الرعي الجائر في سنة الانتخابات بأدرار .

أزول بريس-الحسن بنضاوش //
مع اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية في بلادنا، وبعد مصادقة المجلس الوزاري على مشاريع قوانين إنتخابية، يبدأ السباق السياسي نحو كسب المعركة الانتخابية بجميع ربوع المملكة.
ولا يمكن إستثناء منطقة أدرار في السياق الوطني من هذا التسابق لرسم خريطة أدرار السياسية حسب ما تراه مناسبا، مع وجود استثناءات وإمكانيات حدوث مفاجأة هذه المرة في ظل تزايد الوعي السياسي لدى فئة الشباب والنساء من المجتمع المدني.
وأمام الوضعية المعقدة لاشكالية الرعي الجائر التي بلع الاهالي صفعته خلال السنة الماضية حرصا على شعرة معاوية، هذه الاشكالية التي تهدد الاستقرار والامن بمنطقة أدرار خصوصا وسوس عموما، وبعد تجربة وصراعات السنة الماضية مع مافيات الرعي الجائر التي استغلت الحجر الصحي وحالة الطوارى الصحية للعبث بأراضي الساكنة وممتلكاتهم وتعريض ارواحهم وممتلكاتهم لجميع أشكال البلطجية من ترهيب وتخويف وضرب مسبب للجرح. كل هاته العوامل تطرح تساؤلات حول مصير منطقة أدرار مع بداية عودة قوافل الرعاة الرحل من جديد وفي سنة الانتخابات.

وفي ظل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، يصعب على المجتمع المدني و فعاليات مدنية غيورة على المنطقة التحرك أو الاحتجاج خوفا من ربط أي تحرك من أجل الكرامة والارض بأجندات سياسية وانتخابية، مما سيعطي هؤلاء الرحل فرصة البقاء لمدة أطول بالمنطقة.
فالانتخابات في أدرار هي تسابق بين الاحزاب السياسية للظفر بالمقاعد، والتحكم في المعاقل الانتخابية، والرغبة في السيطرة المطلقة على الساحة السياسية، وتصفيات الحسابات على حساب مصالح الساكنة عند بعضهم بدأت في الظهور للعلن، ناهيك عن وضع البعض الاخر مصالحهم الشخصية والخوف من فقدان المقاعد من اولى اهتماماتهم عوض الانخراط في مسلسل الدينامية المجتمعية بالمنطقة، اضف الى ذلك كونهم متشبعين بافكار الرغبة في التفرقة والتشكيك واصطناع مغالطات وأكاذيب ضد أشخاص من الواضح انهم يدفعون ثمن مواقفهم الواضحة والثابتة ويعلمونهم درسا حول كيف يسمو الرجال على اي خلافات كلما طفت.
واخيرا وليس اخيرا، هذه الاوضاع ستكون فرصة للرعاة الرحل من أجل المزيد من تاجيج الوضع والتمادي في مواصلة بطشهم وتسلطهم واستغلالهم الغير قانوني لأراضي الساكنة امام ام اعين الجميع.

ويلزم في هذه الظرفية استحضار ما قاله صاحب الجلالة الملك محمد السادس ايده الله ونصره في خطاب ذكرى ثورة الملك والشعب سنة 2015 لما انتقد نصره الله المنتخبين الذين تسبب تقصريهم في الاساءة للعملية الانتخابية بقوله: “إن الهدف من الانتخابات لا ينبغي أن يكون هو الحصول على المناصب، وإنما يجب أن يكون من أجل خدمة المواطن فقط”.

اترك رد

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. الموافقة قرائة المزيد