بمبادرة من مجموعة من الأخوات والاخوة داخل الصف التقدمي الديمقراطي أصدقاء وعائلة المرحوم الاتحادي النقابي الصنديد سمحمد الجندالي، نظمت بالمكتبة الوطنية بالرباط يوم السبت 13 نونبر 2021 ذكرى الوفاء لروح سمحمد الجندالي الطاهرة.
والفقيد يعتبر من القادة المؤسسين للشبيبة الاتحادية أيام سنين الجمر والرصاص وأحد قادة الحركة الطلابية المؤسسين للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، والقائد المؤسس للنقابة الوطنية للتجهيز المنضوية تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والذي أدى ضريبة التأسيس والنضال غاليا بطرده من أسلاك الوظيفة العمومية لأزيد من 17 سنة، ليتم إدماجه من جديد في الوظيفة العمومية بعد تنصيب حكومة التناوب وبمبادرة نبيلة من القائد المجاهد الكبير عبد الرحمان اليوسفي.
وبهذه المناسبة التأمت العديد من الوجوه والقامات الفكرية خاصة من صفوف اليسار البررة ومنهم العديد ممن اعتزلوا العمل السياسي والنقابي ردحا من الزمان أبوا إلا أن يلبوا الدعوة والحضور والمشاركة في إحياء ذكرى الفقيد العزيز الغالي قائد سياسي ونقابي عتيد صان العهد وانتصر للمبادئ الاتحادية مدرسة الفقيد عبد الرحيم بوعبيد، بمداخلات وازنة وشهادات عددت مناقب وخصال الفقيد النضالية والإنسانية كل من زاوية معرفته بالفقيد المتعدد المشارب والاهتمامات.
ومن بين الشهادات العديدة نسرد المداخلة المرتجلة لرفيق درب المرحوم الأستاذ الأخ سمحمد الساسي معرجا على مناسبة أول لقاء بالفقيد في بداية السبعينات حيث كان سمحمد الجندالي يزور ثانوية بن يوسف التي يدرس بها الساسي أنذاك وكان يشد اهتمامه داخل حلقات النقاش مع التلاميذ، وكان قبل ذلك قد تم استقطاب الساسي داخل صفوف الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بخلايا الحزب بحي يعقوب المنصور وعندما التحق بكلية الحقوق بالرباط وأعطي توجيه من طرف أجهزة الحزب لاستقطاب الطلبة الجدد، قال مع نفسه لماذا لا أبدأ بسمحمد اجندالي الذي كان يجهل انتمائه السياسي وعندما تحدث إليه وجده مسؤول حزبي في القطاع الطلابي وهكذا كان…
لازمه كما قال سمحمد الساسي وكان الفقيد سمحمد الجندالي ضميره النقدي يوجهه ويحتضنه واصفا الفقيد بالآلة التي تشتغل بدون كلل ولا ملل يمكنه أن يزور أكثر من مؤسسة جامعية في نفس اليوم كما يمكنه زيارة أكثر من مدينة متنقلا من الرباط إلى تمارة وسلا فالقنيطرة خلال اليوم الواحد، كان رحمة الله عليه شعلة وطاقة في العمل المتواصل، حتى أنه كان قد فقد دراجته النارية ناسيا مكان ركنها لكثرة تنقلاته ونقاشاته مع الرفاق وعندما تذكر مكانها وجدها قد سرقت منه ويقول الأستاذ سمحمد الساسي أنه من المفرقات الغريبة أنه واصل العمل ولم يتدمر أو يصيبه الزجر، فالمرحوم كان زاهدا في الحياة ويكتفي بالقليل وليست له متطلبات كثيرة، وكان رحمة الله عليه مكتبة متنقلة تعير الرفاق الكتب لدرجة أننا كنا نتساؤل كيف يستطيع أن يزاوج بين مهامه النضالية السياسية والنقابية وقراءة أمهات الكتب، سمحمد الجندالي ساهم في تجربة الشبيبة الاتحادية وساهم في إرجاع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب (تجربة التعاضديات) وساهم فيما بعد في تأسيس المنظمة النقابية الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وخاضة النقابة الوطنية للتجهيز، والفقيد رحم الله عاش بعد ذلك تجربة مرة وصعبة تحربة عالم التشرد بعد طرده من العمل موجها تحية خاصة لزوجة الفقيد ورفيقة دربه التي كانت له خير معين وسند…
وختاما نسأل الله العلي القدير أن يتقبل فقيدنا العزيز المرحوم سمحمد الجندالي بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ووالدينا وإخواننا وموتى المسلمين، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.
توقيع أخوكم رشيد لغماش
التعليقات مغلقة.