرسي المستمعة في التبضع والنقل الخاص

//عبد الرحمان الزاهيدي //

 يعتبر  الفساد والرشوة والريع الاقتصادي و الزبونية من اخطر الافات التي تهدد استقرار البلاد وتثير استياء العباد ، ومن بين تجلياتها ، والتي اصبحت حديث المواطن في فضاءات المقاهي والاسواق والطرقات ، هي الاستغلال البشع لسيارات الاسعاف  وسيارات النقل المدرسي التابعة لعديد من الجماعات القروية والحضرية بمنطقة اولاد برحيل ، علما ان اغلبها تحمل شعار  المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتي وضعت رهن  اشارة موظفين ومنتخبين بدريعة تسهيل اداء الخدمة في اطار السير العادي للحياة المدنية تحقيقا لمصالح العباد ، وضربا كل بنود اتفاقيات ابرمت لهدا الغرض ومقتضيات القانون  الدي يلزم جميع مستعملي سيارات الجماعات المحلية بما فيها سيارات الاسعاف والنقل المدرسي  بترك هذه الأخيرة بحظيرة الادارة المنتسبين لها ، فور الانتهاء من أداء مهامهم التي تتطلب التنقل خارج مقر الادارة المعنية، وبعد انتهاء التوقيت الرسمي المنصوص عليه  ،

 وخلافا  لفلسفة المبادرة .فأنها تستعمل في أغلب الأحيان لأغراض خارج اطار المصلحة العامة ، في غياب شبه تام لآليات ضبط ومراقبة استعمالها واستغلالها ، وهي التي تكلف خزينة الدولة  الكثير والكثير ، في حين أن مصالح المواطنين في أشد حاجة اليها ، من توفير البنيات التحية وصيانتها و تجهيزها ، واعفاء المحتاجين و المعوزين من فاتورات الأدوية ذات الثمن الباهض ، والكهرباء ، والماء الصالح للشرب و …

وبالرغم من أن رؤساء الاقسام والمصالح بالادارات العمومية يستفيدون من تعويضات جزافية عن استعمال السيارة ، فتجد البعض منهم يستغلون سيارات الجماعات المحلية بما فيها الاسعاف والخاصة بالنقل المدرسي  بشكل مستمر و أمام مرأى ومسمع من رؤساءهم الاقليميين والجهويين والمركزيين ، بل في حالات عديدة بترخيص مباشر من هؤلاء، بل أنه يتم غض الطرف على تجاوزات مستعملي هذه السيارات ضدا على القانون ، فقط لمجرد أنها تحمل شارة  الجماعة المحلية .

 ويحدث هدا رغما عن صدور نصوص ودوريات تقنن كيفية تدبير حظيرة السيارات العمومية  و تقليص نفقاتها بغية  ترشيد الانفاق العمومي وربطه بالحاجيات الضرورية.

ويجب عدم اغفال  أن  اغلب شعارات  احتجاجات “الربيع المغربي” تسير في هدا الاتجاه  لما لتفشي ظاهرة الاستغلال المفرط للموظفين العموميين و المنتخبين لامكانيات الدولة في قضاء مآربهم الشخصية ، ولما للظاهرة من انعكاسات خطيرة على الاقتصاد الوطني ، فمتى  سيتم التطبيق والتنفيد الصارمين للقوانين الصادرة في هدا الميدان للحد من تداعيات الظاهرة .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد