الطيب منشد في تأبين الفقيد العزوزي : كنت المناضل النموذج رغم كل المتاعب والتآمر

كلمة تأبين مرتجلة من الأخ المناضل الكبير الطيب منشد أطال الله في عمره في حق أخيه ورفيق دربه الفقيد عبد الرحمان العزوزي رحمة الله عليه:

بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والرسل صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أيها الحضور الكريم، يا أصدقاء ورفاق عبد الرحمان العزوزي بدأ أستسمحكم جميعا في أن أعيد التعزية الحارة للصغيرة وصال –بنت الفقيد- وأن أعيد التعزية لآل العزوزي ذكورا وإناثا، آل العزوزي في الدارالبيضاء والرباط وفاس والناضور ووجدة وطنجة وأكادير وتازة مسقط الرأس، كما أستسمحكم في أن أعيد التعزية وأكررها لزوجة الفقيد أرملة الفقيد ورفيقة دربه ومسيرته المناضلة خديجة حزب الله والتعازي لآل حزب الله جميعا.

أيها الإخوان والأخوات اليوم نطوي مرحلة من مراحل نضال مناضل نضال امتد على مسافة تقارب 60 سنة..تعرفت على عبد الرحمان العزوزي في مطلع الستينات وهو عضو بالاتحاد الوطني للقوات الشعبية آنذاك، الاتحاد الاشتراكي فيما بعد، وإذا كان من الصعب تلخيص والحديث عن مسيرة مناضل خصوصا وأنها مسيرة مليئة بالعطاءات والنضالات والتضحيات والمواقف إن كان من الصعب الحديث في بضع ساعات بل في بضع دقائق عن هذه المسيرة الطويلة فسأحاول الوقوف عن بعض اللقطات من حياة هذا المناضل الشهم. عرفت العزوزي كما قلت في مطلع الستينات وهو مناضل في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وكان لا يزال شابا وربما كان من المحضوضين آنذاك لأنه كان بمدينة الدارالبيضاء قلب الاتحاد النابض وكان مؤطرا بقادة من أمثال عمر بنجلون، ومحمد منصور والحلوي وكرم والقرشاوي وغيرهم من المناضلين، العزوزي عبد الرحمان عاش مع الاتحاد المراحل الأولى لنشأة الحزب وعاش مع الاتحاد التناقضات التي عرفها الاتحاد في تلك المرحلة وساهم مع الاتحاديين والاتحاديات ومع الحزب في تجاوز تلك المعوقات حيث ساهم عبد الرحمان إلى جانب العديد من المناضلين والمناضلات من الدارالبيضاء وغير الدارالبيضاء في قرارات يوليوز 72 كما ساهم في المؤتمر الاستثنائي لسنة 1975 الذي يعد تأسيس جديد للاتحاد وانطلاقة جديدة لحزب طبع مسيرة المغرب وترك بصمات كبيرة طوال عدة سنوات، عبد الرحمان العزوزي عاش مع الاتحاديين آلامهم و آمالهم  تعرض للقمع كما تعرض له العديد من الاتحاديين والاتحاديات وتجاوز مع الحزب ومع المناضلين تلك المحن تعلق الأمر بدرب مولاي الشريف أو بكوربيس آنفا تلك الأماكن السيئة التي كان يقال عنها آنذاك – أن الداخل إليها مفقود والخارج منها مولود- عاش مع العشرات من المناضلين والمناضلات الاعتقال أستسمح الذاكرة لا تسعفني في ذكر العديد منهم ولكن أكتفي بذكر اثنين هما الأخوين نوبير الأموي ووديع الأسفي والذين عاش معهم عبد الرحمان هذه المحنة التي استمرت لعدة سنوات، بعدها عاش عبد الرحمان العزوزي مع الاتحاد مؤطرا ومناضلا ومسؤولا ( عضو في اللجنة الادارية، عضو بالكتابة الاقليمية للدارالبيضاء..) العزوزي منذ التحاقه بالحزب اختار كذلك أو استهوته الواجهة النقابية وكانت هذه الواجهة هي مصدر لقائي بالعزوزي في السنوات الأولى لسنة 60 حيث كانت هناك مجموعة من المناضلين من الدارالبيضاء يؤطرها الشهيد عمر بنجلون سأذكر ما أستطيع ذكره  كان هناك ( العزوزي، القرشاوي، سعد الله، بنعابد، وديعة الطاهر، والفارحي والعديد من المناضلين …) ليلتحق بهم بعد ذلك فوج ثاني من المناضلين وعلى رأسهم عبد الرحمان شناف ومحمد صبري وغيرهم من المناضلين  والمناضلات… عاش عبد الرحمان العزوزي الحياة النقابية في النقابة الوطنية للتعليم حيث شارك بفكره واجتهاده في النقاش الداخلي داخل الحزب حول آفاق هذه النقابة كما ساهم في تأسيس سنة 66 وساهم إلى جانب العديد من المناضلين والمناضلات في بناء النقابة وتوسيع نشاطها بجانب العديد من المناضلين والمناضلات وفي نضالاتها التي ستظل معلملة من معالم الحركة النقابية المغربية. العزوزي عاش كذلك أجواء 79 سواء تعلق الأمر بما عرفه قطاعي التعليم والصحة أو تأسيس البديل النقابي الجديد الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والتي تحمل العزوزي مسؤولية أمينها المالي العام لولايتين متتابعتين، العزوزي عاش في النقابة مدافعا عن حقوق العمال ومن خلالها عن حقوق المواطنين وعن حق المأجورين وكل المواطنين في الحياة الكريمة والديمقراطية وعاش مدافعا عن حقوق الانسان، العزوزي كذلك اشتغل بجمعيات المجتمع المدني مهتما بأطفالنا –  في جمعية مواهب- كما أن عبد الرحمان العزوزي اشتغل بالقضايا العامة حيث كان محط إجماع مناضلي المحمدية على انتخابه رئيسا لبلدية المحمدية وكان الاتحاد آنذاك يتوفر على الأغلبية الكاملة لا تزال مدينة المحمدية ولا يزال مناضلو هذه المدينة يتذكرون النموذج الذي قدمه عبد الرحمان العزوزي وهو يدبر شؤون المدينة كما أن ما عرفته المدينة في تلك المرحلة من فيضانات جعلت الساكنة التي تعرضت أمتعتها لتلف ترى في عبد الرحمان النموذج ديال المناضل ونموذج ديال المسؤول والمناضل الذي لم تغيره المسؤوليات كما أن عبد الرحمان اشتغل ممثلا لمدينة المحمدية في مجلس النواب لولاية ثانية عبد الرحمان خلال هذه المراحل كلها تعرض للعديد من القمع كالعديد من المناضلين والمناضلات وكان كلما خرج من محطة  ودخل محطات أخرى وهو أكثر قوة وأكثر عزيمة لم تؤثر فيه كربيسات درب مولاي الشريف ولا ما عناه المناضلون في آنفا وغيرها لكن عبد الرحمان المناضل عبد الرحمان النموذج عاش في الفترة الأخيرة وهو يمارس مهمة الكاتب العام للفدرالية الديمقراطية للشغل آلما لم يعشها من قبل آلم التآمر الأقرباء وخيانة الحلفاء  نعم كان يقول أن الطعن من الخلف هو أكثر آلما من غيره  الدولة تآمرت عليه في هذه الفترة ولكن تآمرها لم يؤثر لأنه كان يعرف الأجهزة الإدارية وتلاعباتها ولكنه تألم لما فعله فيه الأقرباء وعاش بهذه الغصة ومات بهذه الغصة..

أيها الأخوات والإخوة في الحقيقة أجد نفسي عاجز عن إتمام الكلمة لكنني أقول أن اليوم طويت صفحة لحياة مناضل أعطى الشيء الكثير لهذا البلد أعطى الشيء الكثير لساكنة هذا البلد مواطنين وطبقة عاملة وعاش على حلم إحقاق الحقوق وإعطاء الحقوق لأصحابها إلى أن وافه الأجل رحم الله عبد الرحمان العزوزي وألحقنا به غير ممسوخين ولا مطعونين من الخلف والسلام عليكم ورحمته تعالى وبركاته..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد