المسلسل الأمازيغي “أفاذار” يحصل على شارة التميز هذه السنة

تعرض قناة تامازيغت في إطار برنامجها الرمضاني مسلسلا ناطقا بأمازيغية الريف عنوانه “أفاذار” أي الصبار، من إخراج حميد زيان وتأليف الأخوين سعيد وجمال أبرنوص وتشخيص كوكبة من ألمع الممثلين بالمنطقة، وهو مسلسل يتناول قصة شابة قروية مجازة عاطلة قررت إنشاء تعاونية نسائية لتوفير لقمة عيش لها ولنساء القرية الفقيرات من الأرامل والمطلقات إلخ، لتجد نفسها في مواجهة رئيس الجماعة الذي يرفض تماما أن يسمح لهن بذلك حرصا على مصاله الضيقة، فهن بالنسبة له مجرد أصوات انتخابية يجب إبقاؤهن في وضع الهشاشة والحاجة.

وقد استطاعت قصة المسلسل أن تشد انتباه متتبعي القناة الأمازيغية ليس في منطقة الريف فقط بل في غيرها من المناطق الأمازيغية، كما نجحت أحداثه في إثارة نقاش لافت عبر وسائط تواصل الاجتماعي، وخصوصا على مستوى مقاصده ورسالته التي تسائل مدى تقبل المجتمعات المحافظة لفكرة تمكين المرأة من المساهمة في الإنتاج في قلب ما يجري من التحولات الاقتصادية التي مست مفاصل هذا المجتمع. ولعل من أسباب الجدل الذي أثاره هذا المسلسل أنه يصادف ما يجري من النقاش الوطني في موضوع مدونة الأسرة، وما يرفعه المطالبون بتعديلها من شعارات من قبيل أن الوضع التشريعي الحالي يساهم في تأنيث الفقر والهشاشة.

ولا شك أن من أسباب نجاح المسلسل أيضا وجود كوكبة من الممثلين الذين نجحوا في تقمص أدوارهم باحترافية عالية ولاسيما الممثلات: سميرة المصلوحي وشهيرة كرطيط وشيماء علاوي وهيام لمسيسي وفتيحة بلخير ودنيا الحميدي ووفاء مراس وأخريات، والممثلون: سعيد المرسي وفاروق أزنابط ومحمد بنسعيد وميمون زينون وعدنان رشدي ونجيب بلغربي ومحمد سلطانة وعلاء بنحدو وطارق الشامي ورشيد أمغار وآخرون من الطاقات الشابة الواعدة. حيث نجح هؤلاء جميعا في تقمص الأدوار المنوطة بهم بكثير من الاقتدار والاحترافية بتوجيه من المخرج المغربي المعروف حميد زيان الذي يعتبر إلى جانب المخرج مصطفى أشاور صاحب خبرة كبيرة في مجال الدراما الأمازيغية.

هذا، ويعتبر العمل استكمالا لمسيرة درامية متميزة تعرفها منطقة الريف، بحيث استطاع هذا المسلسل أن يضع لبنة كبرى في البناء الفيلموغرافي التلفزي الأمازيغي بالمنطقة وأن يقدم صورة مشرقة للمبدع الأمازيغي الحريص على نشر قيم الإبداع والإعلاء من مكانة الثقافة الأمازيغية، وهي الغاية التي ترفعها القناة الأمازيغية شعارا لاستراتيجيتها الإعلامية.

بلال سوسان

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد