الملتقى الوطني الإبداع الأدبي الأمازيغي يستعيد المشروع الثقافي لمحمد أبزيكا و يقارب موضوع سؤال المثاقفة في الخطاب الأدبي الأمازيغي

ازول بريس

نظمت منظمة تاماينوت فرع أيت ملول الملتقى الوطني الإبداع الأدبي الأمازيغي دورة محمد أبزيكا في موضوع الأدب الأمازيغي و سؤال المثاقفة ، وذلك بمدينة أيت ملول يومي 27 و 28 يوليوز 2019 ، و و نتج الانشغال بهذا الموضوع العلمي عن كون الخطاب الأدبي فضاءا خصبا للتفاعل بين الثقافات ، يؤسس للقاء نتوج بين أنماط مختلفة من المتخيلات الرمزية و ضروب متعددة من الرؤى و التصورات الثقافية و آفاق جمالية متباينة، إذ تتصادى في سجلاته أصوات مختلفة و أسئلة لها شروطها الثقافية التي أسهمت في تشكلها، على نحو يجعل من هاته السجلات طرسا مفتوحا على الثقافات الإنسانية، و يظل هذا الحوار الذي تحتضنه السرود و الأشعار مظهرا دالا متصلا بسياقات ثقافية تشهد التفاعل ذاته و تمارس سلطتها الوازنة بهذا القدر أو ذاك على الخطاب الأدبي و على معناه الذي لا يعدو أن يكون سوى واقعة ثقافية.
تبعا لذلك فإن الخطاب الأدبي الأمازيغي لم يكن بمنأى عن التفاعل و تأسيس معابر للحوار مع مرجعيات أدبية كونية عبر مساره الطويل، هذا التفاعل الذي لم يقض له أن يستحيل موضوعا للقراءة تخترقه الدراسات النقدية و تكشف إواليات اشتغاله و مظاهره ووظائفه، ولم يقض له أن يستوي موضوعا للتأمل العلمي الرصين ، لاعتبارات يتجاور فيها المعرفي بالإيديلوجي، جعلته موضوعا لاستصدار الأحكام الانطباعية المؤطرة بسلطة الأهواء و المبنية استنادا إلى الانفعال ، على نحو يمجد الذات تارة ، وتارة يبخس عالمها الرمزي و سيرورة إنتاجها للمعنى و اعتبار الأمر كله نسخا يوحي بمخيلة غير مبدعة .
و احتفت الدورة باسم شخصي أمازيغي و مسار علمي نذر تجربته البحثية للبحث في أسناد الثقافة الأمازيغية بوجه خاص و المغربية بوجه عام من منظور صان الوظيفة النقدية و صان أمشاج التعدد التي تؤشر على كوني موارب في النصوص و الخطابات التي اشتغل عليها . مسار محمد ابزيكا الذي اقترن بالحفر في بنيات المتخيل الرمزي الأمازيغي و الميثات الأمازيغية و مظاهر حضورها في الأدب المغربي و البحث في الممارسات الثقافية و الرمزية التي تغيأ بها الإنسان بناء المعنى . كما اقترن بمكابدات المثقف المنشغل بحرقة رهانات التحديث و إشكالات الثقافة المغربية من موقع الاهتمام بذاكرة الهامش و علاماته ، لتظل هاته الاستعادة الرمزية تحية لروح باحث و ذكرى علامة نيرة خصصت مكانة كبرى في منجزها للعابر و المنسي و ما طاله الحجب و الطمس و المحو، عابرا به إلى أحياز المعرفة التي تفترض تأمين دال القراءة بما هو اكتشاف و اختراق للمجهول بزاد مداره قلق السؤال.
وقد تم افتتاح فعاليات الملتقى بكلمة لرئيس منظمة تاماينوت فرع أيت ملول الأستاذ إبراهيم أكيل ، تلتها فقرة تكريمية للراحل محمد أبزيكا بحضور عائلته و شقيقه السيد الحسين أبزيكا الذي عبر عن اعتزازه بمسار الراحل و بالمبادرة التي قامت بها منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في سبيل استعادة ذكرى الراحل و قراءة أعماله و منجزاته و التعريف بها كما ثمن الانشغال العلمي بموضوع خصص له الراحل حيزا كبيرا في أعماله ، وقد سلمت اللجنة المنظمة للملتقى لشقيق الراحل تذكارا رمزيا ، بعدها بدأت أشغال الندوة الافتتاحية التي خصصت لمسار محمد أبزيكا و التي ركزت على أسئلة التعدد و الحداثة و الاختلاف في مشروعه الفكري ، و قد سيرها الكاتب و الباحث عبد الله صبري ، و شارك فيها الموسيقي مصطفى الشاطر عضو مجموعة ازنزارن و أحد بناة مجدها الاستثنائي الذي تحدث عن العلاقة بين أبزيكا و ازنزارن، وقبلها بين أبزيكا و مجموعة لاقدام ، تلك العلاقة التي أثمرت انعطافات حقيقية في مسار المجموعة اتسمت بالانتقال من الغنائية لمعانقة أسئلة اخرى لها صلة بما اعتمل من قضايا في الواقع المغربي في بداية الثمانينات ،مصطفى الشاطر اعتبر أبزيكا المصدر المعرفي الذي استندت إليه ازنزارن ،كما اعتبره الضوء الذي أنار دربها ، إن اللقاء السعيد بين أبزيكا و ازنزارن بحسب الموسيقي مصطفى شاطر كان من ثمراته صوت الرفض و المقاومة الذي حضر في ثنيات أعمالها الموسيقية في الثمانينات ، ضمن المسار نفسه انشغلت ورقة الباحث و الناقد رشيد أترحوت باستعادة صور مختلفة لابزيكا، في الفصل المدرسي بثانوية يوسف ابن تاشفين و بمدرجات كلية الٱداب و العلوم الإنسانية ، استعادة ذكرى مثقف كان علامة شامخة في المشهد الثقافي و كان صوتا هادرا بالمعرفة ، و استدعى في ورقته مفهومي الصفح و الاعتراف ، بكثير من الحنين و بكثير من قلق المعرفة تحدث الأستاذ رشيد أترحوت عن زمن الثمانينات الذي كان فيه لابزيكا مكانة رمزية كبرى ، لما كان يمد طلبته بنصوص عميقة من الفلسفة المعاصرة و من الشعر الحديث ، أبزيكا بحسب أترحوت عاش خيانات مضاعفة قبل و بعد أن يلج مغارته و يستقيل من عالم مأهول بالأعطاب، وقبل أن يحاور أسئلته الحارقة في صمت وفي عزلة فادحة ، رشيد أترحوت قال إنه مدين لهذا الصوت في تشكيل رؤيته إلى العالم ،وفي تعريفه ببلانشو و المتصوفة و الشعراء الصعاليك و البياتي وأسئلة الحداثة و شجون البحث عن عالم أكثر إيمانا بالمعرفة و الإنسان، و لم يكن ليقف في ضفة الأقنعة و المثقفين التقليديين ،لقد كان وجها بارز المعالم وصوتا مجلجلا قادرا على جذب حواس المتلقي إلى التفكير في أسئلة كبرى، أما ورقة الأستاذ الباحث في السوسيولوجيا الدكتور رشيد بنبيه فقد أضاءت بعض معالم اختلاف أعمال أبزيكا عن المشاريع الفكرية التي عاصرت نشاطه الفكري و العلمي ، إذ اجترح الباحث رشيد بنبيه معالم قدرة محمد أبزيكا على الاشتغال العلمي على موضوعات هي الموضوعات ذاتها التي استأثرت بفكر و أعمال ما بعد الحداثة ، معتبرا بعض مقالاته العلمية استشرافية لزمن معرفي مغاير و لأسئلة لم يقض للبحث النقدي في المغرب طرحها إلا بعد الألفية ، وقد تتبع الأستاذ الباحث رشيد بنبيه معالم حضور رؤى بعد ما بعد بعدحداثية في المفاهيم التي كان يفكر بها أبزيكا في الممارسات الرمزية بالمغرب ، وفي الٱليات القرائية و زاوية مقاربة الأسطورة كمادة و كمتخيل ، تلك المفاهيم و الٱليات هي بحسب رشيد بنبيه مستقاة من أعمال و تصورات جلبير دوران و يونغ و غيرهم …
بعدها تم تنظيم الجلسة العلمية الأولى مساء يوم السبت 27 يوليوز 2019 بالقاعة الكبرى لدار الحي مبارك واعمر و التي خصصت لمدارسة موضوع تجليات المثاقفة في الخطاب السردي الأمازيغي،وهي الجلسة التي سيرها الاستاذ الباحث و الفاعل المدني الدكتور أحمد أوتزكي ، و التي شارك فيها الروائي و الباحث محمد اكوناض الذي تحدث عن مظاهر انفتاح الخطاب السردي الأمازيغية المكتوب على السجلات الشفاهية الأمازيغية ، بعد التأكيد على انتظام النتاج السردي المكتوب ووجود دينامية سردية أسهمت فيها مجموعة من الإطارات الثقافية ، إن انفتاح السرد المكتوب حسب أكوناض ،هو انفتاح مزدوج على الأعمال المنتسبة للٱداب الكونية و على الأثر الشفاهي ، وهو انفتاح تم في مستويات مختلفة ، مستوى الرؤية و مستوى الأساليب و المتخيل الرمزي ، أما الباحث الحسين ادباحسين فقد ركزت ورقته على حكاية كوبسيس الليبية الأمازيغية و على جوانب تفاعلها مع حكايات ميثات كونية ، و اعتبر أن حكاية كوبسيس ، هي فقط نموذج من النماذج التي تحفل بها الذاكرة السردية الأمازيغية ، كما تطرق في ورقته إلى حدث تاريخي تمثل في إحراق مكتبات الشمال الإفريقي من أجل التدفئة في مراحل تاريخية بعينها ،ما فوت على الأمازيغ فرصة الاطلاع على ماضيهم الأدبي و على أعمالهم و مروياتهم الكبرى ، و تلت ذلك ورقة الباحث في الترجمة في سلك الدكتورة بجامعة ابن زهر الأستاذ إبراهيم بويفتران التي عملت على استقصاء معطيات تناصية في روايات أمازيغية عديدة كروايات محمد أسوس و محمد اكوناض و ابراهيم العسري و عبد الله صبري الحسين بوياعقوبي ، و بباستثمار المتاح النظري في الدراسات النقدية المهتمة بالتناص كدرسات جوليا كريسيفا و جيرار جونيت عمل الباحث على إبراز التناص القائم بين هذه الأعمال ، و المتمثل في انتظام حضور صور اضطهاد الذات الأمازيغية ، وهو حضور أشر الباحث إلا أنه موضوع خصب للقراءة النقدية ، و تم اختتام الجلسة العلمية بورقة للباحث في سيميائيات النص المنقبي بجامعة محمد الخامس بالرباط الأستاذ محند كديرة الذي خصص ورقته العلمية للبحث في سيرورة تشكل المعنى في المحكي المنقبي الشفاهي الأمازيغي، معتمدا مقاربة سيميائية اشتغلت على إبراز أهمية النص المنقبي ، التأشيرة على حيوية اشتغاله في المعاش ، فبحسبه تظل بنية الشيخ و المريد التي درسها عبد الله حمودي في كتابه و تتبع اشتغالها في التنظيمات السياسية و النقابية ، بنية منقبية ، ثم انتقل الباحث لإبراز و ضعية المحكي المنقبي في الفضاء المتوسطي ، و بيان خصائص و سمات المحكي النقابي وهي مداخل هيأت له رصد الصلات التي عقدها هذا المحكي المنقبي لسيدي حماد اوموسى مع السرديات الكبرى في تاريخ الإنسانية.
وفي صباح اليوم الثاني و استمرارا لفعاليات الملتقى تم تنظيم دورة تكوينية في تقنيات الكتابة السردية الأمازيغية التي قام الكاتب و الروائي عبد الله صبري بتأطيرها ، و معلوم أن الكاتب عبد الله صبري قد أسهم في دينامية الكتابة السردية الأمازيغية بمجموعة من الأعمال الأدبية باللغة الأمازيغية كما كتب عملا روائيا باللغة الفرنسية.
وقد شارك في هذه الدورة التكوينية مجموعة من الكتاب و الكاتبات الذين يقدمون خدمات جليلة للمشهد السردي الأمازيغي و يحققون إنجازات في المتداول الثقافي المغربي ، الدورة التكوينية عرفت نقاشا موسعا وعميقا عن مفهوم الكتابة و عن التجارب العالمية في كتابة المحكي السردي ، طوال أربع ساعات من النقاش الهادئ و الرصين الذي تطرق لجملة من الأسئلةالمعرفية المستشكلة لقضايا الرواية بوجه خاص و المحكي السردي بوجه عام .
وفي المساء تم تنظيم الجلسة العلمية الثانية المخصصة لتجليات المثاقفة في الخطاب الشعري الأمازيغية ، و التي سيرتها الأستاذة الباحثة بشعبة الدراسات الاسبانية بجامعة ابن زهر الدكتورة فاطمة الشعبي ،و شارك فيها الناقد و الأستاذ الباحث رشيد الحاحي الذي قدم إضاءات معرفية عن سؤال المثاقفة بما هو سؤال مركزي في الدراسات المعاصرة ، وبما هو موضوع متعلق بالحفر في بنيات المتخيل الرمزي و متصل بالتعدد الثقافي و المنظور الاختلافي الذي يركز على هجرة الدلائل الرمزية من سياق ثقافي إلى سياق مغاير ، كما أبرز بعض معالم هذه الهجرة الرمزية في ديوان إزمولن للشاعر صديدقي علي أزايكو ، أما الباحث محمد تايشينت الباحث بماستر علم النص و تحليل الخطابفقد اخترقت ورقته حيزاغير مفكر فيه لدى الباحثين في الشعرية الأمازيغية ، يتعلق أساسا بالحدود بين الشعر و الأيديولوجا ، معتبرا الأيديلوجيا سواء كانت موجها مشتغلا في الكتابة أو كانت منظورا للقراءة ، هي قتل للنص و لشعريته ،ممثلا لذلك بمجموعة من الأعمال الشعرية التي خمدت بمجرد خفوت وهج الأيدلوجيا ، انطلاقا من هذا الفصل بين النسقين ، نسق الكتابة الشعرية و نسق الصوت الأيدلوجي قام الباحث باستدعاء جملة من النصوص الشعرية و مساءلة شعريتها في ضوء ما يفرضها الانتساب إلى الشعر من صون السؤال و لانهائية المعنى ، أما الباحث أحمد بوزيد فقد اشتغل في ورقته على الحكاية و الصدى ، مركزا على حكاية حمو ونامير و على التعالقات و الصلات بينها و بين السرديات الإبراهيمية في مسار تشكل الدلالة في المحكي ،مبرزا تلك التقاطعات ،كما اشتغل على رصد اشتغال البنية المورفولوجية التي استخلصها فلاديمير بروب في معرض قراءته لعدد كبير من الحكايات الروسية،و هي البنية التي يطرد حضورها في حكاية حمو ونامير ، ما يؤشر على اشتغال ما يسميه ميرلوبونتي بالكوني الموارب، و اختتم ورقته برصد مظاهر حضور هذه الحكاية و صداها في الخطاب الأدبي الأمازيغي.
بعد انتهاء الجلسة العلمية الثانية بدأت أطوار الأمسية الشعرية و الفنية وهي الأمسية التي شاركت فيها أصوات شعرية أمازيغية من حساسيات شعرية مختلفة ، خلقت لحظة جمالية رحلت بالحضور إلى عوالم شعرية مختلفة ومتميزة ، وقد شارك في هذه الأمسية الشعرية الشاعر ومحمد واكرار و الشاعر فريد زلحوض و الشاعرة فاطمة بوزهر و الشاعر ابراهيم أكيل و الشاعر عبد الله أيت العسري ، وقد قدم هذه الأمسية الكاتب عبد الله صبري ، الأمسية سفر إلى أعماق الشعرية الأمازيغية و مغاراتها و ترحال بين تجارب مختلفة تسهم إلى جانب تجارب أخرى في ألق وبهاء شعر شعراء الأرض و الذاكرة الجريحين .
و هي الأمسية التي نشطها باقتدار الموسيقي هشام ماسين أحد أعمدة الموسيقى الأمازيغية الحديثة ، و الذي صقل تجربته الموسيقية مع الراحل عموري مبارك ، هشام ماسين غنى للحضور بقيثارته و حنجرته الأطلسية مقاطع من الربيرتوار الأمازيغي الحديث ، لتترد في القاعة أصوات تجاور فيها أنين الموسيقى و بهجة الشعر ، كما أقام لوحات فنية باهرة في مرافقته الموسيقية للقراءات الشعرية.
وفي ختام الملتقى تم توزيع الجوائز التي أقامها الملتقى و احتفى من خلالها احتفاءا مزدوجا بالكتاب و الكاتبات بالأمازيغية و بوجوه العمل الأدبي في الثقافة الأمازيغية التي وشمت بمنجزها الذاكرة الأمازيغية .
وقد فازت بجائزة محمد خير الدين للإبداع السردي الأمازيغي الكاتبة ملعيد العدناني عن روايتها المعنونة بـ : “inaDan n waDan”، الصادرة عن هيئة رابطة تيرا، فاستنادا إلى تقرير لجنة التحكيم فالرواية المتوجة رواية أمازيغية استطاعت بناء عالم روائي عميق من حيث أسئلته و محكياته عن اليوتوبيا و الديستويتوبا و عوالم الجنون ، بأسلوب روائي اعتمد التجريب ، وقد تكفلت الأستاذة نزهة لصفر بتسلم الجائزة نيابة عن ملعيد العدناني لتعذر حضورها وذلك من يد الشاعر و المترجم الأمازيغي فريد زلحوض سليل أرض تافراوت وصخورها و جبالها العالية ، الفضاء الذي ظل حاضرا في الأعمال الروائية لمحمد خير الدين بمتخيلها و بأمكنتها المرجعية ، لجنة التحكيم أقرت بالتقارب الشديد بين مجموعة من الأعمال لذلك خصت الكاتبة فاضمة فراس بتنويه خاص عن روايتها المعنونة ” igwntrn d ifavrn” و التي تميزت -حسب تقرير اللجنة- بحكي مطروز شيق يكشف أحوال شخصية معطوبة تحالفت ضدها الأقدار لترسلها إلى عوالم قصية من الجحيم ، الرواية حسب اللجنة هي محاكمة قاسية لزيف الادعاء و إمعان في إسقاط الأقنعة .
أما جائزة سعيد أشتوك للإبداع الشعري الأمازيغي فقد حصل عليها الشاعر و الكاتب و الجامعي عياد ألحيان عن ديوانه الموسوم “Gr igiwal n tvufiwin ” الصادر عن هيئة رابطة تيرا سنة 2018، وهو عمل شعري رأت لجنة التحكيم أنه تميز باشتغال نوعي على اللغة وعلى عناصر المتخيل الرمزي الأمازيغي و انفتاح على المرجعيات الشعرية الكونية ، العمل الشعري الذي شارك به الشاعر عياد ألحيان يعتبر من العلامات المضيئة في المشهد الشعري الحديث المتعدد من ناحية تجاربه ، إذ تنفرد كل تجربة بخصائص و سمات مائزة ، وقد تسلم الشاعر الجائزة من يد ابن سعيد أشتوك الدكتور محمد بيزران الذي قدم كلمة شكر لتماينوت أيت ملول مثمنا مجهوداتها المبذولة في سبيل بناء عمل ثقافي جاد و مؤكدا على أهمية العمل الثقافي للمنظمة بوجه عام ، و قد عبر سليل الراحل و سليل جغرافية أشتوكن الدكتور بيزران عن سعادته بهذا التقليد الثري بدلالات الاعتراف و المحبة بقامة كبرى من قامات الموسيقى الأمازيغية و الشعر الأمازيغي الشفاهي ، لتنضاف هذه الجائزة لمسار الشاعر عياد الحيان و لجائزة المغرب للكتاب صنف الشعر الأمازيغي التي سبق له أن حصل عليها.
وحصل الأستاذ الباحث و الناقد جمال أبرنوص على جائزة محمد أبزيكا للدراسات النقدية حول الإبداع الأدبي الأمازيغي عن كتابه النقدي : “تيبولوجية الشعر الأمازيغي التقليدي – بناء المعيار وتنضيد الأنماط”، الصادر عن دار مكتبة سلمى الثقافية سنة 2017، وهو كتاب رأت لجنة التحكيم أنه تميز باشتغال علمي على المتن الشعري الأمازيغي بالريف ، موظفا و مستثمرا الٱليات النقدية لإقامة مقترحات تصنيفية للأنماط و الأنواع الشعرية بالريف وفق رؤية موسعة حريصة على لم النتاج الشعري الريفي و بناء مقترح تصنيفي يسع جملة الممارسات الشعرية بالريف ، جمال أبرنوص أستاذ باحث وناقد سبق أن حصل على جائزة المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في صنف الدراسات النقدية ، عن كتابه ” الشعر الأمازيغي الريفي: بحث في النص و السياق” وهو في الأصل أطروحة تقدم بها الباحث جمال أبرنوص وحصل بها على شهادة الدكتوراه في الٱداب ، إضافة إلى ذلك فجمال أبرنوص مترجم مهتم بترجمة أعمال كتبت عن الريف وعن الممارسات الرمزية للإنسان الريفي في السياق الكولونيالي ، مسهما بذلك في إثراء الذاكرة و صونها من كل أشكال المحو ، تسلم الباحث جمال بنعبي الجائزة نيابة عن الدكتور جمال أبرنوص لتعذر حضوره في أشغال الملتقى ، وقد سلمها له الباحث في سلك الدكتوراه بجامعة محمد الخامس محند كديرة .
الملتقى شكل فرصة للقاء بين الباحثين و المهتمين بالٱداب الأمازيغية و حيز ا للسؤال و لمدارسة هذا المتن الأدبي الزاخر بالعمق و بمظاهر الجمال .
وقد أعلنت منظمة تاماينوت فرع أيت ملول أن أعمال الملتقى من ندوات و جلسات علمية سيتم نشرها في كتاب نقدي جماعي يضم أعمال الدورة الأولى إسهاما من منظمة تاماينوت فرع أيت ملول في حركية السؤال النقدي الدارس للٱداب الأمازيغية و المواكب لمنجزها الإبداعية .
على أن الدورة الثانية للملتقى الوطني للإبداع الأدبي الأمازيغي ستحمل اسم الشاعر الراحل صدقي علي أزايكو و و ستحتفي بمساره ومنجزه الشعري لكونه قدم خدمات جليلة للتجربة الشعرية الأمازيغية في المغرب و ستخصص الدورة الثانية لموضوع الأنساق الثقافية في الخطاب الأدبي الأمازيغي و ستنعقد في منتصف أبريل 2020.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد