حَسَم الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، موقف حزبه من أي تأويل مفترض للدستور قد يُخوله تشكيل الحكومة المقبلة في حال تعذر ذلك على حزب العدالة والتنمية، الذي تصدر الانتخابات التشريعية في السابع من أكتوبر الماضي.
وأكد العماري، في لقاء مع عدد من الصحافيين، بالرباط، أن “حزب الأصالة والمعاصرة لن يقبل تشكيل أي أغلبية وفق أي تأويل مفترض للدستور، يمنح الحزب الثاني إمكانية تكليفه بتشكيل الحكومة المقبلة”، مؤكدا أن حزبه يوجد في المعارضة وسيبقى كذلك، ومشددا في الوقت نفسه على أن من يريد تأويل الدستور في هذا السياق أن يبحث عن مخرج دستوري بعيدا عن حزبه.
وحمّل العماري تعثر مفاوضات تشكيل الحكومة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، حينما أكد أنّ الأخير “يريد أحزابا تبايعه، ولا تفاوضه على صيغة وبرنامج الحكومة المقبلة”.
الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة اعتبر أن “التعثر في تشكيل الحكومة لديه تكلفة سياسية واقتصادية كبيرة على البلاد”، وزاد: “مع ذلك نجد أن رئيس الحكومة يصرح بأنه جالس في بيته لا يخرج إلا قليلا، وكأنه لا يترأس حكومة تصريف أعمال لديها مسؤوليات تجاه البلاد”، مُشددا على أن بنكيران “لا يمكن أن “يَمسَحَ” فشله في تدبير مفاوضات تشكيل أغلبية حكومية في غيره، بعدما ازداد مسلسل المفاوضات رداءة، ستنعكس على قانون المالية”، حسب تعبيره.
وأضاف: “سيلجأ بنكيران لتصريف ميزانية 2017 إلى إصدار مرسوم، يخول صرف اعتمادات التسيير، دون الشق المتعلق بالاستثمارات، وهو ما يعني “بلوكاج” حقيقي لكل الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع الدولة ماليا، وهو ما سينعكس سلبا على حيوية الاقتصاد الوطني، ومالية العديد من المقاولات”.
وعاد العماري ليتحدث عن السيناريوهات المفترضة في حال فشل بنكيران في تشكيل أغلبية حكومية، ليؤكد أن حزبه “حسم موقفه من إمكانية تأويل دستوري تفضي إلى تكليف الحزب الثاني بتشكيل الحكومة”، مشيرا في هذا الباب إلى أن “من يريد أن يجتهد في هذا السياق فليفعل”؛ لكن حزبه “أعلن اجتهاده برفض أي مقترح لتشكيل أي حكومة مقبلة”، وزاد: “فليبحثوا عن مخرج دستوري”.
وتحدث العماري بإسهاب عما وُصف إعلاميا بـ”المؤامرة” لتشكيل أغلبية برلمانية، وتعيين رئيس لمجلس النواب، ممثلا في الاشتراكي الحبيب المالكي، في اليوم الثاني لإعلان نتائج الانتخابات التشريعية، مؤكدا أنه اتصل شخصيا بعبد الإله بنكيران ليؤكد له أن كل ما يقال في الإعلام، من تصريحات تسير في هذا السياق، “خطأ، وغير صحيحة”، مشيرا إلى أنه لم يجتمع مع أي زعيم حزب، بشكل رسمي، “اللهم الاتصال بحزب الاتحاد الاشتراكي، الذي كان يقترح لحبيب المالكي لرئاسة البرلمان”، وزاد: “ناقشته مع العديد من الأحزاب، وقلت فيه رأيي”.
حديث الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، عن وجود “مؤامرة” قادها أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة لتشكيل أغلبية خارج ما أفرزته الانتخابات التشريعية، كان حاضرا في لقاء إلياس العماري مع الصحافيين، والذي أكد أنه قال لبنكيران، في الاتصال الهاتفي الذي دار بينهما: “إن كان من الضروري تصديق كلام شباط عن مؤامرة مفترضة فلنصدق كل الكلام الذي يقوله، بما فيه كلامه عن داعش، والنصرة، والموساد”، مشيرا أنه يستغرب كيف يتحدث بنكيران عن “ثقته” في حميد شباط؛ وهو الذي كان يصفه بـ”الكذاب” في العديد من التصريحات.
اكتشاف المزيد من azulpress.ma
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
التعليقات مغلقة.