تقرير تركيبي
افتتحت زينب العداوي والي جهة سوس ماسة بمعية عزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، النسخة الأولى من المعرض الوطني لتنمية المراعي الخميس 21 يوليوز من السنة الجارية، والذي تتطابق كل الروايات على أن هكذا معرض كان احتضانه مبرمجا بعمالة شتوكة أيت باها بحكت أن الإقليم أكثر المناطق تضررا من الرعي الجائر من جهة ، والمجتمع المدني المعني بالموضوع يحمل أكثر حضورا سواء على مستوى الاحتجاج أو تشخيصا للوضعية، بيد أن أيادي خفية أسقطته على تيزنيت لأغراض غير نبيلة أهمها التشويش على الحدث الأبرز مغربيا ومغاربيا وهو الأحتفال بذكرى دسترة الأمازيغية كلغة رسمية الذي تنظمه جمعية تايري نواكال على امتداد الخمس السنوات بعد إقرار الدستور 2011 ,
فمن ناحية توقيت المعرض المذكور، تم اختيار يوما قبل انطلاق أشغال جمعية تايري نواكال، أي 21 من الشهر الجاري إلى غاية 24 منه أي يوما بعد نهاية تلك الأشغال التي تسائل المجتمع السياسي الحكومي والمعارض في تماطله على العمل على تفعيل الدستور في شقه الأمازيغي، وكل هذا بإرادة مبيتة لوضع حدث ترسيم الأمازيغية وجرأة التيمة التي اختارتها جمعية تايري نواكال بين لفائف الساندويتش لالتهامها وسط صخب السهرات ومعرض تيمته الأساسية وضعت في مؤخرته ليتحول إلى معتقل للإبل مدان لالتهامه شجر الأركان على حد تعبير أكثر من مراقب.
المعرض إلى جانب الإرتباك الذي عرفه مند انطلاقه إلى غاية انتهائه سواء على مستوى التنظيم أو تناقض التيمة التي حملها مع ما تحمله ثلثي أروقته من معروضات لا تمت بصلة بمجتمع الرحل. فإلى جانب عارضين لمضخات وألأات السقي بالتنقيط، نجد آلات فلاحية تشتغل بالكهرباء وبذورا محولة كيميائيا !!!، وشركات تستوجب الاستقرار أساس تعاملها، ثم تعاونيات إضافة إلى عدم ملائمة جل منتوجاتها مع المجتمع الرعوي، وإن أثثت ببعض التعاونيات خارج إقليم تيزنيت لوسمها بالوطنية ،فإن أغلبها يدور في فلك لون سياسي أجبرها على المكوث إلى صبيحة اليوم الأخير ، فيما غادرت التعاونيات التي وجدت نفسها أمام إقبال ضعيف على منتوجاتها من بين الذين يصلون بصعوبة إلى بضع مئات كأعلى تقدير ساهمت الحرارة في تقص عدد الزوار إلى جانب عدم جاذبية المعرض وعدم فهم التيزنيتي أسباب نزوله حسب الآراء التي استقاها الموقع سواء داخل المعرض أو خارجه. ولعل ما يؤكد ما ذهب إليه التحليل ـن 90 بالمائة من أروقة المعرض رحل أصحابها قبل الحادية عشرة صباحا من اليوم الأخير، عوض الاستمرار إلى غاية نهاية زمن المعرض كما هو مبرمجا أنفا.
أما على مستوى الندوة المقامة على هامش المعرض، عرفت تأخيرا بما يزيد عن خمسين دقيقة على موعدها، واحتجاجات العديد من الجمعيات الفاعلة ميدانيا والتي انسحبت بعد تشكيكها في أهداف التظاهرة المقامة والمؤسسة التي تم إحداثها باسم تيزنيت والتي يغيب عنها كل الوجوه الفاعلة والبارزة وذات مصداقية وغيرة على المدينة ومجالها؛ وتلا هذا الانسحاب مفاجأة فجرها رئيس جماعة المعدر ونشطاء الجمعية الذين تفاجئوا بالحدث من جهة، وبنزع 2000 هكتار من جماعتهم دون علم حتى المنتخبين؛ وهو ما أضفى على المشهد سوريالية ولخبطة المنظمين ، والترديد بمناسبة أو بدونها أن للمعرض نسخا أخرى في المستقبل كأنهم يبعدون تهمة إقامته لتصفية حسابات سياسية بدا الرأي العام التيزنيتي يفك خيوطها وتتضح ملاحمها,
أما على مستوى التنشيط الفني الموازي للمعرض الوطني لتنمية المراعي فقد أسند لمؤسسة فتية يغلى على أغلب أعضائها لونا سياسيا واحدا، والغياب التام للأسماء الوازنة في الفعل المدني بتيزنيت ولو ثقافيا ، مادام تحمل مؤسسة تيزنيت ثقافات، حيث يلاحظ أيضا غياب الأمازيغية على مستوى آليات التواصل ماعدا في منشور واحد حيث كتبت ببوليس أقل من اللغات الأخرى ، وتموضعها في الملصق يوحي ربما أنه لم يتم استدراكها إلا وهي قيد الطبع, كما أن العروض الفنية المبرمجة لا يربطها أي خيط ناظم غير الصخب والبهرجة على شكل زمن سهرات العمالات الغير المأسوف عليه وذلك باستحضار نجوم انطفأت بانطفاء البرنامج الذي تخرجوا منه، أضف إلى ذلك حصة الفنانين الأمازيغ التي لم تتعدى 10 في المائة المبرمجة على المنصة الرئيسية، بل أن بعضهم تم إسقاط صورهم من الملصقات دون الحديث عن تدني أجورهم بالمقابل مع الفنانين الآخرين، إضافة إلى المشاكل التقنية التي عرفتها السهرة الرسمية الأولى التي عرفت حضورا باهتا (لا يتجاوز 3000 متفرج على أكبر تقدير) وبرودا فاترا لم ترتفع حرارته إلا بعد طلوع فاطمة تاشتوكت ومن بعدها ع العزيز الستاتي. وكذلك باقي السهرات باستثناء الفنان مسلم والفنان باسو .
والمثير أيضا هو ظهور عامل تيزتيت لمرتين متتاليتين في سهرات المنصة الرئيسية ، بل أكثر ما يطرح أكثر من سؤال بصعوده المنصة في المرة الثانية وبقديم قبعته لأحد فناني أحر ساعة، ما أثار حفيظة باقي الفنانين الذين أحسوا بالميز من طرف مسئول، تستوجب عليه مسئولية تمثيل الدولة واجب التحفظ والانتباه إلى هكذا قراءات، كما أن المراقبين الإعلاميين ذهبوا إلى حد أن العامل على تيزنيت بظهوره المتواتر على هذا الحدث، يمكن أن يفسر بمناصرته لطرف في النزاع، بالخصوص أنه لم يتعامل مع حدث أخر وهو الذكرى الخامسة لترسيم الأمازيغية ، إذ تأخر عن التحاقه بالجلسة الافتتاحية بأكثر من نصف ساعة على انطلاقها، وهو المعروف بالانضباط لمواعده ، وذهبت الحركة الأمازيغية بتيزنيت أن مخططا ما يطبخ لنزع فتيل الحراك الأمازيغي بالمدينة وإبعاد كل ما هو ثقافي عن الشأن التنموي.
التعليقات مغلقة.