الهيئة المغربية لحقوق الإنسان بجهة سوس تستضيف عن بعد المفكر محمد سبيلا.

في الفكر عامة و الفلسفي خاصة يحدث عقب كل ازمة بشرية ذات بعد عالمي من أموبئة أو كوارث أو حروب أن يسود نوع من القلق والتساؤل عن قيمة الوجود البشري و قيمة الحياة..وطبيعة النظام السياسي و ا لاقتصادي. و ما بنبغي أن يكون عليه. حيث يثم إعادة النظر في منظومة القيم السائدة. و هذا ما نلاحظه حاليا مع تفشي وباء كورونا حيث و من خلال مواقف و حوارات المفكرين أمثال تشومسكي وغوشي و ألان تورين و هابرماس وغيرهم نستنتج ما شكله هذا الوباء من صدمة لهؤلاء المفكرين و دعوتهم إلى مراجعة الراهن ومنظومة القيم السائدة في المجتمعات الرأسمالية التي تعرف طغيان قيم الفردانية ذات المنحى الأناني و الاستهلاكي و هيمنة قيم إقتصاد السوق و الربح وتهميش ماهو إيكولوجي و اجتماعي وإنساني تضامني…إلخ. فثمة إذن و في ظلال هذه الأزمة العميقة التي أحدثها هذا الوباء دعوة من طرف هؤلاء المفكرين إلى استخلاص الدروس و إعادة التفكير في منظومة القيم الفردانية الليبرالية و النظام الاقتصادي الرأسمالي. قثمة خيبة أمل من الأيديولوجية الرأسمالية و منظومتها القيمية الاستهلاكية وفكرة التقدم و النمو التي قامت عليهما. فهناك ما سماه ألان تورين بانحطاط الذات البورجوازية في انحراف عن قيم الأنوار و نزعتها الإنسانية حيث و كما قال توربن أصبحت مجتمعاتنا بفعل تكريس قيم المنافسة و السوق و الربح والاستهلاك مجتمعات قمعية في حالة حرب الكل ضد الكل. و أصبحنا أمام عالم فرداني مفكك ولد كرد فعل هوس هوياتي متزايد ومرضي. و توسع للحركات و الأحزاب و الخطابات اليمينية المحافظة حتى في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية مع ما يسمى بالمحافظين الجدد مع تسجيل ضعف و تراجع كبير لليسار و لمثقفيه مما ولد فراغا سياسيا وثقافيا و أفضى بالتالي إلى تسيد الفكر السياسي البراغماتي. و أصبحت الحريات والحقوق الاقتصادية و الاجتماعية سرابا داخل المجتمعات الرأسمالية مما دفع بالعديد من المفكرين إلى القول بأن البشرية ينبغي عليها أن تبحث عن مسار جديد و التخلي عن العقيدة النيولبيرالية كما قال المفكر ادغارمورون.
كيف السبيل إدن للخروج من هذه الوضعية ؟ وهل سيكون عالم ماقبل كورونا هو نفسه مابعده ؟ أم أن ثمة تحولات و تغيير قادم من عمق هذه الأزمة الوباءية العالمية بتداعياتها الاقتصادية و الاجتماعية ؟ وهل سيزعزع هذا التغيير المنظومة السياسية و الاقتصادية والقيمية للمجتمعات الغربية ؟ و هل يشكل النمودج الصيني في معالجته للوباء نمودجا ناجحا له جاذبيته بالرغم من مما ينعت به من كونه نظام شمولي قامع للحريات ؟ هذا على المستوى العالمي. فماذا على المستوى الوطني ؟ و ماهي التحولات و الظواهر الاجتماعية و القيمية التي برزت في مجتمعنا في ظل هذه الأزمة الوبائية..؟ وهل تغلبت قيم التضامن على سلوكات الأنانية ؟ وعلى مستوى الحقوق و الحريات و المساواة ماهي المضايقات و التقييدات التي لحقت هذه الحقوق بفعل حالة الطوارئ والحجر المنزلي؟ وأخيرا ماهي الدروس التي ينبغي للمغاربة استخلاصها من أزمة وباء كورونا؟
هذه تساؤلات وغيرها مما سنحاول مقاربتها من خلال لقائنا بالمفكر و فيلسوف الحداثة محمد سبيلا يوم السبت 9 ماي 2020 على الساعة العاشرة و النصف كضيف للقاءات التي تنظمها الهيية المغربية لحقوق الإنسان بجهة سوس ماسة.”

أرضية اللقاء الحواري مع د.محمد سبيلا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد