اليسار الافتراضي ..واليسار الممكن


fb_img_1476096347446-1
أثبتت نتائج الإنتخابات التشريعية حقيقة مرة لا زال (شعب اليسار) لم يستوعب دروسها إلى اليوم، وهي أن اليساريين كلما توغلوا في جذريتهم كلما كانو أبعد عن الشعب الذي يدعون حمل همومه ، خاصة وأن آليات اشتغالهم بقيت على حالها ، تلوك الأوهام ، وتحلم أكثر مما تحلل الواقع الملموس ، وقد عشنا مع حملة فيدرالية اليسار عينة من أوهام تضخم الأنا ، واستباق النصر الإفتراضي …. في الوقت الذي كانت فيه الآلات الإنتخابية للأحزاب القوية تشتغل على أرض الواقع ،عبر مختلف شبكاتها الجمعوية والقبلية والمصلحية والشخصية وووو هذا هو المغرب الواقعي ، هذه هي عقدة اليسار التي لا زالت لم تجد لها حلا : كيف يكون من يفترض فيهم أنهم الأقرب من الناس هم الأضعف انتخابيا؟ هل المناخ الإديولوجي غير مناسب لأطروحاته؟ هل نرد الأزمة للتشتت واستحالة التوحيد؟ هل طرق اشتغال اليسار عتيقة وغير ملائمة للواقع المغربي؟ إن القطبية التي أفرزتها الساحة السياسية تفرض نقدا يساريا ذاتيا ، وواقعية في التحليل ، واتساعا في صدر الحداثيين الذين فتح لهم حزب الجرار أياديه باعتباره السد المنيع والوحيد حاليا ضد المد الإسلاموي ، كفانا تصنيفات كلاسيكية واتهامات وتخوين ،فاللحظة تفرض جبهة حداثية واسعة أو تكتلا يكون الجرار هو عموده الفقري ، ولعل بعض حكماء الإتحاد الإشتراكي (الحزب أكثر شعبية في اليسار) أدركوا أهمية الأمر ، لأن كثيرا من القواسم المشتركة تجمع يسار البام وعموم اليساريين ، فهل سيدرك الكثيرون دقة المرحلة ؟ أم سينزوون في زاويتهم الضيقة وبنفس الشعارات والإصطفاف ونفس الآليات؟ في هذه الحالة سيبقى اليسار افتراضيا أما من يمثل المواطنين ، فنتائج التصويت أفرزتهم .
جمال هاشم 10 أكتوبر 2016

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد