السباعي لشباط : أجمد عضويتي داخل الحزب بسبب ديكتاتورية المنسق الجهوي

رسالة مفتوحة منمحمد يرعاه السباعي الى الأمين العام لحزب الاستقلال

سلام تام بوجود مولانا الامام دام له النصر والتمكين ،

 وبعد،

يؤسفني أن ابعث لكم بهذه الرسالة المفتوحة ، ليطلع الاستقلاليون ، والاستقلاليات ، ومن خلالهم الرأي العام المحلي والإقليمي والجهوي ، والوطني ، على أسباب إعلاني الرسمي عن قراري بتجميد عضويتي من كل هياكل الحزب بجهة اكادير ، محليا وإقليميا وجهويا ، كما يؤسفني أن أكون مضطرا لمخاطبتكم عبر وسائل الإعلام الوطنية ، بعدما استنفذت كل الوسائل المؤسساتية ، والتي خاطبتكم من خلالها بالعديد من المراسلات في شان ما يحدث بالجهة على يد المنسق الجهوي ، الذي يمارس ديكتاتورية خطيرة ، بعنصرية مقيتة ضد مناضلات ومناضلي الحزب ، خاصة الذين تربوا في صفوفه ، ويؤمنون بمبادئه ، وعلى الرغم من إصداركم لبيان واضح بخصوص الدور الأساسي لأجهزة الحزب المحلية والإقليمية و الجهوية في تدبير محطات الانتخابات ، فان المنسق الجهوي ظل متمسكا بالديكتاتورية في فرض قرارات جائرة ولا تحترم أنظمة الحزب وقوانينه ، بل انه حول المنطقة والحزب إلى إقطاعية عائلية بوضوح ، ومارس ويمارس الاتجار بالحزب مقابل خلود عائلي في المواقع والمسؤوليات المرتبطة بتدبير الشأن العام

الأخ الأمين العام،  

لاشك أنكم استمعتم وبإمعان لمضامين الخطاب الملكي السامي بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب ، وعيد الشباب المجيد الذي يصادف ذكرى ميلا د جلالته ، ولاشك أنكم فهمتم مغازي ودلالات دعوته للمواطنات والمواطنين باختيار الكفاءات ، والابتعاد عن أصحاب الوعود الفارغة والكاذبة ،ونحن  اليوم أمام نموذج من أصحاب الوعود الفارغة ، وأتساءل الأخ الأمين العام إذا كان منسق جهوي مثل الذي عندنا بالجهة يمارس الديكتاتورية ، ويمارس خرق القوانين الحزبية ، ويمارس الوعود الفارغة والكاذبة مع الاستقلاليين ،كيف سيكون حاله مع عامة الناس ؟ إننا مواطنون قبل أن نكون استقلاليين ، والدستور متعنا بحقوق وواجبات ، وقانون الأحزاب في تطور مهم في وطننا لحفظ حقوق المنتمين للأحزاب السياسية ، فإذا هضمت حقوقنا الداخلية مع منسق جهوي يفترض فيه الحفاظ عليها ، فكيف سيكون وضع المواطنين ونحن منهم حينما يتولى مثل هذا الصنف تدبير الشأن العام الجهوي ؟

الأخ الأمين العام،

قد لا نحتاج لتذكيركم بوقائع تابعتم تفاصيلها ، وكانت محط رسائل متتابعة لكم في حينها ، ولتنوير الرأي العام لابد لي من إعادتها كما حصلت:

لقد سبق وان التزم المنسق الجهوي بدعم الحزب خلال الولايتين  السابقتين  لرئاسة الجهة ، ونحن نتوفر على أغلبية مريحة للفوز بها كحزب الاستقلال ، ونقض وعده بعدما تبين انه عقد صفقة لتفويت الرئاسة لحزب آخر ، بل انه وصل به الأمر لحد محاربتي علانية حتى في تمثيل الحزب في مكتب الجهة ، ومع ذلك استمر عملي بنفس القوة ونفس الروح داخل هياكل الحزب لأنني استقلالي بالفطرة ، ولست استقلاليا بالتبني ، وللتذكير فهذا الوضع الشاذ في تفويت الجهة لولايتين متتاليتين لحزب ثاني يؤكد بوضوح حرص المنسق الجهوي على مصالحه الخاصة باستعمال الحزب وسيلة لذلك ، وهو ما يعتبر إضرارا بمصالح الحزب وتوجهاته وقوانينه.

لقد شرحت لكم في آخر رسالة ما حدث خلال التحضير للانتخابات الحالية ، وهي أمور خطيرة جدا ، أولا لكونها تمس الحزب في صورته ، وتضرب قوانين الحزب وأنظمته ، وتحارب الاستقلاليين الحقيقيين ،وتضع الحزب في ميزان صفقات تفقد العمل السياسي مصداقيته ، فكيف يعقل أن يطلب مني المنسق الجهوي وبكل وقاحة أن أتنازل عن الترشيح في مدينة اكادير التي بذلنا جهدا مع المناضلات والمناضلين لبناء تنظيماتها ، واستقطاب عدد من الكفاءات العليا والشابة لترشيحها في لوائح الحزب ، ولعل العذر أقبح من الزلة في هذا الطلب كما يقال ، حيث برر طلبه بكونه اتفق مع حزب آخر على أن يفوت له مجلس بلدية اكادير مقابل الجهة ، بل انه حاول استدراجي إلى الموافقة عن طريق أسلوب رديء جدا ، وهو يخبرني انه اتفق معكم على تعيني سفيرا في شتنبر ، مما جعلني انتفض لتذكير هذا المتسلط ، أنني لست غبيا و لا أقبل أسلوب الابتزاز الرخيص ، والاعتداء على الاختصاصات الدستورية لصاحب الجلالة نصره الله ،فهل مثل هذا الشخص يمكن أن يكون مؤتمنا على الشأن العام وهو يمارس البهتان والابتزاز مع مناضلي حزبه ، ولعل ما حصل في مدينة اكادير من فرض للائحة لا علاقة لها بهياكل الحزب ومناضلاته ومناضليه ، وردة الفعل القوية لمناضلينا على هذا المنكر يوضح بجلاء ان المعني بالأمر حول الحزب الى رسم عقاري عائلي ، بدليل أننا فقدنا ثلاث غرف لإرضاء رغبة عائلية صرفة في تولي والد المنسق رغم حالته الصحية من جهة ، وعامل السن من جهة ثانية ، لغرفة الفلاحة ، و ينوب عنه اخو المنسق ، إضافة لكون المنسق فرض علي تمويلا للحملة الانتخابية للغرف ، حيث ابلغني المفتش الإقليمي ان التمويل يقابله الترشيح ، وهذه تعليمات صارمة من المنسق الجهوي ، وقد قمت بواجبي الحزبي ليس خوفا ولا ركوعا ، ولكن انسجاما مع قناعاتي الحزبية في ضرورة دعم مرشحي الحزب بقطع النظر عن السلوكات الرعناء للمنسق الجهوي ، و اعتبر أن تعيين المنسق من نفس الجهة ، من الأخطاء القاتلة ،حيث لا يمكن لمن هو خصم أن يكون حكما ، ولذلك كنّا فيما سبق نجد أن المنسق لا علاقة له ترابيا بالجهة ، حتى يستطيع أن يكون محايدا ونزيها ، وحريصا  على الحزب ووحدته وقوته.

الأخ الأمين العام، للاعتبارات السالفة ، ولأمور كثيرة أخرى ، وحفظا لكرامتي كاستقلالي معتز بانتمائي لحزب الاستقلال إلى أن ألقى الله على ذلك ، وصيانة لأمانة طوقنا بها صاحب الجلالة حفظه الله في خطابه الأخير كمواطنين ، ورفضا لأساليب الديكتاتورية  والعنصرية ، ومنطق الريع العائلي ، فإنني أجدد لكم الإعلان عن قرار تجميد عضويتي من كل هياكل الحزب بجهة اكادير اداوتنان ، احتجاجا على ممارسات المنسق الجهوي التعسفية

 وتقبلوا الأخ الأمين العام فائق التقدير والاحترام ، والسلام

محمد يرعاه السباعي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد