المواطن احمد حجي يحتضن مخدّة تلويكاند..

يوسف الغريب

أجد ماقام به السيد أحمد حجي وهو يضع قبعة المسؤول الأول بالمدينة بمنزله ويترجل كأي مواطن نحو احتضان مخدّة تلويكاند.. أجد هذا السلوك الراقي وبرمزيته الأخلاقية والتربوية التي قد تذكّر البعض أيّاً كانت قبّعته داخل هذا الوطن.. لا تنس أنّك مواطن تريد ما يريده جميع الناس..

هذا السلوك أيضا.. يؤكد لنا جميعا بأن الفضاء العمومي الذي كان دائما محط صراع بين السلطة والمجتمع المدني.. نستطيع جميعا ان نساهم في دمقرطته.. دون الجاجة إلى إبراز التمظهرات السلطوية وغيرها..

ولعلّ الأجمل في لحظات تلويكاند هو غياب أي زيّ رسمي للقوات العمومية.. فقد كان الجميع في أعلى درجات حريته.. ومسؤوليته أيضاً..

تلك كانت دلالات التقاط المواطن أحمد حجّي صورة احتضان وبحميمية صادقة مخدّة تلويكاند..

هو الإحتضان نفسه الذي نريد أن يمتد أكثر ويتوسّع ليشمل إحتضان المشاكل الحقيقية التي تعرفها ساكنة حي تلبرجت .. وخاصة التجار وارباب الفنادق الصغرى وغيرها من الأنشطة الاقتصادية الأخرى.. احتضان من أجل التفكير بشكل جماعي في إعادة الحياة إلى هذا الحي الأصيل والنواة الأولى لمدينة أكادير..

ولا حاجة للتأكيد على أن الهدف من التظاهرات الإشعاعية التي ارتبطت باسم هذا الحي مؤخراً لم تكن إلاّ ذريعة جمالية من أجل الترويج له اقتصاديا وتجاريا..

و أود أن أشير بالمناسبة إلى أن تجار بائع الكتب القديمة خلال فعاليات تلويكاند حققوا رقما قياسيا في المبيعات فاق توقعاتهم بشكل فارق…

إنّ جمالية اللقطة وبكل معانيها الرمزية الغير البعيدة عن عمقكم العائلي وتراكماته الثقافية هي أيضا جمالية اللحظة.. لحظة الإنتباه إلى أن هذه المدينة وببعدها الجهوي أسّست لنفسها بعد كل هذه المدة رجالات وأطر وخبرات في كل المجالات.. بل عرفت المدينة تظاهرات فنية وعلى مستوى عال من الحرفية تنظيما وإعداداً وإخراحاً تجاوز إشعاعها السقف الوطني نحو العالمية.. كان وراءها أبناء هذه المدينة ومن ازقتها ودروبها.. وأعتقد أن نجاح تلويكاند كما جاء في شهادتكم لحظة احتضان المخدة راجع بالأساس إلى هذه اللمسة المحلية لأبناء المنطقة والحي.. واستثمار هذه النوستالجيا المشتركة بين الجميع من أجل الجميع.

فقد آن الأوان ان يتم أيضا احتضان هذا التراكم الإبداعي الخلاق من ابناء المدينة وأطرها والحد من ظاهرة إسناد المشاريع الثقافية الكبرى للفعاليات المركزية..

هي رسالة المخدّة..

بمدينة أقلّ من البحر…

لكنّها أكبر من الدّهر…

طبعا بسواعد أبنائها

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد