المركز الثقافي بأيت ملول يحتضن معرضاً للفن التشكيلي تخليداً لذكرى المسيرة الخضراء…
سعيد الهياق
” لا يحتفي بالمبدع إلا المبدع الحكيم “
احتضن المركز الثقافي بأيت ملول معرضاً للفن التشكيلي بتنسيق مع اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة؛ وذلك مساء يوم الجمعة 28 أكتوبر 2022 بمناسبة تخليد الذكرى 47 للمسيرة الخضراء.
وشارك في المعرض مجموعة من ألمع الفنانين التشكيليين من مختلف مناطق جهة سوس ماسة بالإضافة إلى مشاركة ثلة من شباب الاتحاد الذين حصلوا على عدة جوائز وشواهد تقديرية على الصعيد الوطني والدولي.
وبالموازاة مع الاحتفالية الفنية تم تنظيم ندوة فكرية حول تقديم كتاب ” سيرة غيرية ” حول الفنانة التشكيلية توفة الهراح من تأليف الناقد حميد بركي؛ ومن تأطير الدكتور عزيز بعزي إلى جانب مشاركة الطالبة الباحثة أمل البلغيتي؛ وأشرف على تسيير الندوة الإعلامي سعيد الهياق.
وشهدت الندوة حضور عائلة المحتفى بها من ألمانيا إلى جانب حضور وفد من جهة الصحراء المغربية بالإضافة إلى حضور مجموعة من الشخصيات الثقافية وممثلي جمعيات المجتمع المدني بجهة سوس ماسة.
وفي مستهل كلمته الترحيبية نوه الأستاذ عماد گحمو مدير المركز بمختلف الفنانين على تلبية الدعوة والذين شاركوا بأعمال إبداعية بديعة وشحت فضاء قاعة المعرض بألوان الصحراء المغربية بالإضافة إلى أعمال فنية متنوعة جسدت مختلف المدارس والاتجاهات في عالم الفن التشكيلي.
كما نوه بالمجهودات الجبارة للفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة من أجل تنظيم هذا المعرض الذي يندرج في إطار تخليد الذكرى 47 للمسيرة الخضراء؛ ونوه كذلك بالاختيار الموفق قصد الاحتفاء بالفنانة توفة الهراح بجهة الصحراء المغربي. والتي تعتبر من أهرام الشخصيات العصامية من جيل الراحلة الفنانة التشكيلية الشعيبية الفذة التي طبعت مسارها الفني بعدة إنجازات نموذجية على الصعيد الوطني والدولي.
وبدوره أشاد الفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين المغاربة بالتنسيق المتميز مع الأستاذ عماد گحمو مدير المركز الثقافي بأيت ملول من أجل مواصلة التعريف بالشخصيات الوطنية في عالم الفن التشكيلي عبر ربوع المملكة المغربية.
وأكد أن اختيار الاحتفاء بالفنانة التشكيلية توفة الهراح الذي يتزامن مع تخليد الذكرى 47 للمسيرة الخضراء هو نابع من ثقافة الاعتراف بالجميل بالشخصيات الوطنية من قلب الصحراء المغربية.
كما أشاد بالمسار الفني المتوهج للفنانة التشكيلية توفة الهراح التي حظيت بزيارة مجموعة من القنوات الفضائية الدولية بالإضافة إلى كون أعمالها كانت مادة دسمة لمختلف الباحثين والنقاد من بينهم الكاتب والناقد حميد بركي الذي ألف حولها كتاب ” سيرة غيرية” موضوع الندوة الفكرية.
أما الدكتور عزيز بعزي فقد أكد في مستهل كلمته أن ورقته النقدية ما هي إلا قراءة موجزة عن بعض المحطات التاريخية التي عاشتها الفنانة التشكيلية توفة الهراح منذ طفولتها بين أحضان القبيلة إلى منعرجات الغربة بجحيم الأراضي الجزائرية مروراً بمغامرتها الهتشكوكية قصد العودة إلى أرض الوطن عبر الحدود البرية وهي في عنفوان شبابها مع الإحاطة بتلك المخاطر الجمة التي واجهتها الفنانة التشكيلية بقلب صنديد ” غزالة الصحراء بقلب لبؤة شرسة”.
كما تطرق الدكتور عزيز بعزي إلى مجموعة من المواقف الصعبة التي عاشتها الفنانة التشكيلية توفة الهراح وهي تقاوم مجموعة من الأعراف والطابوهات داخل القبيلة وداخل المجتمع المدني بجرأة قل نظيرها لدى النساء.
وعرج كذلك على بعض المواقف النضالية في حياتها من أجل نصرة قضية الوحدة الوطنية رغم تداعيات الاعتقال داخل التراب الجزائري وبعض المشاكل الجمة التي عاشتها كذلك داخل الوطن.
ثم انتقل بعد ذلك الدكتور عزيز بعزي إلى تقديم موجز عن المسار الفني للفنانة التشكيلية توفة الهراح العصامية التي استمدت حنكتها وعبقريتها الإبداعية انطلاقا من شريط وثائقي عن حياة الفنانة التشكيلية الراحلة الشعبية. ومن تم رسمت لها عالمها الخاص بألوان الصحراء مع الانفتاح على الثقافات الأخرى.
وبعد ذلك كان للفنانة التشكيلية المحتفى بها كلمة لخصتها باقتتضاب شديد بتقديم الامتنان والتقدير للفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي والأستاذ عماد گحمو مدير المركز الثقافي بأيت ملول على حفاوة الاستقبال والترحيب وعلى حفل التكريم الذي تزامن مع تخليد الشعب المغربي الذكرى 47 لتنظيم المسيرة الخضراء.
كما تقدمت بالشكر والتقدير للفنانين التشكيليين بجهة سوس ماسة ولأسرة فلذة كبدها سعد الدين القادمة من ألمانيا ولكل الفعاليات الثقافية والشخصيات التي شاركتها حفل التكريم في أمسية الاعتراف بالجميل بالمرأة المغربية بصفة عامة وبالأنامل الذهبية النسائية بصفة خاصة.
وبالمناسبة أشرف الأستاذ عماد گحمو بمعية الفنان التشكيلي عبد الرزاق الساخي على تكريم الفنانة التشكيلية توفة الهراح إلى جانب توزيع الشواهد التقديرية على المشاركين في الندوة الفكرية بالإضافة إلى الفنانين التشكيليين المشاركين في المعرض.
كما تم تكريم الناقد محمد باكريم رئيس النادي السينمائي نور الدين الصايل وعدد من الشخصيات في مجال الثقافة والفن والإعلام والعمل الجمعوي لمساهمتهم الفعالة في إنجاح أمسية الاعتراف بالجميل.
وفي نهاية الحفل تم أخذ صورة جماعية مع المحتفى بها في أجواء تخللتها اكتساح ألوان الصحراء المغربية بفضاء المعرض.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.